قمة المناخ «كوب 27» في مصر.. الأولويات ووسائل تحويل التعهدات إلى واقع

آية سيد

شددت مصر على أن أولوياتها لقمة المناخ "كوب 27" هي تنفيذ تعهدات قمة جلاسكو وتقديم المساعدات المالية للدول النامية والسماح لنشطاء المناخ بالتظاهر.


تستضيف مصر قمة المناخ “كوب 27” في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر القادم، في ظل أزمات مثل الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء.

وعلى رأس الأولويات المصرية لقمة “كوب “27، سيأتي تنفيذ تعهدات قمة جلاسكو وتقديم المساعدات المالية للدول النامية والسماح لنشطاء المناخ بالتظاهر. وفي هذا السياق، نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرًا عن استعداد الوزارات المصرية المضطلعة بتنظيم المؤتمر.

الانتقال من التعهدات إلى التنفيذ

لفت تقرير الجارديان المنشور أمس الأربعاء 25 مايو 2022، إلى أن معظم الاقتصادات الكبرى وأكبر مصادر لانبعاثات الغازات الدفيئة لم تلتزم بتعهداتها في قمة جلاسكو في نوفمبر 2021. وعلاوة على هذا، كان العمل لتحويل تعهدات التمويل المناخي من الدول الثرية إلى مشروعات تساعد الدول الفقيرة بطيئًا.

وفي هذا الشأن، قالت وزيرة التعاون الدولي المصرية، رانيا المشاط، للجارديان: “بالنسبة إلينا، ما نريده لقمة كوب 27 هو الانتقال من التعهدات إلى التنفيذ. ونريد تسليط الضوء على السياسات والممارسات العملية، والعمليات التي يمكنها تحويل التعهدات إلى إجراءات لسد تلك الفجوة”.

التمويل المناخي

ذكرت المشاط أن بعض الدول يواجه صعوبة في الحصول على التمويل، منوّهةً بأنه يجب علاج ذلك بأساليب جديدة، مثل “التمويل الخالي من المخاطر” لجذب مستثمري القطاع الخاص. وقد يحدث ذلك عبر تقديم الحكومة ضمانات لمقرضي القطاع الخاص أو المشاركة في الاستثمار معهم.

وقالت الوزيرة للجارديان: “من نجاحات قمة جلاسكو كيفية حشد القطاع الخاص، وكيف بدأت كلمة تريليونات في الظهور، بدلًا من مليارات. إلا أن تلك التريليونات التي تعهد بها القطاع الخاص لن تصل إلى الدول الأحوج إليها، ما لم يكن لدينا المزيد من التضافر بين التمويل الإنمائي للقطاع العام ورأس المال الخاص لخلق أدوات للحد من المخاطر”.

حل المشكلات المالية

في السياق ذاته، تحدث وزير المالية المصري، محمد معيط، عن الحاجة لمعالجة المشكلات المالية الأكبر، مثل “العبء الضخم” للديون المتصاعدة الذي تواجهه الكثير من الدول الفقيرة.

وبيّن معيط للجارديان أن الأولوية الرئيسة لمصر ستكون معالجة عبء الديون، الذي يعيق الدول عن اتخاذ الإجراءات التي ستحد من الانبعاثات، وعن تنفيذ الاستثمارات التي ستساعدها في التعامل مع آثار تغير المناخ. وقال: “يجب أن نجلس معًا ونتوصل إلى حلول، وإلا ستزيد المخاطر والتحديات ومعاناة الناس”.

مساعدة الدول الفقيرة

لفت معيط إلى أن مساعدة الدول الفقيرة في خفض انبعاثاتها، وأن تصبح أكثر مرونة في وجه آثار الطقس المتطرف، سيفيد الدول الغنية أيضًا، قائلًا إن “مخاطر تغير المناخ لا تقع على دولة واحدة، بل علينا جميعًا”.

وقال إن الدول الغنية ستحتاج إلى إيجاد وسائل لتعويض الدول الفقيرة عن عدم استخراج المزيد من النفط والغاز. وضرب مثالًا بالسنغال، حيث من المتوقع اكتشاف كميات ضخمة من الغاز بإمكانها تحويل الاقتصاد. لكنها ستشكل أيضًا “قنبلة كربونية” قد تؤدي إلى تجاوز الحرارة حد الـ1.5 درجة مئوية المستهدف في جلاسكو.

الدول النامية ليست المسؤولة

حذر معيط من أن الدول النامية ليست المسؤولة عن خلق أزمة المناخ لكنها تخاطر بالتعرض للعقاب بدلًا من الدول الغنية، منوّهًا بضرورة إيجاد حل للمشكلة. وقال: “يجب أن نحرص على ألا نضيف إلى المعاناة والديون، وأن تستطيع الدول تحقيق طموحاتها”.

كذلك حذر معيط من تقديم الدول الغنية للتمويل المناخي في صورة قروض تتطلب السداد أو يترتب عليها فوائد. وقال: “لا تخبرني أنك ستقدم التمويل الأخضر بنفس تكلفة التمويل التقليدي. هذا لن ينجح”.

تعويض الدول الفقيرة

في حوار مع وكالة أسوشيتد برس، في 23 مايو 2022، على هامش مشاركته في مؤتمر دافوس، شدد وزير الخارجية المصري والرئيس المعين لمؤتمر الأطراف في كوب 27، سامح شكري، على أن الهدف الشامل للقمة هو “تنفيذ” الالتزامات والتعهدات.

وبحسب أسوشيتد برس، ظهرت دعوات في السنوات الأخيرة من الدول النامية والنشطاء تطالب بإنشاء صندوق لتعويض الدول الفقيرة عن الدمار الذي تسبب به تغير المناخ. لكنها رُفضت في قمة جلاسكو، ويأمل مؤيدوها أن تجد فرصة في هذا المؤتمر الذي يُعقد في مصر.

في هذا الشأن، قال شكري: “نأمل أن يكون النقاش حول الخسارة والأضرار شاملًا لكن ليس عدائيًّا” مشيرًا إلى أهمية “إدراك أننا جميعًا في مركب واحدة”.

السماح بالتظاهرات في كوب 27

قال شكري إن السلطات المصرية ستسمح بالتظاهرات في أثناء المؤتمر، إلا أنها لن تسمح بالتظاهرات التي لم تحصل على موافقة من الحكومة. وقال: “نحن نبني مرفقًا متاخمًا لمركز المؤتمرات والذي سيتيح لهم الفرصة الكاملة للمشاركة والتظاهر والتعبير عن رأيهم”.

ولفتت أسوشيتد برس إلى أن المؤتمرات العالمية للمناخ تشهد تظاهرات تستمر لأيام. وفي هذا الصدد، قال شكري إنه خلال اجتماعات في الدنمارك بداية هذا الشهر، دعا المتظاهرين الذين كانوا في الخارج للتحدث معه، ووصف الاجتماعات بأنها “مثمرة” وقال إن أهداف مصر المناخية تتماشى مع أهداف العديد من المتظاهرين.

جهود مصر في دعم الطاقة المتجددة

أبرمت مصر العديد من اتفاقيات الطاقة المتجددة، بحسب أسوشيتد برس. ففي مارس الماضي، وقّعت مصر والنرويج اتفاقية لعدة مشروعات ترتكز على الهيدروجين الأخضر وبناء مشروعات بنية تحتية خضراء في الدول الإفريقية.

ووقعت مصر أيضًا مع شركة “سكاتيك” النرويجية للطاقة النظيفة مذكرة تفاهم بقيمة 5 مليارات دولار، لإنشاء مصنع في منطقة قناة السويس لإنتاج الأمونيا الخضراء من الهيدروجين الأخضر. وتأتي هذه الاتفاقيات في أعقاب سنوات من الاستثمار المستمر في تكنولوجيات الرياح والطاقة الشمسية.

وقال شكري إن مصر تعتمد قدر الإمكان على الطاقة المتجددة في بناء المدن الجديدة، مثل العاصمة الإدارية الجديدة، موضحًا أن التحول السريع للطاقة المتجددة يقدم فرصًا هائلة للمستثمرين.

ربما يعجبك أيضا