«إنفلونزا الطماطم» تُطارد أطفال الهند.. ما علاقتها بكوفيد؟ «تفاعلي»

رنا أسامة

يعتقد خبراء الصحة أن اتباع بروتوكولات كوفيد قد يُسهم في منع انتشار العدوى.


على مدى الأيام الماضية تردد الحديث عن مرض إنفلونزا الطماطم الغامض، بعد رصد أكثر من 100 إصابة في ولاية كيرالا الهندية، إحدى أكثر ولايات الهند إصابة بفيروس كورونا، مُسجلة إجمالًا 6 ملايين حالة.

وسجّلت الهند 2710 إصابات جديدة بـكوفيد خلال 24 ساعة، بما يرفع إجمالي حالات كورونا في البلاد إلى 43 مليونًا، مع ارتفاع الحالات النشطة إلى 15 ألفًا و814 حالة، حسب ما أفادت وزارة الصحة الهندية يوم 27 مايو الجاري.

146 حالة مؤكدة في كيرالا الهندية

بحسب تقرير نشرته صحيفة ذا نيو إنديان إكسبريس الهندية في 12 مايو الجاري، أُبلِغ عما لا يقل عن 146 حالة مؤكدة بإنفلونزا الطماطم، و700 أخرى مُشتبه بإصابتها في كيرالا، لأطفال دون الخامسة، وفق مصادر بوزارة الصحة في الولاية الهندية، قالت إن الحالات المؤكدة وضعها مُستقر.

حتى الآن، تحدّدت مدن كوزهيكود وكولام وواياناد وثيروفانانثابورام، على أنها بؤر ساخنة لإنفلونزا الطماطم بولاية كيرالا الهندية.

ما إنفلونزا الطماطم؟

إنفلونزا الطماطم المعروفة أيضًا باسم حمى الطماطم، هي إحدى أنواع الحمى الأكثر شيوعًا بين الأطفال، تحديدًا دون الخامسة. اسمها مُشتق من أن هذه البثور عادة ما تكون مستديرة ولونها أحمر.

وحمى الطماطم ليست من الأمراض المُهددة للحياة لكنها مُعدية، ويقول الدكتور سوبهاش شاندر، الأستاذ المساعد في الطب الباطني بمستشفى أمريتا بولاية كوتشي الهندية: “قد يهدأ الطفح الجلدي أحيانًا مع تقشّر الجلد” حسب ما أوردت مجلة ذا ويك الهندية.

ما أعراضها؟

عادة يُعاني الأطفال المُصابون بإنفلونزا الطماطم من طفح جلدي وتهيّج للجلد وجفاف قد يُحدث تهيجًا بالفم، إلى جانب ظهور بثور على أجزاء من جسمهم. وتُسبب شعورًا بالتعب، وألم بالمفاضل، وتقلصات بالمعدة، وغثيان، وقيء وإسهال، وسُعال وعطس، وصفير، وسيلان بالأنف، وحمى شديدة، وآلام بالجسم.

ومن الأعراض الأخرى لإنفلونزا الطماطم تغير لون اليدين والركبتين والأرداف. ويزعم بعض المرضى أيضًا خروج ديدان من الدمامل التي تظهر نتيجة الطفح الجلدي، وفق صحيفة إنديا تايمز الهندية.

ما سببها؟

لا تزال أسباب الإصابة بحمى الطماطم مجهولة أو غير مؤكدة تمامًا، لكنه يُصيب الأطفال عادة والبالغين نادرًا. يقول الدكتور بارانجيت باميك، مدير الطب الباطني بالمعهد الآسيوي للعلوم الطبية، فريد آباد، إن” الفيروسات التي تسببها لم تتحدّد بعد”، مُشيرًا إلى أنها تنتمي إلى عائلة الفيروسات المعوية. تنتقل العدوى للبالغين والأطفال فوق الـ10 إذا كانوا يعانون من كبت المناعة أو من ظروف صحية أخرى.

ولم تؤكد السلطات الصحية إذا كانت حمى الطماطم حمى فيروسية أو أثر جانبي لمرض الشيكونجونيا أو حمى الضنك، فيما يعتقد خبراء أن الصورة السريرية لحمى الطماطم تشبه إلى حد بعيد ما يُعرف بمرض اليد والقدم والفم، وهو مرض فيروسي ناجم عن فيروس الكوكساكي، بأعراض تشمل حمى خفيفة وبثور، وفق مجلة ذا ويك.

إنفلونزا الطماطم تشبه كوفيد.. هل ينبغي القلق؟

رُغم تشابه بعض أعراض إنفلونزا الطماطم مع كوفيد، فإنهما لا يرتبطان ببعضهما. وطمأن وزير الصحة في ولاية كارناتاكا، كيه سودهاكار، بأنه لا داعي للذعر، مُشيرًا إلى أن “إنفلونزا الطماطم مستوطنة في ولاية كيرالا”، وأصدر تعليمات للسلطات بالمنطقة الحدودية تتعلق باحتواء تفشي المرض الفيروس المُعدي الذي ينتشر عن طريق الاتصال.

ويعتقد خبراء الصحة أن اتباع بروتوكولات كوفيد قد يُسهم في منع انتشار العدوى. وفق ذا إنديان إكسبريس، تشيع حمى الطماطم شديدة العدوى خلال فصل الصيف. قال مسؤول بمديرية الخدمات الصحية: “خلال العامين الماضيين، كانت الحالات شبه معدومة بسبب الوباء”، موضحًا أن “الحفاظ على النظافة والحد من الاتصال الشخصي السبيل الوحيد لمنع تفشي العدوى”.

كيف نتعامل مع مُصابي حمى الطماطم؟ وما العلاج؟

عند الإصابة بحمى الطماطم، يجب إخضاع المُصاب في عزل، وتعقيم الأواني والملابس والأشياء الأخرى التي يستخدمها لمنع انتشار العدوى التي تقل حدتها في غضون 5 إلى 7 أيام.

وإذا ظهرت أعراض إنفلونزا الطماطم على طفل، يجب نقله مباشرة إلى الطبيب، مع تجنّب خدش البثور التي تظهر على جسمه، والحفاظ على نظافته الشخصية، وينُصح بالراحة التامة، فضلًا عن تناول السوائل لمقاومة الجفاف، لكن لا يلزم الاستشفاء أو الرعاية الطبية إلا إذا استمرت الحمى لأكثر من يومين، بحسب صحيفة ذا ستيتس مان الهندية.

ربما يعجبك أيضا