قد يواجه 18 مليون إفريقي انعدامًا حادًّا في الأمن الغذائي خلال الـ3 أشهر المقبلة.
اجتمع قادة الاتحاد الإفريقي في غينيا الاستوائية لحضور قمتين في العاصمة مالابو، يومي 27 و28 مايو الجاري، لبحث أزمات وتحديات القارة السمراء.
بحثت القمة الأولى الأزمات الإنسانية، وناقشت الثانية الإرهاب والتغييرات غير الدستورية للحكومات. وشارك قادة 20 دولة في الاجتماعات، وغاب 4 أعضاء، وهم مالي وغينيا وبوركينا فاسو والسودان، بسبب تعليق عضويتهم في الاتحاد الإفريقي على خلفية انقلابات عسكرية.
قمة إنسانية استثنائية
By organizing this Extraordinary Humanitarian Summit followed by the Donors' Conference, the African Union demonstrates its firm determination to reduce the suffering of refugees and internally displaced persons on the continent @AUC_MoussaFaki #AUHS2022 pic.twitter.com/fbm8jHsyV7
— African Union (@_AfricanUnion) May 27, 2022
بحسب موقع أفريكا نيوز، في 27 مايو 2022، كانت الجلسة الأولى مخصصة لبحث الأزمة الإنسانية وعقد مؤتمر لإعلان التبرعات. وجمعت الجلسة القادة الأفارقة والجهات المانحة، بالإضافة إلى وكيل الأمين العام للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ في الأمم المتحدة لجمع التبرعات.
ووفق رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد، يحتاج 113 مليون إفريقي المساعدات الإنسانية الطارئة هذا العام، ويشملون 48 مليون لاجئ وطالب لجوء وأشخاص نازحين داخليًّا. وفي بيان، قال الاتحاد الإفريقي إن 15 دولة متضررة بشدة احتاجت للمساعدة الطارئة، في ظل الصدمات المناخية والصراعات التي تجعل الاحتياجات الإنسانية تزيد “أضعافًا مضاعفة”.
وفي الكلمة الافتتاحية، حث رئيس الاتحاد الإفريقي ورئيس دولة السنغال، ماكي سال، نظراءه على معالجة الأسباب الجذرية للأزمات الإنسانية في القارة، مُذكّرًا إياهم أن “الوقاية” أفضل وأسهل من العلاج.
أزمة الغذاء
تناولت القمة أيضًا تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على الدول الإفريقية. وبحسب تقرير لدويتشه فيله، في 28 مايو 2022، أدت الحرب إلى انخفاض في المساعدات الغذائية وارتفاع هائل في أسعار الغذاء، ما يؤثر في اللاجئين الأفارقة والأشخاص النازحين قسريًّا ويهدد بإشعال المزيد من التوترات الطائفية.
ووفقًا لتقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، قد يواجه 18 مليون إفريقي انعدامًا حادًّا في الأمن الغذائي خلال الـ3 أشهر المقبلة، خاصة في إفريقيا جنوب الصحراء.
وفي خطاب افتراضي للقمة، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن الاتحاد الأوروبي سيخصص “المزيد من الدعم المالي للشركاء الأفارقة”. وقالت إنه سيركز “بقدر مباشر” على الأمن الغذائي وسيكون التركيز “بعيد المدى” على “الأسباب الجذرية لانعدام الأمن”.
التهديدات الإرهابية
Discours de S. E. @AUC_MoussaFaki Président de la Commission de l’Union Africaine a l’occasion de la 16ème session Extraordinaire de la Conférence de l’Union Africaine sur Le terrorisme et les changements anticonstitutionnels de gouvernement en Afrique : https://t.co/iCsmeYMvMt pic.twitter.com/nFUa4P63Ga
— African Union (@_AfricanUnion) May 28, 2022
بحثت الجلسة الثانية، التي انعقدت يوم السبت، التهديدات الإرهابية التي تواجهها القارة. وقال رئيس غينيا الاستوائية، تيودورو أوبيانج، القارة الإفريقية ضحية الهجمات الإرهابية الوحشية التي ترتكبها جماعات مثل بوكو حرام، والشباب، وأنصار السنة، وداعش، وغيرها.
وبحسب تقرير لإثيوبيان مونيتور، في 29 مايو، قال الاتحاد الإفريقي: “قيّم القادة التهديدات المستمرة وآليات الرد الحالية، وسعوا إلى تعزيز الأمن الجماعي للدول الأعضاء التي تواجه الإرهاب والتطرف العنيف، وكذلك أيضًا التغييرات غير الدستورية للحكومات”.
وذكر رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي أن الإرهاب ارتفع في القارة الإفريقية منذ 2011، مع بداية الأزمة الليبية. هذه الأزمة فتحت الطريق لوصول مرتزقة أجانب في منطقة الساحل وتدفق التنظيمات الإرهابية المهزومة في الشرق الأوسط. ومنذ ذلك الحين، انتشر الإرهاب إلى مناطق أخرى من القارة.
كيف تعامل الاتحاد الإفريقي مع الإرهاب؟
أشار التقرير إلى أن الاتحاد الإفريقي أسس قوات مشتركة لمحاربة الإرهاب، مثل بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال، والقوة متعددة الجنسيات المشتركة في حوض بحيرة تشاد، وقوة مجموعة دول الساحل الـ5، وبعثة مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية في موزمبيق، والمبادرات الثنائية في موزمبيق.
وعلاوة على هذا، أعاد الاتحاد الإفريقي تنشيط الوسائل القانونية لمكافحة الإرهاب، مثل خطة العمل حول منع الإرهاب ومكافحته التي جرى تبنيها في 2002، وخارطة طريق الاتحاد الإفريقي حول الإجراءات العملية لإسكات البنادق في إفريقيا بحلول 2030.
لماذا استمر الإرهاب في الازدهار؟
According to the African Union’s African Centre for the Study and Research on Terrorism (ACSRT), several structural factors are responsible for the spread of terrorism i.e. I.e. transnational organized crimes and financing of terrorism; proliferation of arms, pic.twitter.com/yUUnS8li2K
— African Union (@_AfricanUnion) May 28, 2022
لفت موسى فقي إلى أنه رغم هذه المبادرات استمر الإرهاب في الازدهار. بسبب نقص التضامن الإفريقي مع الدول التي تحارب الإرهاب، وقال: “إننا لا نحترم التزاماتنا”، ضاربًا المثل بقوة الاستعداد الإفريقية التي لم تصبح جاهزة للعمل منذ إنشائها. وأشار أيضًا إلى المعايير المزدوجة التي يطبقها المجتمع الدولي في مواجهة تحديات الإرهاب في إفريقيا مقابل المناطق الأخرى من العالم.
في هذا السياق، ذكر المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب أن الهجمات الإرهابية في القارة زادت 4 أضعاف، في الفترة بين 2012 و2020. وتوجد عوامل هيكلية مسئولة عن انتشار التهديد الإرهابي، أبرزها الجريمة المنظمة متعددة الجنسيات وتمويل الإرهاب، وانتشار الأسلحة، وعودة ظهور المقاتلين الأجانب والمرتزقة.
وتشمل العوامل أيضًا الاضطراب السياسي، والقصور المزمن في الحوكمة والفقر وانعدام المساواة الناتجين عنه، وضعف قدرات إنفاذ القانون.
التغييرات غير الدستورية للحكومات
شدد موسى فقي على الصلة بين الإرهاب والتغييرات غير الدستورية للحكومات، بحسب إثيوبيان مونيتور. وقال: “لقد شهدنا مؤخرًا بخوف وقلق العودة القوية للانقلابات العسكرية في بعض دولنا الأعضاء. نحن نشهد عودة ظهور ممارسة اعتقدنا أنها انتهت للأبد مع حلول عصر جديد، الذي بشّر بعصر ديمقراطي”. مبينًا أن استقرار المؤسسات الديمقراطية يُعد ضمانًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتابع: “الخروج عن العمليات الديمقراطية يجلب المشكلات للقارة. ونتيجة لهذا نحتاج إلى تحليل أسباب عودة ظهور اغتصاب السلطة وتحديد العلاج المناسب”.
التحديات المناخية
بحسب تقرير دويتشه فيله، بحث قادة الاتحاد الإفريقي الأزمات التي فاقمها تغير المناخ. قال مساعد المفوض السامي لشئون اللاجئين في الأمم المتحدة، رؤوف مازو، في خطاب خلال القمة، إن الكوارث المتعلقة بالمناخ في السنوات الأخيرة فاقمت نزوح السكان الحالي الناتج عن العنف والصراع.
وتشهد دول مثل إثيوبيا وكينيا والصومال وجنوب السودان فيضانات وجفافًا أقوى وأكثر تكرارًا في السنوات الأخيرة. ويُخشى أن تؤدي المشكلات المتعلقة بالمناخ إلى تفاقم الصراعات القائمة. ففي الكاميرون، أدى نقص موارد المياه في شمال البلاد إلى تناحر الصيادين والمزارعين، ما نتج عنه نزوح 100 ألف شخص على الأقل داخل الكاميرون وخارجها.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1168663