إسبانيا تدعو الناتو لاعتبار الهجرة «تهديدًا هجينًا».. لماذا؟

رنا أسامة

إسبانيا تناضل لإيلاء الناتو اهتمامًا أكبر بالتهديدات غير العسكرية للجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلنطي.


أعلن وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، رغبة بلاده في إدراج حلف شمال الأطلنطي (الناتو) الهجرة كـ”تهديد هجين” في خارطة طريق الحلف.

ويأتي ذلك قبل القمة التي تستضيفها مدريد يوميّ 29 و30 يونيو 2022، كإحدى أهم قمم الناتو منذ إنشائه في العام 1949 التي من المُقرر أن تضع صياغة لـ”المفهوم الاستراتيجي” للحلف في العقد المقبل، وتُحدد مهامه في خِصم الحرب الروسية الأوكرانية.

تهديدات الجناح الجنوبي للناتو

في مقابلة مع وكالة رويترز، اليوم الخميس 9 يونيو 2022، ذكر ألباريس أن إسبانيا تناضل لإيلاء الناتو اهتمامًا أكبر بالتهديدات غير العسكرية لما يُطلق عليه الجناح الجنوبي للحلف الذي يضم دول المغرب العربي والساحل الإفريقي الواقعة تحت النفوذ الروسي المتزايد.

وقال ألباريس: “نريد اعترافًا بأن ثمة تهديدات خطيرة قادمة من الاتجاه الجنوبي” للناتو، مُضيفًا أن “الإرهاب والأمن السيبراني والاستخدام السياسي لموارد الطاقة والهجرة غير النظامية أمور تمس سيادتنا”.

التزام غير مُرجّح

قالت مصادر وصفتها رويترز بالمُطلعة بحلف شمال الأطلنطي، مؤخرًا، إنه في ظل احتدام النزاع على الجانب الشرقي للناتو، وسط مساعي من مناطق مثل دول البلطيق للحصول على مزيد من الموارد، فإنه من غير المُرجّح أن نشهد التزامًا جادًا من الحلف لتأمين رواقه الجنوبي.

وأشارت المصادر، بحسب رويترز، إلى أن قضية الهجرة كانت مثيرة للانقسام بدرجة كبيرة بما يُصعّب من إمكانية الحصول على إجماع بشأنها خلال قمة مدريد المُرتقبة، حتى لو نالت إسبانيا دعمًا من دول أخرى بجنوب أوروبا، مثل البرتغال وإيطاليا.

إسبنيت تدعو حلف شمال الأطلسي لإدراج الهجرة كتهديد مختلط

تأثير رادع

بحسب وزير الخارجية الإسباني، فإن إدراج مثل هذه التهديدات الهجينة في استراتيجية الناتو، وكذلك الإشارة للجناح الجنوبي للحلف على أنها منطقة يجب إخضاعها لمراقبة، سيكون كافيًا لإحداث “تأثير رادع” يضمن لإسبانيا حماية حدودها.

وقال ألباريس في مقابلته مع رويترز: “لا شيء جديدًا يتعين فعله، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن الجناح الجنوبي قد يُفرز تهديدات قد تتطلب في مرحلة ما رد فعل دفاعي للناتو، بالطريقة ذاتها التي نشهدها على الرواق الشرقي للحلف”.

رد عسكري وموارد غير تقليدية

في حين دعا ألباريس لضرورة مواجهة التهديدات العسكرية المباشرة من الجناح الجنوبي برد عسكري من حلف شمال الأطلنطي، أشار في الوقت نفسه إلى إمكانية استخدام “موارد غير تقليدية” مثل التكنولوجيا لصد تهديدات أخرى، مثل الهجمات الإلكترونية، أو الهجرة غير النظامية.

وقال وزير الخارجية الإسباني: “لا شك أن مثل هذه التهديدات الهجينة يمكنها أن تتحدّى وحدة أراضينا وسيادتنا”.

النفوذ الروسي في غرب إفريقيا

عرج وزير خارجية إسبانيا إلى النفوذ المتزايد لروسيا في منطقة الساحل بغرب إفريقيا، ممثلًا في مجموعة فاجنر، وهي منظمة مرتزقة روسية متهمة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان بإفريقيا الوسطى ودول أخرى.

وقال ألباريس في هذا الصدد إن “الوجود الروسي في مالي لا يساعد بأي شكل من الأشكال على النهوض بالديمقراطية وتحقيق الاستقرار”. وبحسب رويترز، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على فاجنر التي يُعتقد أنها تعمل بأمر من الكرملين، ولكن تنفي موسكو ذلك وتقول إنها تقدم “مساعدة عسكرية” عبر قنوات حكومية.

ربما يعجبك أيضا