هل يكون ترامب أول رئيس أمريكي يحاكم بـ«محاولة الانقلاب»؟

أحمد ليثي

فصّلت لجنة مجلس النواب التي تحقق في هجوم الكابيتول ما وصفته بخطة ترامب غير القانونية وغير الدستورية لمنع نقل السلطة


في سابقة الأولى من نوعها، وجهت لجنة “6 يناير” التي تحقق في حادث اقتحام مبنى الكابيتول اتهامات للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بمحاولة قلب نظام الحكم.

وبحسب تقرير صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أمس السبت 11 يونيو2022، أعلنت لجنة الكونجرس أن ترامب تآمر لإلغاء الانتخابات وشجّع على الهجوم على مبنى الكابيتول، واختلفت آراء اللجنة بشأن محاكمته جنائيًّا لجهوده في تحدي إرادة الناخبين، والتمسك بالسلطة.

هجوم 6 يناير

الجلسة الأولى

بحسب تقرير نيويورك تايمز، ناقشت الجلسة الأولى التي عُقدت الأسبوع الماضي الهجوم على مبنى الكابيتول، وطرحت على نفسها السؤال الأساسي الذي ظل يطارد ترامب منذ أن ترك منصبه: هل ينبغي محاكمته جنائيًّا لجهوده الحثيثة في تحدي إرادة الناخبين والتمسك بالسلطة؟

ولمدة ساعتين، فصّلت لجنة مجلس النواب التي تحقق في هجوم الكابيتول ما وصفته بخطة ترامب غير القانونية وغير الدستورية المكونة من 7 أجزاء لمنع نقل السلطة، واستندت إلى تقرير وزارة العدل الذي وجّه تهمًا بالتآمر التحريضي ضد ترامب.

ترامب

ترامب

اتهامات لترامب

قال رئيس لجنة 6 يناير، بيني طومسون: “كان 6 يناير محاولة انقلاب، فالرئيس السابق استدعى الغوغاء وأشعل فتيل الهجوم، وأعتقد أن التداعيات السياسية والقانونية قد تكون مدمرة لترامب، وربما نشهد فضيحة ووترجيت أخرى كالتي تورّط فيها الرئيس السابق، ريتشارد نيكسون، قبل نصف قرن”.

وأوضح طومسون أن ترامب أشرف ونسّق خطة معقدة من 7 أجزاء لإلغاء الانتخابات الرئاسية لعام 2020، وعرقلة نقل السلطة، وشجع التمرّد، ورفض إلغاء تظاهرات الغوغاء، واكتفى بطرد نائبه، مايك بنس، لأنه رفض الانقلاب على الانتخابات، وترك أمريكا اليوم منقسمة على نفسها أشد الانقسام.

بيني طومسون

بيني طومسون

دائرة ترامب تنقلب عليه

بحسب تقرير جريدة الجارديان المنشور 11 يونيو الحالي، انقلبت الدائرة المقربة من ترامب عليه، ففضلاً عن بنس، ظهر مقطع فيديو للمدّعي العام السابق، ويليام بار، يقول فيه إن مزاعم الرئيس السابق بسرقة الانتخابات لا أساس لها من الصحة، ثم قالت ابنة ترامب وكبيرة مستشاريه، إيفانكا، للجنة في أثناء استجوابها: “كنت أحترم المدعي العام، وقبلت ما قاله”.

وأوضح التقرير أنه يمكن استخدام رفض ترامب لنتيحة الانتخابات في بناء قضية جنائية ضده، كونه كان يبذل جهدًا متعمدًا لتخريب الديمقراطية الأمريكية، ولكن اللجنة لا تملك سلطة محاكمة ترامب، بل يرجع القرار للمدّعي العام الحالي، ميريك جارلاند، وهو أمر محفوف بالمخاطر في ظل حالة الاستقطاب التي تشهدها البلاد.

لا يوجد دليل دامغ

بحسب مجلة نيوزويك الأمريكية الأسبوعية، في تقريرها المنشور 11 يونيو، قالت مديرة الاتصالات الاستراتيجية السابقة للبيت الأبيض في عهد ترامب، ميرسيدس شلاب، إن مقطع الفيديو الخاص باقتحام مبنى الكابيتول الذي عُرض أمام لجنة مجلس النواب للتحقيق في جلسة 6 يناير، جرى التلاعب به.

ونقل التقرير عن قناة فوكس نيوز، السؤال الذي وجهه مذيع القناة، لاري كودلو، إلى شلاب، عن الدليل الدامغ بيد ترامب الذي يؤكد أن مقاطع الفيديو مفبركة، وردّت شلاب التي خدمت في إدراة ترامب بين سبتمبر 2017 ويوليو 2019، بأن هذا السؤال يجب أن يوجه إلى منتج قناة أيه بس سي، الذي يجمع الأخبار المزيّفة، ويحاول إلصاق التهمة بترامب.

ميرسيديس شلاب

ميرسيديس شلاب

نائب جمهوري يقف في وجه ترامب

وفقًا لتقرير نيوزويك، يعتبر توماس رايس واحد من 10 جمهوريين فقط صوّتوا لعزل ترامب في أعقاب الهجوم على مبنى الكابيتول، وقال رايس للمجلة إنه “بعد قراءة عشرات التقارير بشأن تصرفات الرئيس الأمريكي السابق خلال هذا الحادث، يمكنني أن أؤكد أنه فشل في أداء واجبه في وقف الهجوم.”

وقال رايس إنه يأمل ألا يترشح الرئيس السابق لمنصب الرئاسة مرة أخرى في العام 2024، مشيرًا إلى أن الحزب الجمهوري بحاجة ماسة إلى شخص يجمع الناس معًا، وترامب لا يحمل تلك المواصفات، وأوضح رايس أنه لا يهتم بما إذا كان ترامب يدعم منافسه في الانتخابات، فالناس يشكروه طوال الوقت لأنه أتحدث عن ترامب علانية، على حد تعبيره.

توماس رايس

توماس رايس

هل يمكن لترامب أن يترشح للرئاسة مرة أخرى؟

بحسب تقرير نيويورك تايمز، ستكون المحاكمة مختلفة تمامًا إذا وجهت وزارة العدل لائحة اتهام ضد ترامب، ويتعين على المحققين البحث في آلاف الساعات من لقطات الفيديو والحسابات عبر الإنترنت للحصول على أدلة تدعم قضيتهم، إضافة إلى أي شيء يمكن أن يستخدمه محامو الدفاع لإسقاطها.

ولكن إذا لم توجه وزارة العدل لائحة الاتهام، فقد يؤدي هذا في الواقع إلى زيادة احتمال ترشح ترامب للرئاسة مرة أخرى في العام 2024، لأنه يعلم أن وزارة العدل مترددة في ملاحقته، وسيلجأ إلى تصوير نفسه ضحية مؤامرة الدولة العميقة، كما فعل في أثناء اتهامه في التحقيقات بشأن التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016.

ربما يعجبك أيضا