لماذا يخطط الجيش الأمريكي لمضاعفة قواته السيبرانية؟

آية سيد
القوات السيبرانية-الجيش الأمريكي

تسلط الحرب الروسية الأوكرانية الضوء على أهمية قدرات الحرب الإلكترونية، لذلك يخطط الجيش الأمريكي لمضاعفة قواته السيبرانية.


قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية، إن الجيش الأمريكي سيعمل على مضاعفة حجم قواته السيبرانية في الخدمة الفعلية بنهاية هذا العقد استعدادًا للمعارك المستقبلية.

وبحسب صحيفة أرمي تايمز الأمريكية، في 13 يونيو 2022، تأتي هذه الخطوة في ظل تحويل البنتاجون تركيزه بعيدًا عن مكافحة التمرد ويستعد للمعارك المستقبلية مع الخصوم البارعين تكنولوجيًا، فلماذا تضاعف واشنطن قواتها السيبرانية؟.

تعزيز القوات السيبرانية                      

قال متحدث باسم الجيش الأمريكي، في رسالة بريد إلكتروني إلى موقع فيد سكوب الأمريكي، إن النمو في هيكل قوة المهام السيبرانية وشركات وفصائل الحرب الإلكترونية سيعزز قوام القوات السيبرانية من 3 آلاف إلى أكثر من 6 آلاف فرد بحلول 2030. مضيفًا أنه في الخدمة الفعلية وقوات الاحتياط والحرس الوطني، سيتوسع الفرع السيبراني من 5 آلاف إلى أكثر من 7 آلاف فرد.

وتابع نائب رئيس هيئة أركان الجيش، الجنرال جون موريسون، في نقاش مع الصحفيين في 9 يونيو: “بينما ننشر قدرات الأنشطة السيبرانية-الكهرومغناطيسية، سيستمر النمو في فرعنا السيبراني ويتسارع في السنة المالية 2023”.

ميزانية ضخمة للقوات السيبرانية

أوردت صحيفة أرمي تايمز أن الجيش الأمريكي طلب تمويلًا بقيمة 16.6 مليار دولار للقدرات السيبرانية وتكنولوجيا المعلومات للسنة المالية 2023. ويُخصص الجزء الأكبر من التمويل، الذي يساوي 9.8 مليار دولار تقريبًا، للقيادة التكنولوجية لشبكة الجيش الأمريكي “NETCOM”. ويُخصص نحو 2 مليار دولار للعمليات السيبرانية الهجومية والدفاعية والبحث والتطوير الخاص بالأمن السيبراني.

وأوضحت الصحيفة إلى أن المخطط الأولي للميزانية الشاملة للخدمة، بقيمة 178 مليار دولار، يدعم أيضًا قوة مهام ثالثة متعددة المجالات، وهي وحدة مرنة قادرة على تنفيذ المهام السيبرانية والإلكترونية. ومتوقع إنشاء 5 قوات مهام.

الحرب الروسية الأوكرانية

أشار الجنرال موريسون إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة تسلط الضوء على أهمية قدرات الحرب الإلكترونية، متابعًا: “كل ما عليكم فعله هو قراءة الأخبار مفتوحة المصدر وستعلمون أنها عنصر حاسم فيما يحدث في أوروبا الآن، وامتلاك القدرة على الدفاع داخل المجال الكهرومغناطيسي والقدرة على استشعار التهديدات السيبرانية سيكون ضروريًا في المعركة المستقبلية”، وفق “فيد سكوب”.

وذكرت صحيفة أرمي تايمز أن الولايات المتحدة عززت شبكاتها في أوروبا الشرقية، قبل الحرب الروسية وبعدها، وبدأت مؤخرًا تدريب القوات الأوكرانية على استخدام معدات التشويش الإلكتروني الغربية.

أبرز التهديدات

تُعد الصين التهديد الدولي الأكثر إلحاحًا للولايات المتحدة، متقدمةً على روسيا، بحسب صحيفة وقائع استراتيجية الدفاع الوطني 2022. وذكر كبير مسؤولي المعلومات في الجيش، راج أيير، أن 2023 هو “عام الانعطاف” عندما يتعلق الأمر بالتحول الرقمي، وهو الوقت الذي يجب أن تتجاوز فيه الخدمة كل ما هو قديم ومريح وتنتقل إلى الجديد والمفيد.

وأكمل: “نحتاج للتأكد من أن الاستثمارات تتوافق على نحو ملائم مع أولويات الجيش، وأولويات وزارة الدفاع من خلال إصدار استراتيجية الدفاع الوطني،” بحسب أرمي تايمز.

سد الثغرات في المجال السيبراني

في شهادة أمام اللجنة الفرعية للاعتمادات الدفاعية في مجلس النواب الأمريكي، شددت وزيرة الجيش، كريستين وورموث، على ضرورة العمل لسد الثغرات في المجال السيبراني، موضحةً أن الجيش الأمريكي تعلم دروسًا قيّمة من الحرب الروسية الأوكرانية، منوهةً بأن “مجال المعلومات في غاية الأهمية، والقوة التي تستطيع الهيمنة في هذا المجال سوف تمتلك الأفضلية في الصراع المستقبلي”، بحسب ديفينس نيوز.

وذكرت أن أكبر مصدر للقلق الاستراتيجي هو احتمالية شن “هجمات سيبرانية كبرى على البنية التحتية”. يذكر أن القيادة السيبرانية للجيش الأمريكي ARCYBER تتبع القيادة السيبرانية للولايات المتحدة، وهي مسؤولة عن العمليات السيبرانية، والحرب الكهرومغناطيسية، والعمليات المعلوماتية، بما يضمن هيمنة القرار وحرية العمل للقوات الصديقة في المجال السيبراني، ويحرم خصوم الولايات المتحدة.

ربما يعجبك أيضا