وسط أجواء ملتهبة مع سيول.. اجتماع عسكري في بيونج يانج يزيد من التوترات

علاء بريك

ما الذي ناقشه اجتماع اللجنة العسكرية المركزية في كوريا الشمالية؟ وما رد جارتها الجنوبية عليه؟


ترأس الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، اجتماعًا لكبار القادة العسكريين، ناقش خلاله سياسات الدفاع في بلاده ومسارها المستقبلي.

حظي الاجتماع باهتمام كبير من وسائل الإعلام العالمية، في ظل ارتفاع وتيرة التجارب الصاروخية لبيونج يانج، وتزايد التوترات مع واشنطن والجارة الجنوبية، وما يدور من حديث عن نية بيونج يانج إجراء تجربة نووية هي الأولى منذ 2017.

اجتماع جديد

بحسب موقع مليتاري تايمز، المتخصص في الشئون العسكرية، فقد ترأس كيم، الثلاثاء 21 يونيو 2022، اجتماع اللجنة العسكرية المركزية التابعة لحزب العمال الحاكم، وناقش خلاله قضايا الأمن الوطني وخطط الدفاع والردع، وسط تزايد التوترات مع أمريكا وكوريا الجنوبية.

وبحسب وكالة الأنباء الكورية الشمالية، شملت أجندة الاجتماع مراجعة الجهود العسكرية، خلال النصف الأول من السنة الحالية، واعتماد مهام ضرورية وطارئة لرفع القدرات العسكرية في البلاد، وتطبيق سياسات دفاعية رئيسة.

أتى الاجتماع في أعقاب مؤتمر سياسي كبير عقد بدايات هذا الشهر، زاد فيه كيم من وتيرة الخطاب الحاد إزاء ما وصفه بالتهديد الأمني المتفاقم، ووضع مزيدًا من المهمات العسكرية على عاتق قواته المسلحة وخبراء العلوم العسكرية.

خطة عمل بلا تفاصيل

بحسب ما نقلته وكالة أسوشيتيد برس، قرر أعضاء اللجنة العسكرية المركزية في الاجتماع إضافة “خطة عمل عسكرية مهمة” إلى الواجبات المنوطة بالقوات المرابطة على الجبهات الأمامية، وأقروا أيضًا الرفع من قدرات الردع النووية.

تضيف أسوشيتيد برس، أن الاجتماع أقر أيضًا واجبات عملياتية جديدة لوحدات الجيش المرابطة على الجبهات الأمامية، لكن بعض الخبراء علقوا بأن كوريا الشمالية ربما تكون خططت لنشر أسلحة نووية على طول الحدود مع جارتها الجنوبية مهددة إياها في ظل التوتر السائد بينهما.

الجدير بالذكر أن زيادة النشاط العسكري لبيونج يانج، اليوم، يأتي في إطار خطة خمسية لتطوير القدرات العسكرية، أعلنها كيم في أوائل عام 2021، فقد كشف عن قائمة مطولة من المستهدفات في حقل الأسلحة العسكرية المتطورة، بما فيها الأسلحة النووية التكتيكية والصواريخ العاملة بالوقود الصلب وغيرها.

تجربة نووية مرتقبة

في ضوء تصاعد التوترات في المحيط الهادئ، حذرت أمريكا من أن كوريا الشمالية قد تجري تجربة نووية في وقت قريب، هذه التجربة ستكون أولى التجارب النووية لبيونج يانج منذ 5 سنوات، وستزيد من حدة التوترات والاستفزازات المتبادلة بين كوريا الشمالية وأمريكا وحلفائها في المنطقة، بحسب عدة مواقع إخبارية.

من جهتها، ردت كوريا الشمالية عبر مبعوثها إلى الأمم المتحدة، كيم سونج، بشجب موقف الدول المطالبة بتشديد العقوبات ضد بلده بدعوى تجاربها العسكرية، وقال إن بلاده تمارس حقها المشروع في الدفاع عن النفس.

تعليق كوري جنوبي

علق الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، عندما سئل عن الاجتماع الكوري الشمالي الأخير بأن بلاده تحضّر لرد حازم على ما تنتهجه كوريا الشمالية من أنشطة عسكرية، وفقًا لوكالة رويترز. من جهة أخرى، أفاد مسئول في وزارة الوحدة الكورية الجنوبية بأن بيونج يانج على ما يبدو قد نشرت صور الاجتماع عن قصد، ومن المرجح أن تمضي في تهديداتها إلى ما هو أبعد.

في الاجتماع نفسه، أوردت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن رئيس برنامج تطوير الصواريخ، ري بيونج شول، قد انتخب نائبًا لرئيس اللجنة العسكرية المركزية، وعلق هونج على هذه الأنباء بالقول: “بالنظر إلى منصب ري في برنامج التطوير، يكشف انتخابه عن نية بيونج يانج تسريع عملية تطوير أسلحتها التكتيكية والاستراتيجية”.

هل تنشر الأسلحة النووية على الحدود مع كوريا الجنوبية؟

بحسب تقرير أوردته أسوشيتيد برس، فإن وكالة الأنباء الكورية لم تذكر أي شيء عن نشر الأسلحة النووية، لكن عددًا من الخبراء ممن تابعوا هذا الاجتماع يرون أن نية كوريا الشمالية هي نشر الأسلحة النووية على الحدود مع جارتها، خاصة أن الاجتماع أتى بعد شهرين من تهديد صريح من كيم باستخدام الأسلحة النووية.

ويتابع التقرير، قد يكون توجه كوريا الشمالية لنشر أسلحة نووية تكتيكيًّا هو جزء من تعهد كيم الأخير بمواجهة النهج الأمريكي “القوة مقابل القوة”، في ظل توقف الدبلوماسية النووية حاليًّا. كما يأتي في الوقت الذي تعمل فيه واشنطن وسيول على تعزيز قدراتهما الدفاعية المشتركة لمواجهة التهديدات النووية الكورية الشمالية.

من جهة ثانية، وفق التقرير، يثور شك عميق بين المراقبين، على خلفية تصاعد التوترات النووية في منطقة شبه الجزيرة الكورية، بأن الدبلوماسية يمكن أن تقنع البلاد بالتخلي عن أسلحتها النووية، وقد دعا منتقدو سيول وواشنطن إلى صياغة نهج جديد للتعامل مع برنامج كوريا الشمالية النووي سريع التحسن.

ربما يعجبك أيضا