حالة حرب؟ لماذا تزيد بريطانيا من إنفاقها الدفاعي؟

أحمد ليثي

قال وزير دفاع الظل في حزب العمال، جون هيلي، إن الإنفاق الدفاعي بحاجة إلى الزيادة على الفور، وأنه مع تواصل الحرب في أوروبا وتزايد التهديدات، تحتاج بريطانيا إلى زيادة الإنفاق الدفاعي الآن وليس في نهاية العقد


يتعرض رئيس وزراء المملكة المتحدة، بوريس جونسون، لضغوط شديدة للإعلان عن زيادة الإنفاق العسكري في قمة الناتو في مدريد هذا الأسبوع، فدعا الحلفاء إلى تحقيق أهدافهم الدفاعية.

بحسب تقرير صحيفة بوليتيكو المنشور 28 يونيو 2022، قال جونسون للصحفيين أثناء مغادرته مجموعة السبع في ألمانيا، إن الالتزام بإنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع مجرد نسبة مقترحة وليست نهائية، بل يمكن أن تصل إلى 2.5% في غضون 8 سنوات.

جونسون والناتو

بريطانيا تستثمر على المدى الطويل

قال رئيس وزراء المملكة المتحدة: “نحن بحاجة إلى الاستثمار على المدى الطويل في القدرات الحيوية مثل الطائرات القتالية المستقبلية، مع التكيف مع عالم أكثر خطورة وتنافسية، موضحًا أن بريطانيا تزيد من مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بمقدار مليار جنيه إسترليني، نحو 1.2 مليار دولار، وبذلك يصل إجمالي مساهمة لندن إلى 2.3 مليار جنيه إسترليني، دفعتها وزارة الخزانة.

تزامنت تقارير زيادة الإنفاق مع تحذير صارخ من قائد الجيش البريطاني بأن على الغرب الاستعداد للحرب مع روسيا، ويحقق البريطانيون هدف الناتو الذي يتطلب من الأعضاء إنفاق 2٪ من إجمالي الناتج المحلي على الاستثمارات في الدفاع، لكن قلة من الدول الأعضاء في التحالف تحقق هذا الهدف حاليًا.

نسبة الإنفاق ليست كافية

بحسب تقرير موقع ديفنس نيوز المنشور في 30 يونيو 2022، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان، توم توجندهات، لأخبار راديو بي بي سي 4، إن “تصريحات جونسون نتيجة منطقية، لكنها جاءت أقل بكثير من الالتزام بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى المستويات التي يعتقد الكثيرون هنا أنها ضرورية لمواجهة تهديد روسيا.”

وأوضح توجندهات، أن تصريحات جونسون مجرد كلمات مشجعة، داعيًا الحكومة إلى إعلان تخفيض أعداد الجيش البريطاني المخطط لها والتي ستشهد تخفيض عدد الجنود إلى 72 ألف فرد من مستواه الحالي البالغ 82 ألفًا.

الإنفاق الدفاعي بحاجة إلى زيادة

وفقًا للتقرير، قال وزير دفاع الظل في حزب العمال، جون هيلي، إن الإنفاق الدفاعي بحاجة إلى الزيادة فورًا، وأنه مع تواصل الحرب في أوروبا وتزايد التهديدات، تحتاج بريطانيا إلى زيادة الإنفاق الدفاعي الآن وليس في نهاية العقد، فرئيس الوزراء لن يكون في منصبه في عام 2030 حتى ينفذ وعده.

وذكر الموقع نقلًا عن بي بي سي، أن رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان البريطاني، توبياس إلوود، انتقد الزيادة باعتبارها متأخرة للغاية، مضيفًا: “الزيادة القليلة على مدى 8 سنوات تظهر أننا ما زلنا لا نقدر المشهد الجيوسياسي المتغير وحجم التهديدات القادمة في الأفق، فالأموال مطلوبة فورًا، وليس خلال 8 سنوات”.

جدال مع وزير الدفاع

بحسب التقرير، تنهي تصريحات جونسون حاليًا نزاعه مع وزير الدفاع، بن والاس، وآخرين حول مستويات الإنفاق الدفاعي، ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، كتب والاس خطابًا إلى جونسون يدعو فيه إلى زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2.5% من الناتج المحلي بحلول عام 2028.

وانتقد والاس التخفيضات في القدرات العسكرية في السنوات القليلة الماضية، وقال في خطاب أمام المعهد الملكي للخدمات المتحدة في 29 يونيو: “حان الوقت للإعلان أن عهد السلام انتهى، وأن الاستثمار الدفاعي بحاجة للنمو.. لقد عاشت الاستثمارات الدفاعية لفترة طويلة باستثمارات قليلة، لكن مع زيادة التهديد الروسي في السنوات الأخيرة، على هذا أن يتغير فورًا.”

بريطانيا في حالة حرب

قال ساندرز إن إحدى المبادرات التي كان ينوي المضي قدمًا كانت إعادة تعبئة الجيش، مكملًا: “هذه لحظة عام 1937، نحن لسنا في حرب، ولكن يجب أن نتصرف بسرعة حتى لا ننجر إلى حرب من خلال الفشل في احتواء التوسع الإقليمي، ولذلك، أنوي تسريع وتيرة تسليم الأسلحة الجديد وزيادة القدرات الرئيسية للقوات”، بحسب التقرير.

وأوضح: “سنسعى إلى تسريع تسليم المعدات الجديدة المخطط لها، ومنها، الطيران الهجومي، والمراقبة المستمرة وصيد الأهداف، والعوامل اللوجستية الاستكشافية، والدفاع الجوي الأرضي، وأنظمة الاتصالات والمعلومات، والحرب الإلكترونية، لكن الأهم أن هذا يبدأ الآن، وليس عند نقطة غير محددة في المستقبل”.

ربما يعجبك أيضا