الصين وروسيا أكبر تهديد للحلف.. كيف تغيرت استراتيجية الناتو الدفاعية في 2022؟

هالة عبدالرحمن

وصف المفهوم الاستراتيجي الجديد روسيا بأنها "تهديد مباشر"، وهو أقوى لفظ تم استخدامه من قبل الناتو لوصف روسيا منذ عام 1991.


يشهد حلف شمال الأطلسي “الناتو”، تحولات كبيرة مع إعلان وثيقته الجديدة للمفهوم الاستراتيجي للحلف، والتي تحولت فيها روسيا والصين من دول شريكة إلى “أكبر تهديد مباشر” للحلف العسكري.

وعكست الوثيقة، التي اتفق عليها الحلفاء في قمة 2022 ، مدى التدهور الكبير في علاقات الحلف مع موسكو، حسبما أفاد مدير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ويليام البيركي في مقاله المنشور بـ “المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية” في 30 يونيو 2022.

عدم التركيز على سياسة الحد من التسلح

وقلل المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف الناتو من التركيز على الحد من التسلح، لصالح قضايا أخرى مثل الحد من مخاطر روسيا وإدارة الصراع مع الصين، حسبما أفاد المقال.

ووصف المفهوم الاستراتيجي الجديد روسيا بأنها “تهديد مباشر”، وهو أقوى لفظ تم استخدامه من قبل الناتو لوصف روسيا منذ عام 1991. ويرسي المفهوم الاستراتيجي لعام 2022 سياسة جديدة للناتو حيال روسيا، تنص على أن “الاتحاد الروسي هو التهديد الأهم والمباشر لأمن الحلفاء والسلام والاستقرار في المنطقة الأوروبية”.

طموحات الصين

وينص المفهوم الاستراتيجي للناتو صراحة في الفقرة 13 على أن “طموحات الصين المعلنة وسياساتها القسرية تتحدى مصالحنا وأمننا وقيمنا ” .

ويناقش المفهوم الاستراتيجي أيضًا الحد من المخاطر والالتزام بالشفافية كطرق للتعامل مع روسيا والصين. وفيما يتعلق بروسيا، نص على أن “الناتو لا يسعى إلى المواجهة ولا يشكل أي تهديد على روسيا، لذلك سيظل الناتو على استعداد للحفاظ على قنوات الاتصال المفتوحة مع موسكو لإدارة المخاطر وتخفيفها، ومنع التصعيد لتحقيق الاستقرار وحماية المصالح الأمنية للحلف”، وفقًا لمقال ويليام.

مخاطر تواجه الناتو

يقول ألبيركي، مدير المعهد الدولي المرموق والأكثر موثوقية في مناقشة القضايا الاستراتيجية، إن المشاكل التي تواجه سياسة الحد من التسلح قد زادت مع تفاقم انتهاكات موسكو لالتزاماتها مما أدى إلى تدهور المشهد الأمني ​​الأوسع.

ولا يزال الاستخدام المحتمل للمواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية أو الأسلحة ضد الناتو من قبل أطراف معادية وغير حكومية يمثل تهديدًا لأمن الناتو، في ظل استمرار إيران وكوريا الشمالية تطوير برامجها النووية والصاروخية، كما تعمل الصين أيضا على توسيع ترسانتها النووية، وفقا لألبيركي.

الالتزام بعدم انتشار النووي

وتعد معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية هي الحصن الأساسي للناتو ضد انتشار الأسلحة النووية، ولا يزال الناتو ملتزمًا بتنفيذها بالكامل، بما في ذلك هدف خلق بيئة أمنية لعالم خالٍ من الأسلحة النووية.

وتهدف جهود الحلفاء بشأن الحد من التسلح ونزع السلاح ومنع الانتشار إلى تقليل المخاطر وتعزيز الأمن، وسيتم استخدام حلف الناتو كمنصة للمناقشات المتعمقة والمشاورات الوثيقة حول جهود الحد من التسلح، حسبما أفاد مدير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

 

ربما يعجبك أيضا