كيف تواكب القوات الجوية الأمريكية المنافسين الاستراتيجيين؟

آية سيد
القوات الجوية الأمريكية

تحتاج القوات الجوية الأمريكية إلى التحول والتغيير لمواجهة التهديدات الحالية والناشئة، ومواكبة الصين وروسيا.


تحظى القوات الجوية الأمريكية بمكانة راسخة باعتبارها المصدر الأكثر قدرةً واحترامًا للقوة الجوية في العالم على مدار تاريخها الممتد لـ75 عامًا.

إلا أن التهديدات الحالية والناشئة تستلزم التحول والتغيير، ويقول وزير القوات الجوية، فرانك كيندال، ورئيس أركان القوات الجوية، الجنرال سي كيو براون، في مقال بصحيفة ذا هيل الأمريكية، في 15 يوليو 2022، إن القوات الجوية يجب أن تعجل بهذا التغيير وإلا ستخسر.

خطوات لبدء التحول

يقول الكاتبان إن التهديدات الحالية والناشئة تتطلب تحولًا يدمج التكنولوجيات الناشئة في مفاهيم تشغيلية جديدة، ومؤسسات جديدة، ومنظومات جديدة تهدف إلى ضمان استمرار تاريخ القوات الجوية، وفي هذا الإطار، يجري اتخاذ خطوات مهمة لبدء ذلك التحول في ميزانية الرئيس للسنة المالية 2023، وبما يتوافق مع استراتيجية الدفاع الوطني.

ويشير الكاتبان إلى أن القوات الجوية يجب أن تعجل بالتغيير لتواجه التحديات المتسارعة اليوم وتتغلب على التحديات المستقبلية. ويتطلب هذا التحول تجاوز الحدود التقنية والثقافية مع التخلي عن المنظومات والمفاهيم المألوفة، وهو ما قد يكون مزعجًا، وأنه توجد حاجة أيضًا للدعم النشط لجميع الأطراف المعنية الرئيسة التي تعتمد عليها القوات الجوية من أجل الفوز على المنافسين.

تغير طبيعة التهديدات

يقول كيندال وبراون إن التهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤها تتغير تغييرًا هائلًا، بسرعة غير مسبوقة وبتركيز استراتيجي على حرمان الولايات المتحدة من القدرة على استعراض القوة في الدفاع عن مصالحها، وحلفائها وقيمها.

وعليه، تتغير طبيعة الحرب وبالتبعية طبيعة الردع، مدفوعة بالمنافسين الاستراتيجيين للولايات المتحدة، وخاصة الصين، التي تمثل التحدي الأخطر، وكذلك روسيا، التي تظل تهديدًا خطيرًا.

البحث والتطوير

يذكر الكاتبان أن نهج الاستثمار الخاص بالقوات الجوية يتجه إلى زيادة البحث والتطوير بدرجة كبيرة. ويشمل ذلك برامج مثل منظومات السيادة الجوية للجيل المقبل، والصواريخ التكتيكية المتقدمة المشتركة، ومنظومة إدارة المعركة المتقدمة، وأنه يوجد تمويل للبحث والتطوير بهدف الشروع في الحصول على طائرات المراقبة “ويدج تيل” كبديل لمنظومة الإنذار والتحكم المحمول جوًا.

وفي المجالات الأخرى، يبين الكاتبان أن القوات الجوية تسّرع عمليات الحصول على المنظومات ذات قدرات المهام المحددة التي تحتاجها بأعداد قليلة نسبيًا، مثل إف-15 إي/إكس، وبذلك تصبح الموارد متوفرة للتطوير ثم لشراء منظومات أكثر حداثة.

تحديد القدرات الضرورية

يبرز الكاتبان أن الطريق الوحيد للحصول على القوة الجوية التي تحتاجها أمريكا هو التحرك للحصول على القدرات اللازمة لإنجاز المهام مع التخلي عن القدرات القديمة التي لن تخدم الدولة في المستقبل، أو في الحاضر في بعض الحالات. ويظهر نهج القوات الجوية لمواجهة هذا التحدي في طلب الميزانية للسنة المالية 2023 بقيمة 194 مليار دولار.

وبحسب الكاتبين، الميزانية المقترحة لهذا العام والقرارات السياسية تضع القوات الجوية في موقف يتطلب منها تلبية احتياجات المهام الحالية مع وضع الخدمة على طريق المستقبل، لكن بينما تصبح جهود التحديث محددة أفضل وأسرع، ستظهر المزيد من الخيارات الصعبة.

الضرورات التشغيلية

كانت القوات الجوية تعمل على مدار الأشهر الأخيرة لتحديد المنظومات والاستثمارات اللازمة للوفاء بالعديد من “الضرورات التشغيلية” لاستعراض القوة التي تغطي مجموعة واسعة من القدرات، ووفق الكاتبين، تنعكس بعض نتائج هذا العمل في طلب الميزانية لهذا العام، لكن لا يزال يوجد المزيد.

ويرى الكاتبان أن أحد عناصر الحل لهذه الضرورات هو تكوين فريق من الطائرات المأهولة والطائرات غير المأهولة بطريقة توسع الخيارات القتالية بنحو فعال من ناحية التكلفة بينما تقدم للأعداء خيارات غير مقبولة وتغرس لديهم عدم اليقين، ووفق تقديرات القوات الجوية، فالتكنولوجيا ذات الصلة تقدمت إلى الدرجة التي يمكن عندها للتمويل ونشر القدرة العسكرية القتالية غير المأهولة المضي قدمًا.

التخلص من الطائرات القديمة

يشير الكاتبان إلى أن ميزانية 2023 تواصل الجهود لتمويل هذه الاستثمارات وغيرها، جزئيًا عن طريق التخلص من الطائرات القديمة. وبالرغم من مخاوف البعض من أن خطة القوات الجوية لتحديث منظومات سلاح أحدث واستثمار الأموال فيها على حساب الطائرات القديمة قد تخلق فجوة في القدرات، يقول الكاتبان إن الفجوة موجودة بالفعل.

ويوضح الكاتبان أن الفجوة موجودة بين القوات الجوية الحالية وتلك التي تحتاجها الدولة لتبقى قادرة على التنافس مع الصين وروسيا، وأن مواصلة إنفاق الأموال والقوة البشرية على الطائرات القديمة التي لم تعد قادرة على توفير قدرات ربح الحروب تخاطر بتقويض قدرة أمريكا على الردع، وربما الربح في المعارك المستقبلية.

وختامًا، يقول الكاتبان إنه يجب على الولايات المتحدة والقوات الجوية التكيف والتحول الآن. وعن طريق العمل معًا، وبدعم الكونجرس والشعب الأمريكي، ستعجل القوات الجوية التغيير، وتحدث قدراتها، وتوفر للولايات المتحدة وحلفائها الأفضلية الجوية التي لا تُضاهى.

ربما يعجبك أيضا