لماذا تتراجع أعداد المتقدمين للتجنيد في الجيش الأمريكي؟ خفض محتمل للقوات

أحمد ليثي

لا يزال الافتقار إلى المساءلة عن الاعتداءات والتحرش الجنسي في الجيش الأمريكي مستمرًّا، وانتشار العنصرية يصيب الأكاديميات العسكرية وقيادات الجيش.


وصل الجيش الأمريكي بالكاد إلى نسبة 40% من عدد الشباب المستهدف بالتجنيد هذا العام المالي 2022/ 2023، الذي بدأ بنهاية شهر يونيو الماضي.

وحسب تقرير لموقع “تاسك آند بيرباس” الأمريكي، نشره يوم الاثنين الماضي 25 يوليو 2022، أشار أكثر التقديرات تفاؤلًا إلى أن الجيش الأمريكي مضطر إلى خفض حجم قواته بسبب ضعف الإقبال على التجنيد، في حين أن الهدف هو تجنيد 40 ألف فرد في العامين المقبلين.

جودة الحياة في الجيش الأمريكي سيئة

يشير تقرير الموقع الأمريكي إلى أن العديد من الأساسيات غير موجود في المؤسسة العسكرية، وهذا يدفع الأفراد إلى البحث عن وظائف أخرى، لأن نوعية الحياة التي يقدمها صاحب العمل هي العامل الحاسم لدى من يبحثون عن عمل، ويبدو أن نوعية الحياة التي يقدمها الجيش سيئة بالفعل، بسبب الرفض المؤسسي للاعتراف بالعديد من المشكلات المتعلقة بالتجنيد.

ونقل التقرير تصريح قائد الجيش بأنه يشعر بأن أشياء كثيرة تؤثر في نظرة الشباب الأمريكي إلى جيش بلاده، مثل الروايات السلبية التي تروى عن الحياة في الجيش، لكنه يرى أنه لا يمكن لتلك الروايات أن تكون حقيقية من دون وجود دليل مادي ملموس.

03 7

أعلى معدلات انتحار

يقول كاتب التقرير، دانيال جونسون، إن الجيش سجل أعلى معدل انتحار له منذ 100 عام، في العام الماضي، فلجأ إلى تعطيل العديد من مواقع “الويب” الخاصة بالموارد الانتحارية، ولم يقدم الحد الأدنى للعناية بمن يقدمون على الانتحار أو من يعانون الاكتئاب، ولم يضع حتى الآن لائحة للإبلاغ عن أضرار في الصحة العقلية مجهولة المصدر.

وحسب التقرير، لا يزال الافتقار إلى المساءلة عن الاعتداءات والتحرش الجنسيفي الجيش الأمريكي مستمرًّا، والعنصرية تنتشر في الأكاديميات العسكرية وقيادات الجيش، فضلًا عن أن رواتب العسكريين لم تواكب التضخم، وأن نظام الإسكان في القاعدة يعاني سوء الإدارة وتدني مستويات المعيشة، ولا تزال الثكنات تعاني ظروفًا معيشية غير آمنة.

الجيش لا يغري الأمريكيين بالانضمام

وفقًأ للتقرير، لا ينقل الجيش بوضوح المغريات التي من شأنها جذب المجندين إلى الخدمة في المقام الأول، ولا يعلن الأساسيات مثل الراتب وفرص العمل، لذلك عليه تحديث جهوده الإعلانية سواء على الإنترنت أو دون الاتصال بالإنترنت، وتوفير بيانات إضافية لسنوات التجنيد المستقبلية.

ويقول الكاتب إن انتشار منصات الوسائط المتاحة أدت إلى ذيوع تأثيرات الإعلانات القديمة وانتشارها، أما إعلانات الفيديو والإذاعة الوطنية التي يعتمد عليها الجيش فهي متخلفة، لذلك فإن التحدي الأكبر الذي يواجه إعلانات الجيش ليس الإعلانات التجارية، بل موقع مركز تجنيد الجيش الذي يتلقى طلبات المجندين، الذي يبدو أنه “عفا عيه الزمن”.

02 4

لا عروض ترويجية للجيش

لا توجد صفحة خاصة بالرواتب ولا عروض ترويجية تخص الراتب كي يكون المتقدم للتجنيد على دراية بدخله الشهري، وسيكون الحل حسب التقرير، هو إدراج العروض الترويجية لكل رتبة من رتب الجيش، مع ملاحظة أن ذلك يستند إلى الأداء الشخصي، ويجب أن يستخدم الموقع سردًا لشرح كيفية دخول جندي خاص إلى الجيش ويتقدم عادةً من خلال الترقيات والارتفاعات في الأجور.

ومن أكبر المشكلات الموجودة على موقع Goarmy.com المختص باستقبال طلبات المجندين، التأخير في التواصل مع المجند، ولذلك، على المصممين أن يضعوا أنفسهم في مقعد الشخص الذي يفكر في الانضمام إلى الجيش دون انتماء عسكري، وعليهم أيضًا وضع بعض التفسيرات الجيدة لتاريخ الجيش الأمريكي وتنظيمه ورتبه.

الجيش يطلب نشر الأخبار الإيجابية

مصدر القلق الآن، هو أن القادة يدعون الجنود إلى نشر رسائل إيجابية فقط على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن وجهة النظر هذه “غير فعالة ومزعجة، لأن المشكلات موجودة، وإنكار قضايا جودة الحياة، وإدانة المحاربين القدامى الذين يهتمون بنشر هذه القضايا، والمطالبة بالتغيير، لن يغير شيئًا”، حسب التقرير.

ويقترح جونسون أنه بدلًا من الضغط من أجل نشر الأخبار الإيجابية التي يمكن للمجندين أن يروها بوضوح، يجب أن يتبنى الجيش الصدق في نشر أخباره على منصات التواصل الاجتماعي، وألا يخشى نشر أخبار تفيد أن الجنود يعملون بعد منتصف الليل أحيانًا، أو يقضون شهرًا في الميدان للتدريب.

إعلانات الجيش لا تؤثر في المجندين

يوصي التقرير بأنه يجب أن يحصل الجيش على آراء المجندين الحاليين في ما يتعلق بالرسائل التي يصدرها الجيش، وأن يسأل لماذا لا يؤثر الإعلان في المجندين، ويسأل أحدث المجندين عما أتى بهم إلى الجيش، خاصة أولئك الذين انضموا إليه دون انتماءات عسكرية سابقة.

وفي هذا السياق، حسب التقرير، يمكن تقييم إعلانات الجيش الحالية من خلال عرضها على عينة من السكان لتحديد فاعليتها، حتى لو تعرضت لتحيز الآراء، ويمكن أيضًا أن يملأ المجندون استطلاع رأي يشمل أسئلة مثل: ما الذي أتى بهم إلى الجيش؟ وأي المنصات جذبتهم؟ وما الأفكار الإعلانية التي يمتلكونها ويمكن أن تجذب المزيد من أقرانهم؟ وكيف يمكنهم تحسين عملية التجنيد الحالية؟

ربما يعجبك أيضا