هل يُقيل بايدن فريقه للأمن القومي؟

أحمد ليثي

تعتبر رحلة بايدن الأخيرة إلى الشرق الأوسط مثال على عدم جدوى فريق الأمن القومي الحالي الذي يخضع لسياسات الهوية


يحتاج فريق الأمن القومي للرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى إعادة تقييم نفسه، بحسب مقال رأي لمارك توث وجوناثان سويت، في مجلة ذا هيل الأمريكية، 28 يوليو 2022.

ويضيف المقال أن بايدن وفريقه للأمن القومي، لم يقدما أي خطط لميثاق حلف الشمال الأطلسي (ناتو) أو الإعلان عنه، ومن جهة أخرى، يتردد الاتحاد الأوروبي في التزاماته الاقتصادية تجاه كييف، مع تصاعد المخاوف من أزمة غاز في الداخل، إثر رد فعل موسكو تجاه العقوبات الغربية عليها.

دول «الناتو» تنهار

بدأت حكومات واقتصادات حلفاء الناتو الرئيسين في الانهيار أو التعثر تحت وطأة العقوبات المضادة التي فرضها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ما اضطر رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراجي، إلى الاستقالة، لأن بلاده تعاني، مثل العديد من شركائها في الاتحاد الأوروبي، ارتفاع أسعار كل شيء، بدءًا من المواد الغذائية إلى المرافق المنزلية.

ومن جهة أخرى، يتردد الاتحاد الأوروبي في التزاماته الاقتصادية تجاه كييف مع تصاعد المخاوف من أزمة غاز في الداخل، ومما يثير القلق أن بوتين يدرك بذكاء انفتاحه على خلق المزيد من النفوذ مع حلول الشتاء، لتقويض حلف الناتو، من خلال إعادة فتح خط أنابيب نورد ستريم 1، في الوقت الحالي.

مخاطر وجودية على أمريكا

وفقًا للمقال، لن تقتصر المخاطر الوجودية الناشئة على الولايات المتحدة، وأوروبا الشرقية في الأشهر المقبلة فقط، فبكين تهدد أيضًا بإجراءات صارمة بشأن تايوان، وتواصل إيران تسريع سعيها لامتلاك أسلحة نووية، وذلك إلى جانب سعي روسيا للالتفاف على أمريكا، عبر فنزويلا وكوبا ونيكاراجوا.

ويقول مارك توث إن شعار واشنطن في الوقت الحالي هو احتواء كل منطقة على حدة، لأن فكرة صياغة رؤية عالمية شاملة لضمان انتصار الديمقراطية على الطغيان، كما فعل فرانكلين روزفلت ووينستون تشرشل، لم تجد أي فائدة في البيت الأبيض، وعلى العكس من ذلك، يبدو أن بايدن أكثر رضاءً بإعلانه حربًا عالمية على تغير المناخ.

هل يعد هذا كافيًا للولايات المتحدة؟

بحسب المقال، يحتاج فريق الأمن القومي لبايدن إلى إعادة تقييم نفسه، فهو يخذل الرئيس والولايات المتحدة وحلفاءها، ذلك أنه فريق رجعي وغير متزامن وبدون استراتيجية عالمية واضحة في مواجهة كل أزمة ناشئة، لأنهم سيواجهون إيران ذات القدرة النووية مع دخول الشتاء المقبل، ما يضطر الحكومة الإسرائيلية إلى التصرف.

ومن جهة أخرى فإن مواجهة التهديد الصيني في المحيط الهادئ، لا سيما في تايوان، مهمة ضخمة، فالصين ليست روسيا، وهي تنفق أكثر من أمريكا عسكريًّا في المحيط الهادئ، وتهدد بسحق واشنطن وحلفائها هنا، وهذا ما أثبته قائد القيادة الأمريكية في المحيط الهادئ، الأدميرال جون أكويلينو، حينما قال إن الجيش الأمريكي في مسيس الحاجة إلى المزيد من القدرات الحاسمة.

فريق بايدن للأمن القومي

يرى كل من مارك توث وجوناثان سويت، أن على بايدن إقالة رئيس أركان البيت الأبيض، رون كلاين وفريق الأمن القومي من الجناح الغربي، لأنهم لا يضعون الشروط اللازمة للتغلب على روسيا أو الصين أو إيران أو كوريا الشمالية، حتى لا نظل تحت رحمة التيارات المتقاطعة الخطيرة القادمة من الولايات المتحدة من جميع الاتجاهات.

وبالإضافة إلى هذا يسيطر على الرئيس الأمريكي بايدن، الخلل الاجتماعي والسياسي للتقدميين وفريق الأمن القومي التابع له، فيفشل في إيجاد طريقة للارتقاء الذهني والدبلوماسي، بما يدعم قيم العالم الحر وطموحه في القيادة العالمية التي يطلبها ويحتاج إليها في زمن الحرب.

ربما يعجبك أيضا