هكذا مظاهر الحياة في أفغانستان منذ عودة طالبان إلى الحكم «صور»

آية سيد

يرصد المصور الإيطالي، لورينزو تونيولي، كيف تبدو أفغانستان بعد عام تقريبًا من استيلاء حركة طالبان المتشددة على السلطة.. ويكشف عن لحظة لم يتخيل أبدًا أن يصورها.


رصد المصور الإيطالي، لورينزو تونيولي، كيف تغيرت مظاهر الحياة في أفغانستان منذ عودة حركة طالبان إلى الحكم في تقرير مصور نشرته صحيفة واشنطن بوست، يوم الخميس 4 أغسطس 2022.

وسقطت العاصمة الأفغانية كابول في أيدي مقاتلي حركة طالبان، في 15 أغسطس 2021، بعد انسحاب مفاجئ للقوات الأمريكية وصفته تقارير بأنه فوضوي، وتسبب في توجيه بعض الانتقادات لإدارة الرئيس، جو بايدن.

العودة بعد سقوط العاصمة

حركة طالبان

مقاتلو طالبان يرتدون زي القوات الخاصة ويحملون العتاد الأمريكي

يروي تونيولي أنه عاد إلى كابول في سبتمبر 2021. وفور نزوله من الطائرة وجد مجموعة من مقاتلي طالبان على مهبط مطار كابول الدولي، كانوا جميعهم يرتدون زي القوات الخاصة الأفغانية، ويحملون أسلحة أمريكية الصنع، تلك التي تركها الجنود الأمريكيون في أثناء انسحابهم الفوضوي.

وغادر تونيولي أفغانستان قبل ذلك بـ6 أسابيع، لذلك لم يشهد لحظة سقوط كابول في أيدي متمردي طالبان. ولأنه بدأ العمل في التصوير الفوتوجرافي داخل أفغانستان في العام 2009، شهد تونيولي الكثير من الأحداث والتقى بعناصر طالبان من قبل.

كيف تعاملت طالبان مع الصحفيين الأجانب؟

يقول تونيولي: “التقيت بالجماعة في 2019 و2020 لعمل تغطيات صحفية، وصورت قادتها ومقاتليها”. ويصف سلوكهم تجاه الصحفيين الأجانب، بمجرد سيطرتهم على كابول، بأنه كان ودودًا وفضوليًّا عمومًا. “لقد كانوا سعداء بالشهرة والدعاية.”

إلا أن استيلاء طالبان على السلطة كان صعبًا على تونيولي. هذا لأن سنوات الموت والألم والكفاح باتت بلا معنى، والوعود الأمريكية بالديمقراطية والحقوق المدنية، خصوصًا للنساء، أصبحت جوفاء، بحسب تعبيره.

حركة طالبان

بائعون يبيعون أعلام حركة طالبان أمام البنك المركزي الأفغاني

مظاهر التغيير في كابول

يقول توليوني: “جرى محو رموز الحكومة القديمة في أنحاء مدينة كابول”. فجدران السفارة الأمريكية السابقة الواقية من الانفجار، التي كانت مغطاة بصور موالية للحكومة، أصبحت الآن مغطاة بعلم طالبان وشعار جديد: “يا بلادي، هنيئًا لك على حريتك!”، ويذكر توليوني أنه حول المنطقة الخضراء، التي كانت تحرسها في السابق قوات أمنية مكثفة، وحيث كان يتعرض التصوير للتدقيق، لم يعد أحد مهتمًا بكاميرته.

حركة طالبان

شعار حركة طالبان على جدار السفارة الأمريكية السابقة في كابولويلفت توليوني إلى أن مظاهر التشدد الديني انتشرت في كابول مع اختفاء الملابس الغربية. فأصبح الرجال الآن يرتدون الزي التقليدي “السروال والقميص” ويطلقون لحاهم. ولم تعد النساء تظهر في الأماكن العامة كثيرًا، لأن معظمهن خسرن وظائفهن، خصوصًا في القطاع العام. كذلك أغلقت وزارة شؤون المرأة، وتحول مبناها إلى “وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.

حركة طالبان

امرأة أفغانية ترتدي البرقع

نمو الفقر وانتشار المقاتلين

يذكر توليوني أن مظاهر الفقر المتزايد أصبحت لافتة في شوارع العاصمة. كانت العائلات تحاول بيع أجهزتها المنزلية مقابل أي نقود يستطيعون الحصول عليها. بينما انتظر آخرون في طوابير طويلة خارج البنوك لسحب مدخراتهم. وفي سوق صرف العملات الرئيس، كان التجار يحصون حزمًا من الأوراق النقدية الأفغانية التي كانت تفقد قيمتها سريعًا.

حركة طالبان

عائلات أفغانية تبيع الفضيات والأواني المنزلية في كابول

وعن مقاتلي طالبان، يقول توليوني “إنهم في كل زاوية من العاصمة”. وعلى الرغم من أن الصحفيين كانوا يستطيعون الوصول إليهم بسهولة، لم يرحب كل أعضاء طالبان بالأجانب.

ويحكي توليوني أنه كان يتجول في “بازار بوش” الذي أصبح الآن “بازار المجاهدين”، في أكتوبر الماضي. وعندما اقترب من مجموعة من المقاتلين، طلب منه قائدهم أن يرحل، ثم علم أنهم كانوا جزءًا من شبكة حقاني، الشهيرة باختطاف القوات الأمريكية وتنفيذ هجمات إرهابية ضدها.

حركة طالبان

الشيخ محمد خالد، وزير  الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يتحدث في خطبة الجمعة في مسجد بكابول في سبتمبر

تأثير العقوبات الغربية

يقول توليوني: “استمر الاقتصاد الأفغاني في الانهيار تحت وطأة العقوبات الغربية”. ويقول إنه في الأشهر التي أعقبت سقوط كابول، “كافحت طالبان للتحول من ميليشيا غير نظامية إلى حكومة فاعلة”.

وإضافة إلى هذا، امتلأت المشافي في كابول وجميع أنحاء الدولة بالأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الذين أعيد الكثير منهم إلى منازلهم بعبوات من الطعام العلاجي، بسبب نقص الأسرّة.

حركة طالبان

طبيب يفحص طفلًا مصابًا بسوء التغذية في مشفى أنديرا غاندي بكابول

انتصار طالبان

في النهاية، يقول توليوني إنه لا شك في أن طالبان انتصرت. ويذكر أنه مكث في كابول حتى شهر نوفمبر، ثم عاد مرتين خلال 2022. وفي مارس الماضي، يقول: “شاهدت حشدًا من مسلحي طالبان يتسلقون تلًا في الحي الدبلوماسي بكابول”.

وفي مراسم احتفالية، رُفع علم طالبان بعرض 40 مترًا تقريبًا محل علم الجمهورية الأفغانية. وعندما ارتفع العلم، تدفق رجال الميليشيا المبتهجون إلى المنصة ملوحين بأسلحتهم وملتقطين صورًا بهواتفهم، في ما وصفها توليوني بأنها “لحظة لم يتخيل أبدًا أن يصورها”.

حركة طالبان

مراسم الاحتفال برفع علم طالبان

حركة طالبان

مراسم الاحتفال برفع علم طالبان

ربما يعجبك أيضا