استراتيجية أمريكا الجديدة بإفريقيا تعتبر تهديدات الصين وروسيا «ثانوية»

رنا أسامة

تركز الاستراتيجية الأمريكية الجديدة أقل على المنافسين الجيوسياسيين للولايات المتحدة، وتهتم أكثر بتحسين الدور الأمريكي في منطقة إقريقيا جنوب الصحراء.


نشر الموقع الرسمي للبيت الأبيض استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة تجاه إفريقيا جنوب الصحراء، أقرت فيها بضرورة الاستجابة لتزايد نفوذ ونشاط الأجانب بتلك المنطقة.

ووفق الاستراتيجية المنشورة أمس الأول الاثنين 8 أغسطس 2022، تتهم واشنطن الصين باستخدام تلك المنطقة من إفريقيا لخوض معركة ضد النظام الدولي القائم على القواعد الذي تقوده أمريكا، وتتهم روسيا بزعزعة استقرار المنطقة واستغلال الفوضى الناجمة عن ذلك.

تهديدات ثانوية

بينما تركز الاستراتيجية الأمريكية الجديدة أقل على المنافسين الجيوسياسيين للولايات المتحدة، تهتم أكثر بتحسين الدور الأمريكي في تلك المنطقة، من خلال إشراك حكومات إفريقية للعمل من كثب مع واشنطن في كل شيء، بدءًا من أزمة المناخ ووصولًا إلى انعدام الأمن الغذائي للإرهاب.

وفي هذا الصدد، قال مسؤول كبير بإدارة بايدن لصحفيين يوم 6 أغسطس الجاري، إن تهديدات الصين وروسيا ثانوية للغاية لأمريكا، مُشيرًا إلى أن الأولوية تتمثل في كيفية تنفيذ عمل أفضل وأكثر فاعلية مع الأفارقة لمواجهة التحديات المشتركة، حسب ما أوردت مجلة “بريكينج ديفينس” الأمريكية المعنية بالشؤون العسكرية.

4 أهداف.. وتنسيق مع شركاء إقليميين

تحدد الاستراتيجية الأمريكية الجديدة 4 أهداف لتعزيز أولويات الولايات المتحدة في إفريقيا جنوب الصحراء، بالتنسيق مع شركاء إقليميين خلال السنوات الـ5 المقبلة.

وتتمثل تلك الأهداف في تعزيز الانفتاح والمجتمعات المنفتحة، وتوزيع مكتسبات الديمقراطية والأمن مع الشركاء الأفارقة، ودفع عجلة التعافي من تداعيات جائحة كوفيد-19 والفرص الاقتصادية، فضلًا عن دعم المحافظة على البيئة والتكيف مع تغير المناخ والتحول العادل للطاقة.

الوجود الصيني بإفريقيا.. وجهات نظر متباينة

في ما يتعلق بالصين التي استثمرت بكثافة في البنية التحتية الإفريقية بالماضي، قال مسؤول أمريكي إن دول القارة السمراء تتبنى وجهات نظر متباينة، تتفاوت بين الاهتمام ببرامجهم الاقتصادية والقلق بشأن ممارسات العمل الخاصة بهم، وفق المجلة.

وأضاف المسؤول الذي لم تسمه المجلة، أن الولايات المتحدة ترى أن أفضل طريقة للتواصل مع الأفارقة في الصين أو في روسيا من خلال إجراء محادثات حرة لتعزيز المصالح الأمريكية والإفريقية على السواء، مبديًا إعجابه بالانتقادات التي يوجهها صحفيون ومشرعون ودعاة أفارقة لحماية البيئة إلى الصين.

قلق أمريكي من المرتزقة الروس

بالنسبة إلى روسيا، تقول الاستراتيجية الأمريكية الجديدة إن موسكو تنظر إلى إفريقيا على أنها بيئة ملائمة للشركات شبه الحكومية والشركات العسكرية الخاصة، وغالبًا ما تعمل على زعزعة الاستقرار لتحقيق مكاسب استراتيجية ومالية. وتستغل علاقاتها الأمنية والاقتصادية مع ترويج معلومات مضللة، لتقويض المعارضة الإفريقية المبدئية للحرب بأوكرانيا وانتهاكات حقوق الإنسان ذات الصلة.

وأبدى أحد كبار مسؤولي إدارة بايدن قلقه بشأن دور المرتزقة الروس بجمهورية إفريقيا الوسطى، وتحديدًا في مالي، مع مواصلتهم ارتكاب انتهاكات حقوقية، في إشارة إلى مجموعة فاجنر التي تعدها أمريكا “قوة وكيلة للكرملين”، لكن الأخير ينفي صلته بها، وفق المجلة.

جهود دبلوماسية وحملة إعلامية

لمواجهة التهديدات الروسية والصينية بإفريقيا، ألقت الاستراتيجية الجديدة الضوء على الجهود الدبلوماسية الأمريكية لزيادة الشفافية ودعم الحكم المحلي ومحاربة الفساد. وكذلك اقترح البنتاجون بدء حملة إعلامية، بالتعاون مع شركاء أفارقة، لفضح وإبراز مخاطر الأنشطة السلبية للصين وروسيا في القارة السمراء.

وعلى نطاق أوسع، تهدف الاستراتيجية إلى الاستفادة من مؤسسات الدفاع المدني، وتوسيع التعاون الدفاعي مع الشركاء الاستراتيجيين الذين يشاركون الولايات المتحدة قيمها وإرادتها لتعزيز السلام والاستقرار العالميين. ويخطط البيت الأبيض لإشراك القطاع الخاص الدفاعي الأمريكي، عبر مبادرة “بروسبر إفريقيا” لدعم التكنولوجيا المستدامة وحلول الطاقة للجيوش الإفريقية.

ربما يعجبك أيضا