ما دور دول الشمال الأوروبي في تعزيز «الناتو»؟

آية سيد
دور دول الشمال الأوروبي في تعزيز الناتو

يجب على حلفاء الناتو تطوير وضع دفاع قوي ومتكامل ومتعدد المجالات في دول الشمال الأوروبي والبلطيق.


يقترب انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو قبل نهاية هذا العام، بعد مصادقة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على انضمامهما، ليصبح مجموع الدول الموافقة 23 دولة من أصل 30.

وفي مقال بصحيفة ديفينس نيوز، نشرته في 8 أغسطس 2022، رأى الزميل بمؤسسة بروكنجز والزميل بمعهد السياسة الخارجية في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جون هوبكنز، دانيال هاميلتون، أن الاختبار الحقيقي لانضمام فنلندا والسويد إلى الناتو هو مدى استعدادهما لدعم نهج الحلف في مواجهة تحديات روسيا في الشمال.

ماذا تضيف فنلندا والسويد إلى الناتو؟

ذكر هاميلتون أن فنلندا والسويد متقدمتان عسكريًّا وتكنولوجيًّا، كما أن الخبرة الإقليمية لكل منهما حول روسيا وتقاليد “الدفاع الشامل” سوف تضيف إلى فهم الناتو التحديات الأمنية في أوروبا الشمالية، والطرق التي يمكن أن تبني بها المجتمعات الحليفة المرونة في مواجهة التهديدات التخريبية. وإضافة فنلندا والسويد إلى الناتو سوف تربط منطقة أقصى الشمال خارج روسيا.

وتلك المنطقة تعد واحدة من المناطق الاستراتيجية للناتو، ما يرفع عتبة المخاطر لروسيا إذا فكرت في الشروع في مزيد من التوغل، بالإضافة إلى أنهما ستضاعفان عدد مقاتلات الجيل الرابع والخامس النوردية المتاحة للناتو. ولفت الكاتب إلى أن انضمامهما سيسهل عملية دفاع الناتو عن دول البلطيق، التي يحدها حاليًّا “ممر سوالكي” الواقع على طول الحدود بين بولندا وليتوانيا.

مفهوم استراتيجي جديد

في يونيو الماضي، كشف قادة الناتو عن مفهوم استراتيجي جديد يرسم نهج الحلف في العقد المقبل. وبحسب هاميلتون، اتفق القادة في قمة مدريد على تحول جذري في وضع الردع والدفاع للحلف، واتفقوا كذلك على استثمار المزيد في الدفاع، وزيادة التمويل المشترك، وتقديم الدعم الشامل لأوكرانيا، ومواجهة التحديات التي تفرضها الصين، وتعزيز “صندوق الابتكار” ومبادرة “مسرّع الابتكار الدفاعي”.

وقد اتفق الحلفاء على أن الناتو يجب أن يغير وضع الدفاع الحالي، ويتجه إلى الدفاع الأمامي والردع بالحرمان. وذكر هاميلتون أن هذه الالتزامات مصحوبة بعضوية فنلندا والسويد، تتطلب من الحلفاء تطوير وضع دفاع قوي ومتكامل ومتعدد المجالات في دول الشمال الأوروبي والبلطيق.

نموذج جديد لنشر قوات الناتو

بحسب الكاتب، قرر الحلفاء في قمة مدريد تحويل الوجود الخفيف نسبيًّا للقوات التناوبية متعددة الجنسيات المنتشرة في دول البلطيق وبولندا إلى قوات متعددة المجالات على مستوى اللواء، ونشر ذخائر أمامية ومواد ثقيلة مثل المدفعية. والتزموا باستحداث “نموذج جديد لنشر قوات الناتو“، الذي يهدف إلى تنظيم وتعبئة ما يصل إلى 800 ألف من القوات.

ولفت هاميلتون إلى أن هذه التغييرات ستحتاج إلى نشر المزيد من قوات أمريكا الشمالية وأوروبا في الجبهة الشرقية للناتو، وبنية تحتية جديدة لاستضافة تلك القوات، وهيكل جديد للقيادة، ومفهوم منقح للعمليات العسكرية. وفي هذا الصدد، فإن انضمام فنلندا والسويد سيسهم مباشرة في تلك الجهود، ويفتح مجالًا جديدًا لاستقبال الحلفاء وتنظيم العمليات، ما يعيد تشكيل الدور التقليدي للنرويج.

إزالة العقبات.. وتعزيز التحالف

بحسب هاميلتون، كل هذه الخطط تعتمد على قدرة الحلفاء على نقل القوات سريعًا إلى أراضي الحلفاء. ولذا ينبغي تبسيط إجراءات عبور الحدود، ومعالجة العقبات اللوجيستية وتحديث البنية التحتية للنقل. وفي قمة مدريد، شدد القادة على أن قدرة الناتو على مواجهة التهديدات التقليدية وغير التقليدية في أوروبا تصبح متشابكة مع التحديات التي تفرضها الصين على المصالح الأمنية للحلف.

ولفت الكاتب إلى أنه سيكون من الضروري لفنلندا والسويد، أن تعملا مع الحلفاء الآخرين لتعزيز حماية البنية التحتية الدفاعية الحيوية وسلاسل الإمداد ذات الصلة بالدفاع، وتعزيز التحري عن الاستثمارات الأجنبية في البنية التحتية والشركات والتكنولوجيات المتعلقة بالأمن، ومساعدة الناتو في الوفاء بتعهده برسم خارطة طريق للتعاون المعزز مع أستراليا، واليابان، ونيوزلندا وكوريا الجنوبية.

 

 

ربما يعجبك أيضا