المحطة النووية في زابوروجيا الأوكرانية.. قصف جديد ومخاطر قائمة

علاء بريك
محطة زابوروجيا النووية

قصف جديد على محطة زابوروجيا وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين.


من جديد تتعرض محطة زابوروجيا النووية لقصف ليس معروفًا بدقة من المسؤول عنه، لأن كلًّا من طرفي الحرب الروسية الأوكرانية يلقى بالتهمة على الآخر.

وبصرف النظر عمن يشن الهجمات على المحطة، فإن المخاطر تبقى قائمة، وصحيح أن الخبراء لا يتوقعون أن تحدث “كارثة تشيرنوبل” ثانية، لكن السيناريو الأقرب هو سيناريو كارثة مفاعل فوكوشيما التي وقعت بعد زلزال اليابان الكبير في 11 مارس 2011.

قصف جديد على زابوروجيا

حسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تعرضت محطة زابوروجيا النووية، أمس الخميس 11 أغسطس 2022، لقصف جديد طال مكاتب المحطة ومحطة إطفاء الحريق فيها. وقد وصف رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل جروسي، ما حدث بأنه “أمر بالغ الخطورة”، وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيرش، إن هذا الأمر قد يسبب كارثة.

أما الصين والولايات المتحدة فقد دعتا للسماح لخبراء الأمم المتحدة بزيارة المحطة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في وقت سابق إن “القتال بالقرب من محطة نووية فعل خطير وغير مسؤول”. والجدير بالذكر أن محطة زابوروجيا النووية تعد المحطة الأكبر في أوروبا.

تبادل الاتهامات

حسب قناة “سكاي نيوز“، نشبت حرب اتهامات بين روسيا وأوكرانيا ألقى فيها كل طرف على الطرف الآخر المسؤولية عما جرى، فقال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن أوكرانيا تدفع العالم إلى شفا كارثة نووية، في حين أن المندوب الأوكراني، سيرجي كيسليتسيا، رد بأن موسكو قصفت المحطة لإبعاد الأنظار عن قصف المدن الأخرى.

من جهتها، أصدرت الوكالة النووية الأوكرانية بيانًا أمس، قالت فيه إن “قصف الغزاة الروس منشأة زابوروجيا والمناطق المجاورة للمنشأة النووية مرة أخرى”. وصدر بيان مناقض لموظفين عينتهم روسيا اتهموا فيه الجانب الأوكراني بشن الهجوم، وقالوا إن الجيش الأوكراني استخدم في القصف أنظمة إطلاق صاروخي متعددة ومدفعية ثقيلة.

ما خطورة الوضع؟

في تقرير لصحيفة “بوليتيكو” نشرته أمس الخميس، قال رئيس الجمعية الذرية الأوروبية، ليون سيزيل، إن الخطر من القصف محدود لأن المفاعلات محمية بخرسانة سمكها 10 أمتار، ولا يمكن إلا لوابل من القصف أن يخترق جدران المفاعلات، وبالمثل لا خطر كبيرًا من قصف مواقع التخزين لأن أي إشعاعات لن يتجاوز مداها 20 كيلومترًا.

لكن الخطر الحقيقي يأتي بحسب المدير المشارك في معهد كارنيجي، جيمس أكتون، من ضعف أنظمة التبريد في المحطة، وبصدد تقدير حجم الكارثة إن وقعت، فقال إن المقياس الصحيح هو كارثة مفاعل فوكوشيما في اليابان وليس تشيرنوبل، وهذا يتفق مع ما طرحه سيزيل في المقابلة ذاتها مع صحيفة بوليتيكو.

ربما يعجبك أيضا