كيف أشعلت بيلوسي حربًا إلكترونية بين الصين والولايات المتحدة؟

أحمد ليثي

أرسلت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 7 طائرات استطلاع وإنذار مبكر إلى المياه القريبة من تايوان في اليوم الثاني من التدريبات


دخلت القوات الصينية والأمريكية في صراع استطلاعي وحرب إلكترونية، في الفترة التي سبقت زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، لتايوان.

ووفقًا لصحيفة “ساوث تشينا مورنينج بوست“، في تقرير نشرته اليوم الأحد 14 أغسطس 2022، قالت مصادر قريبة من الجيش الصيني لمحطة تلفزيون الصين المركزي الرسمية، إن الجيش استخدم القوات البحرية والجوية في مواقع متعددة لتتبع ومراقبة طائرة النقل التابعة للجوية الأمريكية التي رافقت طائرة بيلوسي.

107098120 1659534459911 gettyimages 1239915582 RAFAPRESS 10042022 0121

فشل في تتبع الطائرة

نقل التقرير عن الميجور جنرال بجيش التحرير الشعبى الصينى، منج شيانجكينج، قوله إن التعقب كان يهدف إلى الردع، ومع ذلك، قال مصدر إن جهود تعقب الجيش الصيني لطائرة النقل التابعة للقوات الجوية الأمريكية باءت بالفشل.

وأضاف المصدر: “نشر جيش التحرير الشعبي طائرات حرب إلكترونية مثل جي -16 دي وسفن حربية، لمحاولة تحديد موقع طائرات بيلوسي، لكنه لم ينجح، ولم تستطع معدات الحرب الإلكترونية لجيش التحرير الشعبي العمل لأنها تعرضت للتداخل الإلكتروني من المقاتلات الجوية الأمريكية التي أرسلها البنتاجون لمرافقتها”.

الطائرة تسلك طريقًا ملتويًا

حسب التقرير، سلكت طائرة بيلوسي في أثناء الرحلة طريقًا ملتويًا بالتوجه نحو الجنوب الشرقي إلى الجزء الإندونيسي من بورنيو، ثم اتجهت شمالًا على طول الجزء الشرقي من الفلبين.

من جهته، قال خه يوان مينج، محلل سلاح الجو الصيني، إنه ليس من المستغرب أن المقاتلات الصينية لم تكتشف الرحلة، وحتى لو أن رادار المقاتلة من النوع 055 يبلغ 500 كيلومتر، فإن مداها الفعال في الحقيقة سيكون أقل من ذلك بكثير، لكن ليس مفاجأة كبيرة عدم تمكن مقاتلات جيش التحرير الشعبي من تحديد موقع طائرة بيلوسي، بالنظر إلى منطقة التشغيل الشاسعة.

مناورات لتطويق تايوان

وفقًأ للتقرير، أعقبت رحلة بيلوسي سلسلة مناورات صينية غير مسبوقة طوقت تايوان، وأرسلت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 7 طائرات استطلاع وإنذار مبكر إلى المياه القريبة من تايوان في اليوم الثاني من التدريبات، وفقًا لمبادرة أبحاث الوضع الاستراتيجي لبحر الصين الجنوبي، ومقرها بكين.

وتضمنت عملية حماية بيلوسي طائرة بوينج أرسي-135 لمراقبة الصواريخ، و3 طائرات بحرية مضادة للغواصات من طراز بوينج بيه-8 بوسيدون، و3 طائرات تجسس إي-3 سينتري، وطائرة مراقبة عالية الارتفاع من طراز يو – تو إس، مدعومة بـ6 طائرات للتزود بالوقود من طراز بوينج كيه سي -135.

جيش التحرير الشعبي يرسل صواريخ باليستية

قال رئيس تحرير مجلة “كانوا آسيان ديفنس” العسكرية الكندية، أندريه تشانج، إنه من المحتمل جدًّا أن تكون البحرية الأمريكية أدركت أن جيش التحرير الشعبي نشر غواصات في المياه قبالة تايوان، على الرغم من الصمت من كلا الجانبين بشأن تورط السفن في المناورات الحربية.

وقال تشانج أيضًا إنه من المحتمل أن يكون للولايات المتحدة دور وراء الكواليس في اليابان وتايوان، وقالت السلطات التايوانية خلال التدريبات إن جيش التحرير الشعبي أرسل 11 صاروخًا باليستيًّا إلى المياه في شمال وجنوب وشرق الجزيرة، وقالت اليابان إن 5 من هذه الصواريخ سقطت داخل منطقتها الاقتصادية، وهي منطقة لا تعترف بها الصين.

مخاوف غزو تايوان

تنظر الصين إلى تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي ديمقراطيًّا على أنها مقاطعة منشقة تحتاج إلى إعادة توحيدها مع البر الرئيس، وأمضت بكين أسابيع في إخبار بيلوسي بعدم القدوم إلى تايوان، وقد صعّدت بيلوسي التوترات من خلال إجراء تدريبات عسكرية، ما أدى إلى قلق من أن أي نوع من غزو الصين لتايوان، يمكن أن يؤثر بقدر كبير في هيكل القوة في سوق الرقائق العالمية.

وحسب شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية في تقرير نشرته في 3 أغسطس، تسيطر بكين على التكنولوجيا التي كانت تفتقدها من قبل، علاوة على وجود خوف من أن الغزو يمكن أن يخنق توريد الرقائق المتطورة لبقية العالم. ومن جهته، قال المؤسس المشارك لشركة TSMC، أبيشور براكاش، لشبكة “سي إن بي سي”: “على الأرجح، سيؤمم الصينيون الشركة للسيطرة على صناعة أشباه الموصلات”.

تايوان يمكنها تتبع الصواريخ

أشار التقرير إلى أن بكين رفضت الكشف عن عدد الصواريخ الباليستية التي أطلقتها، في حين أنه يمكن اعتبار إعلان تايبيه وطوكيو تحذيرًا للبر الرئيس من أنهما قادران على اكتشاف وتتبع صواريخ جيش التحرير الشعبي الصيني، وهو جزء من تكتيكات الحرب الإلكترونية.

من جهته، قال تشانج إن الصواريخ كانت ستتبعها محطة ليشان للرادار في مقاطعة هسينشو في تايوان، حيث يعمل النظام منذ عام 2013، ويمكنه اكتشاف صاروخ أُطلق من مسافة بعيدة تصل إلى 5 آلاف كيلومتر، وتتبع المقذوفات المتحركة بتفاصيل كبيرة، حتى من مسافة 2000 كيلومتر، وهو نطاق يغطي البر الرئيس للصين وبحر الصين الجنوبي كله.

نظام الرادار التايواني برعاية أمريكية

قال تشان: “نشأ نظام رادار الإنذار المبكر بعيد المدى في ليشان بمساعدة أمريكا، ولا يزال بعض الخبراء الأمريكيين هناك”، لذلك، عادت الحرب الإلكترونية بين جيش التحرير الشعبي والجيش الأمريكي إلى أزمة مضيق تايوان 1995-1996 عندما شوشت القوات الأمريكية على جميع أنظمة الرادار العسكرية.

وأضاف: “هذا هو السبب الرئيس الذي دفع الصين لتطوير نظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الصناعية”، مضيفًا أن الجانبين حريصان على زيادة قوة الطرف الآخر في المنطقة، فجيش التحرير الشعبى الصينى حريص على التأكد من أن تقنيته قوية بما يكفي للتعامل مع حالة طوارئ محتملة في تايوان”.

ربما يعجبك أيضا