ترامب يريد مساعدة العدالة.. مناورة أم مبادرة؟

علاء بريك

كيف يتعامل ترامب مع الأزمات؟ وما أساليبه؟


بعد أول ظهور إعلامي للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عقب مداهمة منزله وتفتيشه، يصرح بأنه على استعداد لفعل أي شيء في سبيل مساعدة البلاد على تخفيف الاحتقان.

في السياق نفسه، قال ترامب: “من يعلم ما إذا كان العملاء قد وضعوا شيئًا ما في المنزل خلال تفتيشه؟” في إشارة منه إلى إمكانية أن يضع المكتب دليلًا يورطه، وبالمثل صارت العلاقة بين الحزب الجمهوري والمؤسسات الحكومية على غرار علاقة ترامب بها، فما القصة؟

تهدئة البلاد

قال ترامب عبر “فوكس نيوز” في أول مقابلة له بعد مداهمة منزله، مارالاجو: “سأفعل كل ما بوسعي لمساعدة البلاد”، بعدما أرسل ممثليه إلى وزارة العدل لعرض المساعدة عليها في التحقيق الجاري معه بشأن احتفاظه بوثائق سرية. وتابع: “لن تطلي هذه الخدعة الجديدة على الشعب، والبلاد في وضع خطير”.

فبعد تنفيذ المداهمة، شهد مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي زيادةً في “التهديدات” ضد موظفي إنفاذ القانون والقضاء والموظفين الحكوميين، وزادت “الدعوات العامة” لـ”الحرب الأهلية” و”التمرد المسلح” في الأيام الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

حسابات وزارة العدل

بحسب صحيفة “نيويورك تايمز“، اعترضت وزارة العدل، في ردها على مناشدة وسائل الإعلام الأمريكية لنشر الشهادة الخطية، على نشر الشهادة الخطية المستخدمة لتبرير مداهمة منزل الرئيس السابق، دونالد ترامب قائلة، إن نشر يعرقل خطوات التحقيق المستقبلية ومن المحتمل أن تعطل تعاون الشهود.

بعد المداهمة، ظهرت دعوات على الإنترنت تحث على اغتيال المدعي العام الأمريكي، ميريك جارلاند، لموافقته على مذكرة المداهمة، وأُزيلت السيرة الذاتية للقاضي الفيدرالي الذي وقع على أمر المداهمة من موقع محكمة فلوريدا على الإنترنت بعدما أصبح هدفًا لتهديدات خطيرة.

شخصية ترامب

وصفت الكاتبة مورين دود ترامب في عمودها المنشور في صحيفة نيويورك تايمز بأنه لورد مارلاجو وقالت: “يفترض ترامب أنه سواء كان في منصبه أو خارجه، فإن جميع الأوراق السرية للغاية ملكه، لينشرها على تويتر أو يهدد بها أو يرفع عنها السرية أو استخدامها أسلحةً سياسية. لكنه لم يتوقع أنه سيظهر كخائن”.

تابعت دود: “بصفته مستبدًا، يقرن ترامب نفسه ببساطة مع الجمهورية. لهذا السبب ربما لم يعتقد أبدًا أنه كان يرتكب جرمًا في 6 يناير حين حث الغوغاء على الإطاحة بالحكومة”، بحسب ما نشرته في صحيفة “نيويورك تايمز” في 13 أغسطس 2022.

الاستراتيجية المعهودة

كتبت شبكة “سي إن إن“، في 14 أغسطس 2022، لقد عاد ترامب وحلفاؤه إلى استراتيجيته المفضلة للتعامل مع الأزمات بإغراق الرأي العام بسيل من الكلام الفارغ والادعاءات العارية من الصحة، ويعمل ترامب في هذه الاستراتيجية على أساس إثارة نظريات المؤامرة وحرف النقاش عن مساره، ففي مقابلته مع “فوكس نيوز” قال بإمكانية زرع عملاء مكتب التحقيقات لأي شيء في منزله أثناء مداهمته.

علاوة على هذا الأسلوب، بلجأ ترامب وحلفاؤه إلى التساؤل “ماذا عن فلان؟” أو “ماذا عن ذلك الحدث؟” بقصد تضليل الرأي العام بحسب “سي إن إن”، فقد ادعى أن الرئيس السابق، باراك أوباما، قد أخذ معه 30 مليون وثيقة لشيكاغو، الأمر الذي نفته إدارة المحفوظات والسجلات الأمريكية”.

رجل سرق حزبه

في مؤتمر صحفي للحزب الجمهوري، يوم الجمعة 12 أغسطس 2022، تحدث النائبة، إليز ستيفانيك، عن مكتب التحقيقات الفيدرالي “بأنه حمى هيلاري كلينتون وجيمس كومي ويواصل حماية هانتر بايدن، وقد نشر لسنوات كذبة التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية”.

بحسب دود، فقد كانت لهجة معاداة مكتب التحقيقات الفيدرالي لهجة يسارية في الماضي، لكن اليوم بات يحملها الحزب الجمهوري، فمع ترامب تحول الحزب من حزب مع القانون إلى ضده، وباتت فكرة أن عملاء المكتب الفيدرالي بلطجية في زي رسمي من مسلمات الحزب وشعاراته.

ربما يعجبك أيضا