بعد 75 عامًا من التقسيم.. أحلام لم الشمل ما زالت تداعب العائلات في الهند وباكستان

أحمد ليثي

عائلات تشتت بعد انفصال الهند وباكستان في العام 1947 مازال يحدوها الأمل في اللقاء رغم عوائق العداء التاريخي بين الدولتين.


لا تزال آلاف العائلات الباكستانية مشتتة على مدار 75 عامًا، منذ الاستقلال عن الهند التي كانت تحت الحكم البريطاني في العام 1947.

وسلط تقرير لشبكة “رويترز“، يوم السبت 13 أغسطس 2022، الضوء على معاناة الشقيقان علي حسن بقائي وعابد حسن بقائي، اللذان انفصلا بعد تقسيم الهند وباكستان، على إثر الخلاف بين الزعيمين جواهر لال نهرو ومحمد علي جناح.

قبائي 1

كيف حدث الانفصال؟

بحسب تقرير “بي بي سي“، يوم الاثنين 15 أغسطس 2022، كان نهرو زعيم حزب المؤتمر وأول رئيس وزراء لدولة الهند، معارضًا لمبدأ تقسيم البلاد على أسس دينية، في حين كان محمد علي جناح، الذي صار حاكمًا عامًا لباكستان عقب تأسيسها، يرى أنه من حق مسلمي الهند تأسيس دولة خاصة بهم.

وبعد رفض نهرو الخطة البريطانية التي تحول الهند لاتحاد فيدرالي، عقد جناح مؤتمرًا مع أنصاره سحبوا فيه موافقتهم على خطة الاتحاد الفيدرالي، داعيًا لقيام الأمة الإسلامية عام 1946، ما ساهم في اندلاع حرب أهلية دموية أدت إلى أعمال شغب وقتل بين الهندوس والمسلمين، وانتشار العنف.

الأشقاء.. هل من وسائل للتواصل؟

بحسب تقرير “رويترز”، لا يجد الشقيقان علي وعابد وسائل تواصل غير التحدث إلى بعضهما البعض عبر تطبيقات محادثات الفيديو، في حين تنهمر الدموع على وجنتيهما، من دون أمل في لم الشمل العائلتين، وقال الأخ الأصغر عابد حسن في نيودلهي: “حزنت لأنني لا أستطيع لمسه، ورغم أني احدثه دوريًا، لكن الأمر لا يقارن”.

والتقت عائلات بقائي آخر مرة قبل  سنوات، عندما سافر الأخ الأكبر إلى نيودلهي، وقال الشقيقان إن المحاولات المتكررة اللاحقة من العائلتين للحصول على تأشيرات رُفضت من السلطات في الجانبين، ولم تتمكن العائلتان من مشاركة أسعد لحظات حياتهما معًا، كما لم يُسمح لعلي بحضور جنازات شقيقته ووالدته الهندية.

ساجار جيلاني

ساجار جيلاني

نزاع بين الدولتين الناشئتين

خاضت باكستان والهند 3 حروب منذ الاستقلال، عركتان منهما على منطقة كشمير المتنازع عليها في جبال الهيمالايا، والتي تدعي كلتاهما السيادة عليها، وبلغت التوترات ذروتها في العام 2019، عندما أرسلت كل منهما مقاتلات إلى المجال الجوي للطرف الآخر.

وأدى إنشاء بريطانيا لدولتين جديدتين عبر التقسيم، بعد تراجع إمبراطوريتها عقب الحرب العالمية الثانية، إلى هجرة طائفية جماعية في كلا الاتجاهين، وهاجر ما يقرب من 15 مليون شخص بلادهم على أساس الدين، وقُتل أكثر من مليون في أعمال شغب دينية في تقسيم عام 1947، وفقًا لتقديرات مستقلة.

مشكلة كشمير

بحسب تقرير “بي بي سي”، تسبب التقسيم في واحدة من أكبر مآسي القرن العشرين، وكان عدد سكان الهند 400 مليون نسمة في ذلك الوقت تقريبًا، شكل المسلمين 25% منهم، ورفض محمد علي جناح الجزء الذي خُصص للمسلمين، حين كانت باكستان تتكون من منطقتين يفصل بينهما ألف كيلومتر من الأراضي الهندية.

وبعد أسابيع من الاستقلال، خاض البلدان حربًا حول السيادة على وادي كشمير، المنطقة التي كانت موضع خلاف دائم بين هما قبل الاستقلال عن بريطانيا، فبموجب خطة التقسيم كان لدى كشمير حرية الاختيار للانضمام إلى الهند أو باكستان، لكن بعد 75 عامًا، يعد الإقليم اليوم واحدًا من أكثر المناطق التي تشهد انتشارًا للسلاح.

فايزة عوان

فايزة عوان

هنديون وباكستانيون خارج الوطن

بحسب التقرير، عندما يفكر ساجار جيلاني وفايزة عوان في انفصال الدولتين بعد  75 عامًا، فإن ما يخطر ببالهما هو التضحيات، وقال ساجار، وهو بريطاني هندي لبي بي سي: “إن التضحيات هي ما يجب أن تحثنا على التفكير بطريقة إيجابية”، وأوضح “أنا سعيد للغاية بالحرية، لكني مدرك أنها تشكلت من خلال التضحيات.”

من جهتها، تقول فايزة إن أجدادها وأعمامها وخالاتها أخبروها أن بعضهم لا يستطيع تجاوز ما حدث بين الدولتين من دون أن يبكي، وتابعت “لديّ عائلتان منفصلتان بين البلدين، ينظران إلى بعضهما البعض على أنهما أعداء، تخيل أن يصبح جارك غريبًا عنك بين ليلة وضحاها.”

ربما يعجبك أيضا