انفجارات «القرم».. استراتيجية أوكرانية جديدة لوقف التقدم الروسي

آية سيد
القرم

بعد وقوع سلسلة من الانفجارات في القرم، قال مسؤولون أوكرانيون إن استراتيجيتهم هي تدمير خطوط الإمداد التي تدعم غزو روسيا لبلادهم.


وقعت سلسلة من الانفجارات الغامضة والمدمرة في قاعدة عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم، أمس الثلاثاء 16 أغسطس 2022.

وفيما حمّلت روسيا مسؤولية الهجمات لمخربين، ألمحت أوكرانيا إلى أنها تقف وراءها، فقد قال مسؤولون أوكرانيون إن استراتيجيتهم هي تدمير خطوط الإمداد التي تدعم الحرب الروسية ضد بلادهم، وفق ما أوردت وكالة أنباء “رويترز“، اليوم الأربعاء.

 

انفجارات تهز القرم

حسب وكالة أنباء “نوفوستي” الروسية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية وقوع انفجارات أمس الثلاثاء، في مستودع ذخيرة بمدينة دجانكوي في شبه جزيرة القرم نتيجة “أعمال تخريبية”. وذكرت الوكالة أن الهجوم أدى إلى إصابة شخصين، وتعطيل حركة القطارات، وإجلاء أكثر من ألفي شخص. وكانت روسيا ضمت القرم في 2014 وتستخدمها لشن الهجمات في حربها ضد أوكرانيا.

ووفق ما أوردت صحيفة “الجارديان البريطانية، فقد تصاعد الدخان في السماء، قرب مدينة “دجانكوي”، التي تعد مركزًا مهمًّا لخطوط السكك الحديدية شمالي القرم، ويستخدمها الجيش الروسي لنقل القوات والعتاد إلى مدينة ميليتوبول المحتلة. وتسببت الانفجارات في تدمير محطة كهرباء فرعية.

القرم

الدخان يتصاعد من محطة كهرباء فرعية في القرم

هجمات على القواعد الجوية

بحسب الجارديان، ذكرت وسائل إعلام روسية وقوع انفجار آخر في قاعدة جوية عسكرية في قرية هفاردييسكي، القريبة من العاصمة الإقليمية للقرم، سيمفروبول. وتشير صور الأقمار الصناعية إلى أن القاعدة الجوية تضم عددًا ضخمًا من طائرات سوخوي الحربية، التي جرى دمجها مع البحرية الروسية، ويبدو أن الهجوم نُفذ عن بُعد باستخدام مسيرة.

ولفتت الجارديان إلى الانفجارات الهائلة التي وقعت الأسبوع الماضي في قاعدة ساكي الجوية الروسية غربي القرم، والتي أسفرت عن احتراق 8 مقاتلات روسية على الأقل. وهرب السائحون الذين كانوا موجودين على الشواطئ أيضًا، وهم في حالة من الذعر، واصطفت السيارات سعيًا للهرب عبر جسر يؤدي إلى البر الرئيس.

القرم

صورة بالأشعة تحت الحمراء لقاعدة ساكي الجوية بعد الهجوم

كيفية تنفيذ الهجمات

ذكرت الجارديان أنه من غير الواضح كيف نجحت أوكرانيا في الوصول إلى تلك الأهداف العسكرية، فمنظومة الراجمات سريعة الحركة “هيمارس” الأمريكية التي استخدمها الجنود الأوكرانيون سابقًا لتدمير الجسور عبر نهر دنيبر، يصل مداها إلى 80 كم فقط، وألمح مسؤولون في كييف ألمحوا إلى أنها قد تكون من تنفيذ موالين لأوكرانيا، أو نتيجة خلافات داخل الجيش الروسي.

وفيما لم تعلن أوكرانيا مسؤوليتها عن الانفجارات، احتفى كبار مسؤوليها على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإخفاقات التي تتكبدها روسيا. ومن جانبه، حث الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، الأوكرانيين على الابتعاد عن القواعد العسكرية ومستودعات الذخيرة الروسية، قائلًا إن الانفجارات قد يكون لها أسباب متعددة، منها انعدام الكفاءة، بحسب رويترز.

استراتيجية أوكرانية جديدة

قال مستشار الرئيس زيلينسكي، ميخائيلو بودولياك، في تصريحات لصحيفة الجارديان البريطانية، إن أوكرانيا تنخرط في هجوم مضاد يهدف إلى “خلق الفوضى داخل القوات الروسية”. ولفت بودولياك إلى أنه قد تقع المزيد من الهجمات خلال “الشهرين أو الثلاثة المقبلين”، مضيفًا: “تتمثل استراتيجيتنا في تدمير اللوجيستيات، وخطوط الإمداد ومستودعات الذخيرة وغيرها من البنية التحتية العسكرية”.

وأشار بودولياك إلى أن أوكرانيا تستخدم تكتيكات مختلفة عن روسيا، التي تعتمد على قوة المدفعية للاستيلاء على الأراضي في إقليم دونباس، مثل ما فعلت في ماريوبول وسيفيرودونيتسك. وقال: “الهجوم المضاد الأوكراني يبدو مختلفًا تمامًا، فنحن لا نستخدم تكتيكات الستينات والسبعينات من القرن الماضي”.

قوات أوكرانية في بريطانيا

3SFMT3SBBNCMRES4KPROKRPAJU

الجيش البريطاني يدرب جنود أوكرانيين

 

في سياق منفضل، أوردت صحيفة ديفينس نيوز، أول من أمس الاثنين 15 أغسطس 2022، أن مئات المجندين الجدد في الجيش الأوكراني يتدربون على تحرير أوكرانيا من  معركتها العسكرية مع روسيا، في إنجلترا. وأشارت الصحيفة إلى أنهم جزء من 10 آلاف جندي أوكراني الذين تعهد الجيش البريطاني بتدريبهم في غضون 120 يومًا.

وبحسب الصحيفة، تمضي القوات عدة أسابيع في قاعدة بجنوب إنجلترا لتعلم مهارات مثل الرماية، والإسعافات الأولية في ميدان المعركة والحرب في المناطق الحضرية. ويشارك أكثر من ألف جندي بريطاني في مهمة التدريب، والتي تحدث في 4 قواعد في أنحاء بريطانيا. وإضافة إلى هذا، ترسل دول أخرى مدربين، مثل كندا، وهولندا، ونيوزلندا، ودول الشمال الأوروبي.”

ربما يعجبك أيضا