صحفي أمريكي تحتجزه سوريا منذ 10 سنوات.. هل تستطيع واشنطن استعادته؟

أحمد ليثي

ظهر الصحفي الأمريكي أوستن تايس في مقطع فيديو قصير على الإنترنت بعد عدة أسابيع من القبض عليه في سوريا، وكان معصوب العينين ويتمتم بعبارة "يا إلهي"، ويحيط به رجال مسلحون.


قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن الولايات المتحدة تواصلت مع مسؤولين سوريين بشأن عودة الصحفي الأمريكي أوستن تايس.

وحسب قناة “فوكس نيوز“، ذكر برايس في مؤتمر صحفي، أمس الأول الاثنين 15 أغسطس 2022، أن تايس تعرض للاختطاف قبل 10 سنوات عند نقطة تفتيش بالقرب من العاصمة السورية دمشق، ومؤخرًا ازدادت ضغوط عائلة تايس على الإدارة الأمريكية لإعادته إلى أرض الوطن.

أوستن تايس

أوستن تايس

أمريكا تسعى لعودة الصحفي

قال برايس في المؤتمر الصحفي: “انخرطنا على نطاق واسع في جهود لإعادة أوستن، وهذا يشمل التواصل مباشرة مع المسؤولين السوريين، وجهودًا للتواصل مع المسؤولين السوريين من خلال أطراف ثالثة، لكن لسوء الحظ، على الرغم من ذلك كله، لم تعترف سوريا باحتجازه، إلا أننا لن نتراجع عن جهودنا”.

وسافر تايس، وهو من قدامى المحاربين في مشاة البحرية الأمريكية، إلى سوريا في مايو 2012 لتغطية الحرب الأهلية في البلاد قبل إنهاء سنته الأخيرة في كلية الحقوق بجامعة جورج تاون، واختُطِف بالقرب من دمشق في أغسطس 2012 على يد من وصفتهم عائلته بـ”مجموعة من الجهاديين”.

أمريكا تحارب داعش في سوريا

حسب تقرير لموقع “ميليتري تايمز”، تتمركز القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش في التنف، لتدريب القوات السورية في مواجهة مسلحي التنظيم. وتقع القاعدة أيضًا على طريق يعمل كحلقة وصل حيوية للقوات المدعومة من إيران، ويمتد من طهران إلى لبنان.
وجاء في بيان للجيش الأمريكي أن قوات التحالف، بالتنسيق مع مقاتلي المعارضة السورية المعروفين باسم “مغاوير الثورة”، صدت بشجاعة هجومًا من عدة طائرات مسيرة في محيط ثكنة التنف، صباح يوم 15 أغسطس 2022، دون وقوع إصابات.

ABTKE3Q5AJBRPISJTBE4CGHYDU

تهديد لأرواح المدنيين

قائد قوة المهام المشتركة، الميجور جنرال جون برينان، أدان الهجوم قائلًا إن “هذه الهجمات تهدد أرواح المدنيين السوريين الأبرياء، وتقوض الجهود المبذولة للحفاظ على الهزيمة الدائمة لداعش”.

ووقع الهجوم بعد ساعات من غارات جوية إسرائيلية على غرب ووسط سوريا، أسفرت عن سقوط 3 قتلى جنود وإصابة 3 آخرين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن الضربات الإسرائيلية استهدفت مواقع للجيش السوري يتمركز فيها مقاتلون مدعومون من إيران.

دلائل على الخطف

حسب تقرير “فوكس نيوز”، ظهر تايس في مقطع فيديو قصير على الإنترنت بعد عدة أسابيع من القبض عليه، وكان معصوب العينين ويتمتم بعبارة “يا إلهي”، ويحيط به رجال مسلحون، وهو ما اعتبرته حكومة الولايات المتحدة دليلًا على أن القوات السورية خطفته، وأنها مسؤولة عن اختفائه.

من جهته، نوه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الأسبوع الماضي، بأنه على الرغم من نفي سوريا، فإن إدارته واثقة بأن نظام الرئيس بشار الأسد يحتجز تايس. وقال بايدن في 10 أغسطس الجاري: “نعلم يقينًا أن النظام السوري يحتجز تايس، وطالبنا مرارًا وتكرارًا من الحكومة السورية العمل معنا حتى نتمكن من إعادة أوستن إلى الوطن”.

ديبرا تايس

ديبرا تايس

عائلة تايس

قالت ديبرا تايس، والدة الصحفي أوستن تايس، وفقًا للمعلومات التي تعرفها: “إنه في سوريا، هذا مؤكد، وهو محتجز لدى جهة حكومية”، وتحدثت الأم الأسبوع الماضي عن جهودها التي استمرت سنوات لتحرير ابنها، وأضافت أنه كان في سوريا لتقديم تقرير عن الحرب الأهلية في البلاد في ذلك الوقت.

وأصدرت عائلة أوستن تايس بيانًا توضح فيه أنها طلبت من الرئيس بايدن متابعة المشاركة الدبلوماسية المستمرة، بما في ذلك المفاوضات مع الحكومة السورية، من أجل عودة أوستن الآمنة، وقالت: “كان هذا مطلبنا من الحكومتين الأمريكية والسورية لأكثر من 8 سنوات”.

الحكومة السورية ترفض التفاوض

حسب تقرير لصحيفة “سي بي إس نيوز”، منشور في 14 أغسطس 2022، التقى والدا تايس، ديبرا ومارك، الرئيس بايدن في البيت الأبيض في مايو الماضي، بعد التوسل طويلاً لعقد اجتماع رئاسي. وقالت ديبرا تايس في ذلك الاجتماع إن “السيد بايدن كلف مستشاره للأمن القومي، جيك سوليفان، ومجلس الأمن القومي، بالاجتماع مع الحكومة السورية لمعرفة ما يريدون”.

وقد سافر اثنان من مسؤولي إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، إلى سوريا قبل عامين، لمحاولة التفاوض على إطلاق سراح تايس، لكن المسؤولين فشلوا في تحريره، ولم تعترف الحكومة السورية علنًا باحتجازه أو معرفة مكانه، وقال مسؤولون سوريون لشبكة “سي بي إس نيوز” إن الحكومة السورية قالت إنه “لا يمكن النقاش بشأن الرهائن ما دامت القوات الأمريكية في بلادهم”.

عائلة تايس لا ترى جهود حكومتها

وفقًا لتقرير “سي بي إس”، قالت ديبرا تايس إنها لا تفهم سبب عدم تفاوض الولايات المتحدة مع الحكومة السورية، وعلقت: “إنه أمر محبط لي للغاية”، مشيرة إلى أنها تعلم أن حكومة الولايات المتحدة لم تتواصل مباشرة مع الحكومة السورية لطلب عقد اجتماع.

ورفضت إدارة بايدن إدعاءات ديبرا تايس، وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لشبكة “سي بي إس نيوز” إن الولايات المتحدة حاولت بنحو مكثف إعادة أوستن إلى الوطن، وتواصلت مباشرة مع المسؤولين السوريين ومن خلال أطراف ثالثة، لكن الحكومة السورية ظلت رافضة أي لقاءات لعدة أشهر، ولم تعترف باحتجاز تايس.

ربما يعجبك أيضا