تحديث القوات الفضائية الأمريكية بين التداعيات الدولية والتحديات العسكرية

أحمد ليثي

قال الجنرال ذو الثلاثة نجوم، دانيال كاربلر، رئيس قيادة الفضاء والدفاع الصاروخي بالجيش الأمريكي: "إن الجيش هو أكبر مستهلك للخدمات الفضائية، ويجب أن نحتفظ بالقدرات المصممة لتلبية متطلباتنا


نقل الجيش الأمريكي بعض عملياته التي تعتمد على الأقمار الصناعية من فروع مختلفة إلى قوات الفضائية، لإعادة تنظيم وتنمية قواته الفضائية.

وبحسب تقرير توماس نوفيلي في ميليتيري تايمز، نُشر أول من أمس الاثنين 15 أغسطس 2022، أعلن الجيش الأمريكي أنه سينقل 500 شخص من قيادة الدفاع الفضائي والصاروخي بالجيش، ومقرها هانتسفيل، ألاباما، إلى قاعدة شريفر الجوية للعمليات الفضائية الموحدة.

خطوة تاريخية

قالت القوات الفضائية للولايات المتحدة الأمريكية، في بيان صحفي، إن “هذا النقل التاريخي من الجيش إلى القوات الفضائية هو المرة الأولى التي يدمج فيها وظائف اتصالات الأقمار الصناعية العسكرية التابعة لوزارة الدفاع في إطار خدمة عسكرية واحدة”، هذا وقد اعتمدت القوات الفضائية منذ تأسيسها على عمليات النقل بين الخدمات لتنمية صفوفها.

ومن جهته، قال الجنرال ذو الثلاثة نجوم، النائب الحالي لرئيس عمليات قيادة الفضاء، برادلي تشانس سالتزمان، في بيان صدر العام الماضي إن تعزيز الأقمار الصناعية لخدمة الجيش أمر ضروري، ولهذا خصصنا ما يقرب من 78 مليون دولار من الميزانية للقوات الفضائية العام الحالي 2022، للمساعدة في توسيع البنية التحتية للقوات.

المنافسة عالية في مجال الفضاء

قال سالتزمان: “نحتاج إلى بذل المزيد من الجهد حول مهماتنا الفضائية للتأكد من أننا على مستوى تلك التحديات التي نواجهها، لأن مجال الفضاء أصبح أكثر ازدحامًا في الآونة الأخيرة، وأكثر إثارة للجدل من فترتي عندما كنت ملازمًا، بالإضافة إلى زيادة القدرات التشغيلية للقوات الفضائية”.

وكان مصدر بعض انتقالات الجيش الجديدة إلى القوات الفضائية من كتيبة الإشارة 53 التابعة للجيش، ذات التاريخ اللامع في المشاركة بالعديد من الحملات العسكرية الناجحة في فرنسا وإيطاليا وتونس، خلال الحرب العالمية الثانية والهجمات المضادة خلال حرب فيتنام، ودعم عمليات الحرية في العراق والفجر الجديد في الشرق الأوسط.

المؤسسة العسكرية أكبر مستهلك للخدمات الفضائية

بحسب تقرير سبيس نيوز، في 14 أغسطس 2022، قال الجنرال ذو الثلاثة نجوم، رئيس قيادة الفضاء والدفاع الصاروخي بالجيش الأمريكي، دانيال كاربلر: “إن الجيش هو أكبر مستهلك للخدمات الفضائية، ويجب أن نحتفظ بالقدرات المصممة لتلبية متطلباتنا، والاستجابة لأولوياتنا، والتي تعكس ثقافتنا، ومع ذلك فإن الجيش لا يتطلع إلى خوض معارك على النفوذ مع الفروع الأخرى”.

وتابع كاربلر: “سيحتفظ الجيش بلواء الفضاء الأول، في فورت كارسون، بكولورادو، الذي تأسس عام 2005 استجابة لاستخدام الجيش المتزايد للأقمار الصناعية والمحطات الأرضية للعمليات القتالية، ومراقبة أعضاء اللواء لصحة مسار الأقمار الصناعية في المدار، وتحليل بيانات الصواريخ من الأقمار الصناعية”.

الجيش هو الأقدر على تحديد المتطلبات

قال كابرلر إن خطة السنوات القليلة المقبلة هي التركيز على تطوير الحمولات وأجهزة الاستشعار، ومعرفة القدرات الفضائية المصممة خصيصًا لمتطلبات القوة البرية ومعرفة ما ينقصنا في القوات الفضائية، بوصفها أكبر مستخدم للفضاء لدى وزارة الدفاع، لذلك فإن الجيش هو الأفضل لتحديد وتنفيذ متطلبات الفضاء العملياتية”.

وأوضح أن القوات الفضائية يمكن أن تطور الطائرة المسيرة “زفير”، وعلينا أن نطور رؤيتنا للتجربة الفضائية ككل، فهذه هي رؤيتنا للمستقبل، ذلك أنه يمكننا التركيز على نحو كامل على القدرات التشغيلية والتكنولوجية للمعدات والطائرات التابعة لقيادة الفضاء الأمريكية.

لن ننقل كل القوات

وفقًا لتقرير ميلتيري تايمز، سيعمل العديد من أفراد الجيش البالغ عددهم 500، والذين نُقلوا بالفعل إلى فرع القوات الفضائية للولايات المتحدة في مواقعهم القديمة في ماريلاند وهاواي وألمانيا واليابان، ولكن عملهم سيكون تابعًا لفرع القوات الفضائية للقوات المسلحة الأمريكية، ومن المقرر نقل 15 وحدة تضم 600 فرد من الجيش والبحرية إلى القوات الفضائية.

وفي يونيو نُقل مركز عمليات الأقمار الصناعية البحرية، في قاعدة البحرية بمقاطعة فينتورا في كاليفورنيا، ليخضع لقيادة سبيس دلتا 8 التابع للقوة الفضائية وعُين على أنه سرب العمليات الفضائية العاشر الجديد، وكان من المفترض أن تنفذ العديد من عمليات النقل في بداية هذا العام، لكنها أُجلت بسبب تأخر الكونجرس في تمرير ميزانية العام الماضي.

ربما يعجبك أيضا