ذكريات اليابان في الحرب العالمية الثانية تُغضب الصين وكوريا الجنوبية.. ماذا تحمل؟

رنا أسامة

لم يلفت كيشيدا الذكر إلى عدوان اليابان الذي خلف ضحايا آسيويين في النصف الأول من القرن العشرين، امتدادًا لنهج رسخه سلفه الراحل، شينزو آبي، الذي دفع لتبييض وحشية اليابان في زمن الحرب.


جدد رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، تعهد بلاده بعدم شن حرب مرة أخرى، وذلك في الذكرى 77 لاستسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية.

وقد حلت تلك الذكرى، أول من أمس الاثنين 16 أغسطس 2022. وفي أول خطاب له رئيسًا للوزراء منذ توليه منصبه في أكتوبر الماضي 2021، قال كيشيدا إن اليابان عازمة على عدم تكرار مأساة الحرب العالمية الثانية، دون الإشارة إلى عدوانها خلال الحرب.

تجاهُل وحشية اليابان

وفق وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، لم يتطرق كيشيدا إلى ذكر عدوان اليابان الذي خلف ضحايا آسيويين في النصف الأول من القرن العشرين، امتدادًا لنهج رسخه سلفه الراحل، شينزو آبي، الذي دفع لتبييض وحشية اليابان في زمن الحرب. وركز كيشيدا بدلًا من ذلك على حوادث مأساوية ألحقت أضرارًا فادحة باليابان خلال الحرب العالمية الثانية.

هذا بجانب أنه حدا بحديثه نحو ذلك القصف الذري الذي نفذته الولايات المتحدة الأمريكية على هيروشيما وناجازاكي، والقصف بالقنابل الحارقة، فضلًا عن المعركة البرية الدموية في أوكيناوا. وقال إن السلام والازدهار الذي تتمتع به البلاد اليوم وُلدا من رحم معاناة وتضحيات أولئك الذين ماتوا في الحرب.

الاحتفال بذكرى استسلام اليابان خلال الحرب العالمية الثانية

أسف بالغ

بدءًا من عام 2013، توقف آبي عن الاعتراف بالأعمال العدائية لليابان في زمن الحرب العالمية الثانية، أو تقديم اعتذار عن تلك الجرائم في ما يعرف بخطابات أغسطس 15، ماحيًا بذلك تقليدًا دام 20 عامًا، بدأ باعتذار الزعيم الاشتراكي توميتشي وموراياما في عام 1995.

وكرر الإمبراطور ناروهيتو، بالغ أسفه عن أفعال اليابان في زمن الحرب، في عبارة دقيقة بخطابه، مثل والده، الإمبراطور أكيهيتو، الذي كرس حياته المهنية لتعويض الحرب التي خاضها باسم إمبراطور زمن الحرب، هيروهيتو، جد الإمبراطور الحالي.

الاحتفال بذكرى استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية

غضب كوري جنوبي- صيني

خلال الذكرى 77 لاستسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية، وقف نحو 900 شخص دقيقة صمت، خلال حفل في ساحة بودوكان، في حين انخفض عدد الحضور من نحو 5 آلاف قبل جائحة فيروس كورونا، وطُلب منهم ارتداء أقنعة، ولم يكن هناك غناء للنشيد الوطني.

وزار 3 من أعضاء حكومة كيشيدا نصبًا تذكاريًّا لتكريم قتلى الحرب اليابانيين، ما أغضب الصين وكوريا الجنوبية. ولكن كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، هيروكازو ماتسونو، قال إنه من الطبيعي في أي بلد احترام أولئك الذين ضحوا بحياتهم من أجل أمتهم، مشددًا على عدم تغير سياسة اليابان الرامية إلى تعزيز علاقاتها مع جارتيها، الصين وكوريا الجنوبية.

زيارة وزراء يابانيين لنصب تذكاري يكرم ضحايا الحرب

رمز للعسكرة اليابانية

تنظر الصين والكوريتان إلى النصب التذكاري بوصفه رمزًا للعسكرة اليابانية، لأنه يكرم مجرمي الحرب المدانين، بين حوالي 2.5 مليون قتيل حرب. وأعربت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية عن خيبة أمل وأسف عميقين، إزاء الزيارة التي قالت إنها تجمل الغزوات اليابانية السابقة، وحثت المسؤولين اليابانيين على إعادة النظر في السجل الوحشي التاريخي لليابان، وفق أسوشيتد برس.

وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج وين بين، الزيارة أيضًا، واصفًا إياها بأنها انعكاس لموقف ياباني خاطئ تجاه قضايا تاريخية، داعيًا اليابان إلى التفكير بعمق في تاريخها العدواني، والتعامل مع القضايا ذات الصلة بحس من المسؤولية، وكسب ثقة جيرانها الآسيويين والمجتمع الدولي الأكبر بإجراءات ملموسة.

ربما يعجبك أيضا