سيشوان الصينية تأمر مصانعها بالإغلاق بسبب الحر غير المسبوق

آية سيد
سيتشوان

تعد سيشوان مركزًا رئيسًا لصناعتي أشباه الموصلات وألواح الطاقة الشمسية في الصين.. وقرار تقنين الطاقة سيضر بالمصانع التابعة لأكبر شركات الإلكترونيات في العالم.


أمرت مقاطعة سيشوان، الواقعة جنوب غرب الصين، جميع مصانعها بالإغلاق لمدة 6 أيام، لتخفيف استهلاك الطاقة وسط موجة الحر الحارقة التي تجتاح البلاد.

وحسب “إخطار عاجل” أصدرته حكومة المقاطعة وشبكة الكهرباء الحكومية يوم الأحد الماضي، أمرت سيشوان 19 مدينة من أصل 21 في المقاطعة بتعليق الإنتاج في كل مصانعها من الاثنين إلى السبت، وفق ما أوردت شبكة “سي إن إن“، أمس الأربعاء 17 أغسطس 2022.

موجة حر غير مسبوقة

تواجه الصين أعنف موجة حر منذ 6 عقود، فقد تجاوزت الحرارة 40 درجة مئوية في عشرات المدن. وهذه الحرارة الشديدة تسببت في ارتفاع الطلب على مكيفات الهواء بالمكاتب والمنازل، ما وضع المزيد من الضغط على شبكة الكهرباء. وعلاوة على هذا، تسبب الجفاف في انخفاض مستويات مياه الأنهار، ما أدى إلى تخفيض كمية الكهرباء التي تنتجها محطات الطاقة الكهرومائية، حسب “سي إن إن”.

وفي هذا السياق، أفادت صحيفة “سيشوان دايلي” الصينية أنه منذ يوليو الماضي، شهدت سيشوان فترة ممتدة من الحرارة المرتفعة والطقس الجاف، ما أدى إلى ارتفاع الحمولة القصوى لشبكة كهرباء سيتشوان بـ14% عن العام الماضي. وبداية من 7 أغسطس، شهدت سيشوان طقسًا كارثيًّا يتسم بالارتفاع الشديد في درجات الحرارة والجفاف، والمتوقع أن يستمر لأسبوع.

تأثير القرار في المصانع

حسب “سي إن إن” قال الإخطار الصادر عن حكومة المقاطعة إن قرار إغلاق المصانع يهدف إلى توفير ما يكفي من الطاقة للاستخدام المنزلي. وسيشوان مركز رئيس لصناعتي أشباه الموصلات وألواح الطاقة الشمسية، وقرار تقنين الطاقة سيضر بالمصانع التابعة لأكبر شركات الإلكترونيات في العالم، وفقًا لـ”سي إن إن”، لأن سيشوان غنية بالموارد الأساسية لهذه الصناعة مثل الليثيوم والبولي سيليكون.

وهي مواد خام أساسية في صناعة الألواح الضوئية وصناعة الإلكترونيات. ولفتت “سي إن إن” إلى أن الكثير من شركات أشباه الموصلات الدولية تمتلك مصانع في سيشوان، ومنها “تكساس إنسترومنتس”، و”إنتل”، و”أونسيمي”، و”فوكسكون”، وشركة “كاتل” الصينية العملاقة لتصنيع بطاريات الليثيوم، التي تزود “تسلا” بالبطاريات، تمتلك مصنعًا في سيشوان.

الإجراءات الأخرى في سيشوان

حذر محللون من شركة “دايوا كابيتال” من أن إغلاق المصانع أسبوعًا قد يقلص إمداد البولي سيليكون والليثيوم، ويزيد الأسعار، وحذرت شركات صينية من أن إنتاجها قد يتأثر بانقطاع التيار الكهربائي في سيشوان، مثل شركة “سيشوان لوتيانهوا”، التي تنتج الأسمدة والمنتجات الكيماوية. وقد أوردت رويترز، أمس 17 أغسطس، أن مقاطعة سيشوان بدأت في تطبيق إجراءات أخرى.

ونقلت رويترز عن الحساب الرسمي لمجموعة داتشو للطاقة، التي تديرها الدولة، على تطبيق “وي تشات” أنه جرى إبلاغ المناطق السكنية، والمكاتب ومراكز التسوق في مدينة داتشو، التي تضم 5.4 مليون شخص، بالتخفيف الدوري للأحمال الكهربائية الذي يستمر لساعات عدة، أمس الأربعاء.

خفض الاستهلاك

لفتت رويترز إلى أن تخفيف الأحمال في المناطق السكنية نادر الحدوث في الصين، التي عادةً ما تحد إمدادات الطاقة للمصانع أولًا، وتمنح الأولوية للاستخدام المنزلي والتجاري عند حدوث أي ضغط في الطاقة. وللحفاظ على الكهرباء، طُلب من المكاتب الحكومية ضبط مكيفات الهواء على حرارة لا تقل عن 26 درجة مئوية، واستخدام الدرج (السلالم) بدلًا من المصاعد الكهربائية، وفق تقرير لصحيفة “سيشوان دايلي”.

وذكرت “سيشوان دايلي” أيضًا أنه سيجري تعليق العروض الضوئية والأنشطة التجارية في أثناء ساعات الليل. وحسب رويترز، قال محللون: “في حالة استمرار موجة الحر، قد تنتشر أزمة الطاقة إلى المقاطعات الشرقية مثل جيجيانج وجيانجسو، اللتين تعتمدان جزئيًّا على شراء الكهرباء من سيتشوان”.

خطر التضخم

حسب “سي إن إن”، أدى ارتفاع الحرارة إلى تلف المحاصيل في مناطق كثيرة من الصين، ما أدى إلى إضافته إلى الضغوط التضخمية الشهر الماضي. وفي مؤتمر صحفي في بكين يوم الاثنين الماضي 15 أغسطس، قال متحدث باسم المكتب الوطني الصيني للإحصاء: “بسبب درجات الحرارة المرتفعة في أماكن كثيرة، ارتفع سعر الخضراوات الطازجة 12.9% مقارنة بالعام الماضي”.

وأشار إلى أن الحرارة الشديدة أسفرت عن جفاف في بعض المناطق الزراعية جنوبي البلاد. وفي الشمال أدى سقوط الأمطار والفيضان إلى تلف بعض المحاصيل. وأضاف متحدث مكتب الإحصاء الصيني: “يعد شهرا أغسطس وسبتمبر فترة أساسية لتشكل محاصيل الحبوب في الخريف، يجب أن ننتبه جيدًا لتأثير الكوارث الطبيعية والحشرات والأمراض في إنتاج الغذاء ببلادنا”.

ربما يعجبك أيضا