محادثات تجارية بين أمريكا وتايوان.. هل ترد الصين بحرب حقيقية؟

علاء بريك
الغزو الصيني لتايوان

هل يكون الاتفاق التجاري بين واشنطن وتايوان ما يشعل فتيل الحرب؟


اتفقت الولايات المتحدة وتايوان على بدء محادثات في إطار مبادرة تجارية جديدة، من المتوقع أن تنطلق الخريف المقبل، حسب وكالة أنباء “رويترز”، أمس الخميس 18 أغسطس 2022.

يأتي ذلك رغم استبعاد تايوان من خطة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الاقتصادية في المنطقة، لمواجهة النفوذ الصيني في آسيا. وترى الصين في هذه الخطوة تحديًا لمبدأ الصين الواحدة وتشجيعًا للجزيرة التي تعتبرها جزءًا من أراضيها على الاستقلال، ما قد يؤدي إلى حرب.

مفاوضات جديدة.. وضغوط صينية

قال كبير المفاوضين التجاريين التايوانيين، جون دينج، للصحفيين في تايبيه، إنه يأمل أن تبدأ المحادثات الشهر المقبل، وأن يؤدي هذا في يوم من الأيام إلى اتفاق تجارة حرة طالما سعت الجزيرة له مع الولايات المتحدة. وحسب ما صدر عن المشاورات، ينوي الطرفان التفاوض حول قضايا مثل تسهيل التجارة والممارسات التنظيمية الجيدة، وإزالة الحواجز التمييزية أمام التجارة، وفقًا لوكالة الأنباء المركزية التايوانية.

وحسب ما نقلت وكالة أنباء الكويت (كونا)، قال دينج إن أحد الموضوعات المزمع مناقشتها هو الضغوط الاقتصادية الصينية على الجزيرة وحلفائها، في إشارة إلى الإجراءات التي تتخذها بكين لمنع التجارة مع الدول التي هي في نزاع معها، مثل ضغوطها على ليتوانيا عندما سمحت لتايوان بفتح سفارة في عاصمتها. وأضاف دينج أن ما تفعله بكين يؤثر ليس في تايبيه فقط، بل في الاقتصاد العالمي برمته.

أمريكا تتوقع استمرار الترهيب الصيني

حسب شبكة “بلومبرج“، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن الولايات المتحدة تتوقع استمرار الصين في ممارسة الترهيب العسكري بجوار تايوان والضغوطات الاقتصادية. وفعليًّا، تحاول تايوان تقليل اعتمادها على الصين، لأن صادراتها إليها تناهز 200 مليار دولار، ونحو 22% من مجمل وارداتها أتت من الصين.

وحسب “رويترز”، كررت الصين معارضتها للمبادرة التجارية الجديدة بين تايوان والولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، وانج وين بين، للصحفيين في بكين، إن الصين تعارض توقيع أي دولة على اتفاقيات تجارية رسمية مع تايوان، ودعا الولايات المتحدة لوقف تعاملها مع الجزيرة.

وتابع وين بين بأن “الصين ستتخذ إجراءات حازمة لدعم سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها. وننصح الولايات المتحدة بالتوقف عن ارتكاب الأخطاء”. والجدير بالذكر أن لتايوان بالفعل اتفاقيات تجارة حرة مع دول أخرى، مثل نيوزيلندا وسنغافورة، وفي عام 2020 رفعت حظرًا على واردات لحم الخنزير من الولايات المتحدة، في محاولة لإزالة حجر عثرة أمام اتفاق محتمل.

تأمين الإمدادات وتأثير المناورات

في تقرير نشرته شبكة “بلومبرج” في 19 أغسطس 2022، توقع نصف الشركات الأمريكية في تايوان أن يؤثر النشاط العسكري الصيني المتزايد في عملياتها التجاري خلال العام المقبل، لكن نحو 3 أرباع الشركات قالت إنها لم تتأثر كثيرًا بالمناورات الصينية الأخيرة، بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، للجزيرة.

وقالت قلة من الشركات إنها عانت تأخيرات في سلسلة التوريد أو زيادة تكاليف الشحن والتأمين، فقد أشار بعضها إلى إن الاضطرابات نتجت عن “تغييرات في سياسات الشركات الخارجية أو مخاوفها”. وقال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ، دانييل كريتنبرينك، إن المبادرة “لمساعدة تايوان في بناء وضمان سلاسل إمداد مرنة وآمنة”.

احتماليات الحرب

حسب موقع “جلوبال نيوز” الصيني، انتقدت الحكومة الصينية المحادثات المزمعة، ووصفتها بأنها انتهاك لموقفها من أن تايوان ليس لها الحق في العلاقات الخارجية. وحذرت واشنطن من تشجيع الجزيرة على محاولة جعل استقلالها الرمزي استقلالًا فعليًّا، وهي خطوة تقول بكين إنها ستؤدي إلى حرب.

من جانبها تقول واشنطن إنها لا تتخذ موقفًا بشأن وضع الصين وتايوان، لكنها تريد تسوية الخلاف بينهما سلميًّا. وتلتزم حكومة الولايات المتحدة ملزمة برؤية أن الجزيرة تمتلك الوسائل للدفاع عن نفسها. وقال منسق شؤون الهندوباسيفيك في إدارة بايدن، كورت كامبل: “سنواصل اتخاذ خطوات هادئة وحازمة لدعم السلام والاستقرار في مواجهة جهود بكين المستمرة لتقويضها”.

أما وزارة الخارجية التايوانية، فقد قالت في بيان: “مع تصاعد الوضع عبر مضيق تايوان مؤخرًا، ستواصل الحكومة الأمريكية اتخاذ إجراءات ملموسة للحفاظ على الأمن والاستقرار عبر مضيق تايوان”. والجدير بالذكر أن العلاقات الأمريكية الصينية في أدنى مستوياتها منذ عقود وسط خلافات حول عدة ملفات وقضايا.

ربما يعجبك أيضا