في استعراض للقوة.. تدريبات عسكرية روسية بالقرب من ألاسكا الأمريكية

آية سيد
غواصة نووية روسية

أجرت روسيا تدريبات عسكرية في المحيط المتجمد الشمالي شملت إطلاق غواصات نووية لصواريخ كروز في ما وصفته الصحف البريطانية لتمورين "النار والغضب".


أجرت روسيا تدريبات عسكرية في المحيط المتجمد الشمالي، يوم الجمعة الماضي 18 سبتمبر 2022، في الجهة المقابلة لولاية ألاسكا الأمريكية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن التدريبات شملت إطلاق الغواصات لصواريخ كروز في المحيط المتجمد الشمالي لاختبار “قدرة روسيا وجاهزيتها للدفاع عن المنطقة القطبية بالوسائل العسكرية”، وفق ما أوردت وكالة “رويترز“.

«أومكا 2022».. تدريبات النار والغضب

أجرت روسيا التدريبات، التي تحمل اسم “أومكا 2022″، في بحر تشوكشي الذي يمتد شرق المحيط المتجمد الشمالي، ويفصل روسيا عن ولاية ألاسكا الأمريكية. وقالت وزارة الدفاع إن غواصتين تعملان بالطاقة النووية، هما “أومسك” و”نوفوسيبيرسك”، أطلقتا صواريخ كروز مضادة للسفن من بحر تشوكشي، وأصابتا أهدافًا على مسافة 400 كيلومتر.

وبحسب “رويترز”، نشرت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قالت إنه يوضح إطلاق الصواريخ من المركبات المتمركزة في نقاط في طريق بحر الشمال، وهي قناة نقل تجارية تروّج لها روسيا كخيار بديل لسفن الشحن التي تسافر بين أوروبا وآسيا.

وإضافة إلى هذا، أطلقت منظومة “باستيون” الصاروخية الساحلية صواريخ على أهداف في البحر على مسافة 300 كيلومتر من شبه جزيرة تشوكشي، الواقعة أقصى شرق الأراضي الروسية. ووفق تقرير لصحيفة “ذا صن” البريطانية، يوم الجمعة، شاركت 30 سفينة حربية روسية في المناورات، التي وصفتها الصحيفة بـ”النار والغضب”، في بحري بارنتس ولابتيف.

تدريبات

منظومة باستيون الصاروخية الساحلية تطلق صاروخًا أثناء تدريبات “أومكا 2022”

أهمية القطب الشمالي

لفتت وكالة “رويترز” إلى أن روسيا ترى في أراضيها الشاسعة في القطب الشمالي مصلحة استراتيجية حيوية، وعززت قدراتها العسكرية في المنطقة لسنوات. وأشارت صحيفة “ذا صن” إلى أن موسكو تتطلع إلى السيطرة على الطرق التجارية والموارد الطبيعية في المنطقة، لذلك أعادت فتح قواعدها العسكرية في الدائرة القطبية الشمالية.

وأثارت العسكرة الروسية لمنطقة القطب الشمالي القلق في العواصم الغربية والدول القطبية الأخرى، وبين الجماعات المناصرة للبيئة. وووصف الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، الشهر الماضي، التعزيزات العسكرية الروسية في القطب الشمالي بأنها تمثل “تحديًا استراتيجيًّا” للحلف.

ويعمل الجيش الأمريكي على تحديث قدرات جنوده في ألاسكا، عبر إرسال وحدات ربط شبكي محدّثة لتعزيز الحركة وتسهيل التواصل في ميدان المعركة، وأصدراستراتيجية جديدة للقطب الشمالي، مطلع العام الماضي، شددت على القيمة الاستراتيجية للمنطقة، بما يشمل الموارد الطبيعية وطرق الملاحة، مع الاعتراف بالتحديات الفريدة التي تواجهها.

تدريبات

وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو

استمرار التدريبات رغم الخسائر في أوكرانيا

على الرغم من انخراط الجزء الأكبر من القوات البرية الروسية في الحرب بأوكرانيا، واصلت موسكو برنامج التدريبات العسكرية رفيعة المستوى. وفي بداية هذا الشهر، أجرت مناورات “فوستوك 2022” في أقصى الشرق الروسي، بمشاركة 50 ألف من القوات، وهو تراجع حاد في العدد مقارنة بـ300 ألف في مناورات 2018.

وبحسب “رويترز”، تأتي هذه التدريبات في الوقت الذي أجبر الهجوم المضاد الأوكراني الخاطف، الأسبوع الماضي، القوات الروسية على التخلي عن قطاعات كبيرة من الأراضي في إقليم خاركيف، شرقي أوكرانيا. ووفق صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، يوم الجمعة، سيقرر البرلمان الروسي، الأسبوع المقبل، ما إذا كان ينبغي استجواب وزير الدفاع، سيرجي شويجو، بشأن الحملة “الكارثية”، ما يوضح الاستياء المتزايد من هذا التراجع، يحسب وصف الصحيفة.

ربما يعجبك أيضا