رئيسة تايوان تصل إلى الولايات المتحدة رغم تحذيرات الصين

آية سيد
رغم تحذيرات الصين.. رئيسة تايوان تصل إلى الولايات المتحدة

وصلت رئيسة تايوان، تساي إنج ون، إلى الولايات المتحدة وسط تهديدات من الصين بـ"رد حازم" إذا التقت برئيس مجلس النواب الأمريكي.


وصلت رئيسة تايوان، تساي إنج ون، إلى مدينة نيويورك الأمريكية، أمس الأربعاء 29 مارس 2023، على الرغم من التحذيرات الصينية.

ووفق وكالة أنباء رويترز، تتوقف تساي في الولايات المتحدة قبل توجهها إلى جواتيمالا وبليز في أمريكا الوسطى، ومن المتوقع أن تتوقف مرة أخرى قبل عودتها إلى تايوان.

مقاومة الضغوط

قالت تساي قبل مغادرتها مطار تايوان الدولي: “الضغط الخارجي لن يعيق إصرارنا على زيارة العالم”، مضيفة أن تايبيه “ستسير بثبات على طريق الحرية والديمقراطية وستندمج مع العالم”، وفق ما نقلت رويترز.

ومن جهتها، أكدت ممثلية تايوان في الولايات المتحدة وصول تساي عصر أمس الأربعاء إلى نيويورك، وقالت إن فعالياتها ليست مفتوحة للصحافة أو العامة. وستمكث في نيويورك حتى يوم السبت، وستزور لوس أنجلوس أثناء عودتها، في 5 إبريل المقبل.

رغم تحذيرات الصين.. رئيسة تايوان تصل إلى الولايات المتحدة

تساي إنج ون تصل إلى نيويورك

جدول الزيارة

من المقرر أن تلقي تساي كلمة لأعضاء الجالية التايوانية في مانهاتن. ومساء اليوم الخميس، من المقرر تكريمها في معهد هدسون، وهو مركز أبحاث أمريكي محافظ يدعو إلى دعم تايوان، بما في ذلك عن طريق كبح قوة الصين، حسب صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.

وأثناء تواجد تساي في الولايات المتحدة، سترافقها مديرة مقر “المعهد الأمريكي في تايوان” بواشنطن، لورا روزنبرجر، التي تركت منصبها في مجلس الأمن القومي الأمريكي مؤخرًا. وتدعم وزارة الخارجية الأمريكية “المعهد”، الذي جرى إنشاؤه لإدارة العلاقات مع تايبيه خارج القنوات الدبلوماسية الرسمية.

اقرأ أيضًا: رغم التوتر بين بكين وتايبيه.. لماذا ستزور رئيسة تايوان الولايات المتحدة؟

اجتماع مثير للجدل

وفق “وول ستريت جورنال”، من المتوقع أن تلتقي تساي برئيس مجلس النواب الأمريكي، كيفن مكارثي، في لوس أنجلوس الأسبوع المقبل، في طريق عودتها إلى تايبيه. ومن المرجح أن يكون هذا الاجتماع هو الجانب الأكثر إثارة للجدل في زيارة الرئيسة التايوانية.

بينما ذكرت وكالة أنباء رويترز، أن اجتماع مكارثي وتساي سيصبح الأول من نوعه بين قائد تايواني ورئيس مجلس نواب أمريكي على الأراضي الأمريكية، على الرغم من أنه يُعتبر بديلًا أقل استفزازًا من زيارة مكارثي لتايبيه.

ونقلت رويترز عن مصدرين أن ما يصل إلى 20 مشرعًا أمريكيًا خططوا لمرافقة مكارثي في اجتماعه بتساي، المقرر انعقاده في مكتبة رونالد ريجان الرئاسية بالقرب من لوس أنجلوس. إلا أن المكتبة لم تؤكد الاجتماع حتى الآن.

رغم تحذيرات الصين.. رئيسة تايوان تصل إلى الولايات المتحدة

رئيسة تايوان تغادر فندق في نيويورك

تحذير صيني

قالت المتحدثة باسم مكتب شؤون تايوان، التابع لمجلس الدولة الصيني، تشو فنج ليان، عن الاجتماع: “نحن نعارض هذا بشدة وسنتخذ إجراءات للرد بحزم”، وفق ما نقلت رويترز.

وفي السياق ذاته، قالت القائمة بالأعمال في السفارة الصينية بواشنطن، شو شيويه يوان، إن هذا الاجتماع “قد يؤدي إلى مواجهة خطيرة أخرى في العلاقات الصينية الأمريكية”.

رد الفعل المتوقع

يتوقع الكثيرون من مراقبي الصين أن يتراوح رد بكين على أنشطة الرئيسة التايوانية في الولايات المتحدة من تكثيف الدوريات العسكرية الصينية بالقرب من الجزيرة، إلى فرض عقوبات على مكارثي ومن سيلتقون بتساي، مثلما فعلت مع نانسي بيلوسي وأفراد أسرتها بعد زيارتها للجزيرة في أغسطس الماضي، وفق وول ستريت جورنال.

وقد تقيّد بكين الاتصالات المحدودة أصلًا مع إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن. وفي أغسطس الماضي، ألغت أو علقت 8 قنوات للتعاون، وشمل ذلك التعاون في قضايا عسكرية. وحسب الصحيفة الأمريكية، قد يكون الهدف التالي هو التعاون بشأن تغير المناخ.

وفي هذا الشأن، قالت الخبيرة في شؤون تايوان وأستاذة الدراسات الآسيوية بكلية ديفيدسون، شيلي ريجر، في تصريحات لهيئة الإذاعة الوطنية العامة (NPR): “يبدو أن الجميع يدركون أننا نقترب من شيء سيء. يجب أن نصبح أكثر حذرًا”.

اقرأ أيضًا: بيلوسي تكشف عن سبب زيارتها تايوان.. ماذا قالت؟

رد البيت الأبيض

وصف البيت الأبيض الاجتماع المزمع بين مكارثي وتساي بأنه “خاص وغير رسمي” وقال إنه لا ينبغي أن يؤدي إلى رد قوي من بكين، وفق ما نقلت وول ستريت جورنال.

وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي، جون كيربي، إن الإدارة كانت مدركة “أن الأمور متوترة حاليًا” لكن “لا يوجد سبب كي تضيف هذه الزيارة لأي من تلك التوترات”.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن واشنطن لا تتخذ موقفًا بشأن وضع تايوان، وتحافظ على سياسة “الغموض الاستراتيجي” بشأن ما إذا كانت القوات الأمريكية ستدافع عن الجزيرة ضد العدوان الصيني.

الاعتراف الدبلوماسي

حسب وكالة أنباء رويترز، تخسر تايبيه تدريجيًا الاعتراف الرسمي من الدول الأخرى، لصالح بكين. ويوم الأحد الماضي، 26 مارس 2023، سحبت هندوراس اعترافها بتايبيه وأنهت علاقتها الطويلة مع تايوان، وأقامت في المقابل علاقات دبلوماسية مع الصين.

وتزعم الصين أن تايوان جزء من “الصين الواحدة” وليس لديها الحق في إقامة علاقات على مستوى الدول. وحاليًا، تمتلك تايبيه علاقات دبلوماسية رسمية مع 13 دولة فقط، معظمها دول فقيرة ونامية في أمريكا الوسطى، والكاريبي والباسيفيك، وفق رويترز.

ربما يعجبك أيضا