رئيس وزراء إسبانيا يعتزم الاستقالة بعد التحقيق مع زوجته.. ما الأسباب؟

وسائل إعلام غربية تتهم إسرائيل بمحاولة الإطاحة به بسبب رغبته الاعتراف بفلسطين

بسام عباس
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز

كشف رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، الأربعاء، في رسالة نشرها على منصة “إكس”، عن أنه يفكر في إمكانية تقديم استقالته بعد الإعلان عن فتح تحقيق ضد زوجته بتهمة استغلال النفوذ والفساد.

وقال سانشيز: “أحتاج إلى التوقف والتفكير لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كنت سأستمر في منصب رئيس الحكومة أو إذا كان عليَّ أن أتخلى عن هذا الشرف”، لافتًا إلى أنه سيعلن قراره بشأن مستقبله في 29 أبريل 2024.

إسرائيل وراء القضية

ذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز” الأمريكية، الأربعاء 24 أبريل 2024، أن القاضي خوان كارلوس بينادو افتتح إجراءات قضائية ضد زوجة سانشيز، بيجونيا جوميز، بسبب مزاعم بأنها تلقت خدمات من شركات خاصة فازت بمناقصات حكومية وحصلت على أموال عامة.

ويتولى سانشيز، وهو أحد كبار قادة يسار الوسط في القارة الأوروبية التي تتحول إلى اليمين، السلطة منذ عام 2018، وبدأ فترة ولاية جديدة في أواخر العام الماضي بعد أن شكل حكومة ائتلافية مدعومة بأغلبية برلمانية هشة بعد انتخابات عامة غير حاسمة.

وأفادت وسائل إعلام غربية بأن الحكومة الإسرائيلية تقف وراء تلك الاتهامات، في محاولة منها للإطاحة برئيس الوزراء الإسباني بسبب رغبته الاعتراف بدولة فلسطين، وسعيه، منذ بداية الحرب في غزة، للدفع داخل الاتحاد الأوروبي بشأن هذا الاعتراف، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

اتهامات زائفة

ربط سانشيز التحرك القضائي بأحقاد وسموم السياسة الإسبانية، التي ارتفعت إلى مستويات جديدة منذ انتخابات يوليو الماضي، وقال إن زعيمي حزب الشعب المحافظ وحزب فوكس اليميني المتطرف، ألبرتو نونيز فيجو وسانتياجو أباسكال، استغلوا القضية المرفوعة ضد زوجته لأنهم هم أنفسهم أثاروا عاصفة حول التقارير الإعلامية الأصلية.

وقال: “باختصار، هذه عملية مضايقة لمحاولة إضعافي سياسيًّا وشخصيًّا من خلال مهاجمة زوجتي”، مضيفًا أن زوجته “ستدافع عن شرفها” وتتعاون مع السلطات القضائية، وأن الاتهامات الموجهة إليها تركزت على أحداث “غير موجودة”، واصفًا تلك الاتهامات بأنها “زائفة” تروج لها “وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة”.

Spanish Prime Minister Pedro Sánchez and his wife Begoña Gómez cast ballots in last year’s general election

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وزوجته بيجونيا جوميز

العمل مع الانفصاليين

يختلف خصوم سانشيز المحافظين معه أيديولوجيًّا بشأن السياسات المالية، وسياسات العمل، والطاقة، والبيئة، ولكن غضبهم الأكبر كان بسبب استعداده للعمل مع الأحزاب الانفصالية في كتالونيا وإقليم الباسك التي تهدف إلى قطع العلاقات مع بقية إسبانيا.

وكانت الخطوة الأكثر إثارة للجدل هي التشريع لمنح عفو للانفصاليين الكاتالونيين المشاركين في محاولة الاستقلال عام 2017. ولم يكتمل بعد إقرار مشروع القانون في البرلمان، وأن العفو هو الثمن الذي كان على سانشيز أن يدفعه لتأمين الأصوات البرلمانية التي يحتاجها لبدء فترة ولاية أخرى بعد الانتخابات.

الاعتراف بدولة فلسطين

قال سانشيز، الذي يعد من أكثر الأصوات انتقادًا لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي، أمام النواب الإسبان، إن الاعتراف بدولة فلسطينية هو “مصلحة جيوسياسية لأوروبا”، مؤكدًا أن مدريد “مستعدة” للقيام بهذه الخطوة، لافتًا إلى أن إسبانيا تعتزم القيام بذلك بحلول نهاية يونيو.

وندد سانشيز، الذي ينتقد إسرائيل بشدة منذ بدء الهجوم على غزة، بـ “الرد غير المتناسب تمامًا” من جانب حكومة بنيامين نتنياهو على “الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر”، وعدَّه “يقوض عقودًا من القانون الإنساني الدولي، ويهدد بزعزعة استقرار الشرق الأوسط والعالم بأسره”.

وتعليقًا على تصريحات رئيس الوزراء الإسباني، قال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، ليور حيات، إن “هذا الإعلان يبعث برسالة إلى المنظمات الإرهابية الفلسطينية مفادها بأن الهجمات الإرهابية القاتلة ضد الإسرائيليين ستكافأ بإيماءات سياسية لصالح الفلسطينيين”.

ربما يعجبك أيضا