رئيس وزراء بريطانيا غير المرئي.. لماذا يبتعد سوناك عن الأضواء؟

بسام عباس
ريشي سوناك

نادرًا ما يُرى رئيس وزراء بريطانيا، ريشي سوناك، في الأماكن العامة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حتى وصفه المحافظون بأنه "رئيس وزراء غير مرئي".


بعيدًا عن ارتباطاته، كونه رئيس وزراء بريطانيا، لم يسارع، ريشي سوناك، إلى الظهور، بل فضل البقاء بعيدًا عن الأنظار.

وفي تقرير نشرته شبكة سكاي نيوز الأمريكية، أمس السبت 10 ديسمبر 2022، قال الكاتب آدم بولتون إن الجمهور البريطاني مسرور بفترة الهدوء التي حققها رئيس الوزراء، ريشي سوناك.

عوائد هشة

أوضح بولتون أن الظروف التي وصل فيها سوناك إلى المنصب تعني أنه ليس لديه فرصة للراحة، فأمامه 100 يوم تحدٍّ، يستطيع فيها “العمل بجد” و”الخروج بأفكار جديدة”، لافتًا إلى أن سوناك يواجه تحديات صعبة منذ اليوم الأول.

وأضاف أن سوناك واجه عدة أزمات، وعمل على إصلاحها لاستعادة الثقة، وأصبح الوضع الاقتصادي البريطاني أحسن مما كان عليه قبل صدمة ميزانية تراس المصغرة، فقد ارتفعت أسعار الفائدة، وجرى استئناف الخدمة في أسواق الديون.

ثمن المنصب

ذكر الكاتب أن سوناك دفع ثمن الوصول إلى القمة، بابتزازه لإعطاء وظائف رئيسة في مجلس الوزراء لأشخاص من حزبه، كانوا سيلقون بثقلهم وراء شخص آخر، مثل سويلا برافرمان وجافين ويليامسون، اللذين سبق فصلهما من الحكومة لسوء سلوكهما.

وأضاف أن مثل هؤلاء الأشخاص أعاقوا سوناك في تنفيذ وعده بأن تتحلى “الحكومة بالنزاهة والكفاءة المهنية والمساءلة”، لافتًا إلى أن ويليامسون اضطر إلى الاستقالة بتهمة التنمر، في حين يخضع نائب رئيس الوزراء، ووزير العدل في الحكومة البريطانية، دومينيك راب، للتحقيق في جرائم مماثلة.

معارك أيديولوجية

قال بولتون إن برنامج سوناك معرّض باستمرار للتمرد والإفشال، رغم الأغلبية المحافظة في مجلس العموم، ولكن ليس لدى سوناك شهية لخوض معارك أيديولوجية مع حزبه في البرلمان، وبدلًا من ذلك يواصل التركيز على المشكلات العملية، بعيدًا عن التدقيق البرلماني.

وأضاف أن سوناك حاول تمرير قانون المدارس، واضطر إلى التراجع عن بعض بنوده، بعد معارضة قوية لمسودة القانون، إضافة إلى أنه كان ينوي مساعدة مزيد من الأطفال في الاستفادة من البرنامج الوطني للتدريس، وتجاهل خطط دومينيك راب بشأن إعادة قانون الحقوق، لصالح تفعيل إجراءات مواجهة الإضرابات والمهاجرين غير الشرعيين.

تجنب الأعباء الصعبة

أضاف الكاتب أن سوناك يكتشف الطريقة الصعبة، مثل ما يتضح من قراره الذي تراجع عنه، بعدم حضور مؤتمر COP27 في مصر، لافتًا إلى أنه يحاول الابتعاد عن الأضواء ليحقق مكاسب سياسية، ولكن حتى الآن، لم تظهر دلائل قوية تثبت أن قلة ظهوره تؤتي ثمارها للمحافظين.

وأشار إلى أن غياب سوناك عن صخب العلاقات العامة، أثار غضب مشجعي حزب المحافظين الذين توقعوا منه خيلاء كاميرون أو جونسون أو تراس، الذين أدركوا أن مثل هذه الثقة المفرطة بسلوك المشاهير لم تكن جيدة لهم ولا للمملكة المتحدة.

ارتفاع شعبية سوناك

في استطلاع أجرته شركة إيبسوس للأبحاث، كان حزب المحافظين محبوبًا بـ26% فقط، ولم يُعجب 62% من المستجوبين، وهي أسوأ نسب منذ 15 عامًا، في حين رحب العديد من الناخبين بسوناك بوصفه مختلفًا عن تراس وجونسون.

وأظهر الاستطلاع أن البريطانيين يحبّون سوناك، ولكنهم يكرهون حزبه، فقد قال 47% من المستطلع رأيهم إنهم يحبون رئيس الوزراء، في حين أفاد 41% أنهم يكرهونه، ويرى رئيس قسم الأبحاث السياسية في إيبسوس، جدعون سكينر، أن شعبية سوناك لا تظهر بوادر لتحسين صورة حزب المحافظين.

حلوى بلامونج

في المقابل، وصف زعيم حزب العمال، كير ستارمر، رئيس الوزراء ريشي سوناك، بأنه حلوى بلامونج، لأنه أذعن لنوابه من صفوف الحزب الخلفية، وأسقط الأهداف الوطنية الإجبارية لبناء المنازل، موضحًا أنه تشبيه مثالي، لأن سوناك “عقد اتفاقًا وضيعًا مع نواب حزبه”، وفق صحيفة الجارديان.

وفي جلسة مجلس العموم، اتهم سوناك ستارمر بـ”الانخراط في الشخصنة التافهة”، وكرر إصراره على أن الحكومة “تقدم ما وعدت بأنها ستفعله”، مضيفًا: “إننا نحمي شخصية المجتمعات المحلية، ونردع البنوك العقارية والمطورين غير المسؤولين، ونعطي الناس دورًا أكبر في قراراتهم”.

ربما يعجبك أيضا