رابط رئيس بين «القاعدة» و«طالبان».. ماذا نعرف عن شبكة حقاني الأفغانية؟

رنا أسامة

تُتهم شبكة حقاني بالوقوف وراء هجمات دامية بأفغانستان في العقدين الماضيين، فضلًا عن تنفيذ عمليات اغتيال من بينها محاولة اغتيال الرئيس السابق حامد كرزاي في 2008.


أفادت تقارير بأن كبار قادة “شبكة حقاني” كانوا على علم بوجود زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، في العاصمة الأفغانية كابول، وأخلوا زوجته وابنته، قبل استهداف منزله في غارة أمريكية أردته قتيلًا.

وفي خطاب تلفزيوني بثته القنوات الأمريكية مساء أمس الاثنين 1 أغسطس 2022، أعلن رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن، مقتل الظواهري في غارة بطائرة مُسيرة بأفغانستان مطلع الأسبوع، معتبرًا أنها حققت العدالة، في أكبر ضربة للتنظيم منذ مقتل مؤسسه أسامة بن لادن في عام 2011.

شبكة متشددة وزعيم عصابات

دائرة المعارف البريطانية تعرِّف “شبكة حقاني” بأنها شبكة متشددة من البشتون، تتمركز في شرقي أفغانستان وشمال غربي باكستان، نشأت خلال الحرب الأفغانية (1978-1992) وبعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان في عام 2001، شاركت في تمرد ضد قوات أمريكية وقوات تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) والحكومة الأفغانية وقتذاك.

الشبكة أسسها جلال الدين حقاني، الذي تلقى تعليمه في مدارس دينية بأفغانستان وباكستان، وبرز كزعيم عصابات في السبعينات والثمانينات. وبعد مشاركته في حملة حرب عصابات إسلامية فاشلة ضد حكومة الرئيس الأفغاني آنذاك محمد داود خان، في عام 1975، بنى حقاني سمعته كقائد داهية وحازم بقتاله السوفيت خلال الحرب الأفغانية.

جلال الدين حقاني مؤسس شبكة حقاني

دعم سري

حشد حقاني شبكة مسلحين كبيرة قائمة على روابط قبلية وأيديولوجية، في منطقة ذات أهمية استراتيجية شرقي أفغانستان معروفة باسم لويا باكتيا. وتلقى مقاتلو شبكة حقاني دعمًا سريًّا واسع النطاق من الولايات المتحدة ودول أخرى تعارض الوجود السوفيتي في أفغانستان.

ووفق الدائرة البريطانية، عمل حقاني من كثب مع المخابرات الباكستانية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وشن هجمات إرهابية، في وقت سهل فيه تدفق مقاتلين وإمدادات إلى أفغانستان من باكستان، وسعى لتجنيد العالم الإسلامي الأوسع للقتال بأفغانستان. وخلال تلك السنوات، طور حقاني علاقات وثيقة بممولين وقادة متشددين، من بينهم أسامة بن لادن، الذي سيصير زعيم تنظيم “القاعدة”.

التحالف مع طالبان

في عام 1995، تحالف حقاني مع طالبان التي سيطرت على أفغانستان في العام التالي، وشغل منصب وزير الشؤون القبلية في نظام طالبان، حتى الإطاحة بالحركة خلال الغزو الأمريكي في 2001. وبعد الإطاحة بطالبان، لجأ قادة شبكة حقاني إلى مناطق قبلية في باكستان، وسرعان ما انضموا إلى تمرد طالبان المعاد تشكيله ضد القوات الدولية وحكومة الرئيس السابق حامد كرزاي، حسب “بريتانيكا”.

وأعلنت طالبان وفاة جلال الدين حقاني بعد صراع مع المرض في عام 2018، وتولى نجله سراج الدين قيادة الشبكة التي تضم عناصر معروفين باستقلاليتهم ومهاراتهم القتالية. وكانت الحركة عينت نجل حقاني نائبًا لزعيمها في عام 2015.

طالبان وحقاني

هجمات واغتيالات

تُتهم شبكة حقاني بالوقوف وراء هجمات دامية بأفغانستان في العقدين الماضيين، فضلًا عن تنفيذ عمليات اغتيال من بينها محاولة اغتيال الرئيس السابق حامد كرزاي في 2008، وخطف مسؤولين ورعايا أجانب مقابل فدية، وصفقات تبادل سجناء، وأدرجتها الولايات المتحدة على قوائم الإرهاب، وتفرض الأمم المتحدة عليها عقوبات.

وغالبًا ما تلجأ الشبكة إلى عمليات انتحارية، من بينها تفخيخ عربات وشاحنات يقودها انتحاريون. وفي أكتوبر 2013، اعترضت قوات أفغانية شاحنة لشبكة حقاني شرقي أفغانستان، كانت تحوي 28 طن متفجرات، بحسب المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب.

شبكة حقاني

ذراع ورابط رئيس

طوال فترة الغزو الأمريكي لأفغانستان، كانت شبكة حقاني مصدر توتر بين حكومتي الولايات المتحدة وباكستان، واتهمها مسؤولون أمريكيون بأنها ذراع أجهزة استخبارات إسلام آباد في عام 2011، كما زعم الأدميرال الأمريكي مايك مولن حينها، لكن باكستان تنفي تلك التهم.

وفي حين يُعتقد أن عدد مقاتلي شبكة حقاني بلغ 10 آلاف مقاتل في العقد الأول من القرن 21، فإنهم يشكلون جزءًا كبيرًا من مقاتلي طالبان، حسب تقرير لمراقبي الأمم المتحدة في يونيو من عام 2021. ووصف مراقبون الشبكة بأنها رابط رئيس بين “طالبان” و”القاعدة”.

سراج الدين حقاني

الظهور الأول

لا يزال سراج الدين حقاني، زعيم شبكة حقاني داخل “طالبان” المُصنف على أنه إرهابي عالمي، مدرجًا على قوائم المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي عرض مكافآت بملايين الدولار لمن يساعد في القبض عليه.

وفي مايو من العام الماضي، ظهر وزير داخلية طالبان ونائب زعيم الحركة للمرة الأولى بوجه مكشوف، أمام وسائل الإعلام في كابول، ولم يكن سبق أن ظهر إلا في صور التقطت له من الخلف أو لا توضح ملامح وجهه. وجاء ذلك خلال مراسم تخرج رجال شرطة أفغان في كابول بعد استيلاء الحركة عليها في أغسطس 2021.

ربما يعجبك أيضا