رادع دفاعي.. تدريبات مشتركة بين أمريكا وإندونيسيا وأستراليا بالذخيرة الحية

رنا أسامة

تنظر الصين إلى تلك التدريبات على أنها تهديد، في وقت اتهمت فيه وسائل إعلام حكومية صينية الولايات المتحدة ببناء تحالف في الهندوباسيفيك على غرار حلف شمال الأطلنطي "ناتو"، للحد من النفوذ العسكري والدبلوماسي المتزايد للصين بالمنطقة.


أجرى جنود من أمريكا وإندونيسيا وأستراليا تدريبات بالذخيرة الحية يوم 12 أغسطس الجاري 2022، في مناورات عسكرية مشتركة بجزيرة سومطرة، وسط تنامي النشاط البحري الصيني بمنطقة الهندوباسيفيك.

وبحسب وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، شارك أكثر من 5 آلاف جندي من الولايات المتحدة الأمريكية وإندونيسيا وأستراليا واليابان وسنغافورة، في التدريبات التي أطلق عليها اسم “سوبر جارودا شيلد”، ما يجعلها المناورة الأضخم منذ بدئها في عام 2009.

تهديد للصين

تنظر الصين إلى تلك التدريبات على أنها تهديد، في وقت اتهمت فيه وسائل إعلام حكومية صينية الولايات المتحدة ببناء تحالف في الهندوباسيفيك على غرار حلف شمال الأطلنطي “ناتو”، للحد من النفوذ العسكري والدبلوماسي المتزايد للصين بالمنطقة.

وفي حين يثير النفوذ المتنامي لبكين في المحيط الهادئ قلق الولايات المتحدة وحلفائها الآسيويين، أطلق الجيش الصيني أكبر مناورات عسكرية جوية وبحرية في تاريخه بمحيط تايوان، ردًا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، للجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي.

تدريبات مشتركة بالذخيرة الحية....

أعمال مزعزعة للاستقرار

قال قائد القوات الأمريكية في الهندوباسيفيك، الأدميرال جون سي أكويلينو، إن مشاركة 14 دولة في التدريبات التي انطلقت مطلع الشهر الجاري، تشير إلى أن ثمة اتحاد في مواجهة تنامي نفوذ الصين بالمنطقة، لا سيما مع إصرارها على السيطرة على بحر الصين الجنوبي بأكمله، وإجراء مناورات تهدد تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي.

وأضاف أكويلينو في مؤتمر صحفي مشترك مع قائد الجيش الإندونيسي، الجنرال أنديكا بيركاسا، أن “الأعمال المزعزعة للاستقرار التي تمارسها جمهورية الصين الشعبية، بما في ذلك الإجراءات التهديدية ضد تايوان، هي بالضبط ما نحاول تجنبه”.

قائد القوات الأمريكي في الهندوباسيفيك وقائد الجيش الإندونيسي

مماطلة إندونيسية

أشارت أسوشيتد برس إلى أن العلاقات بين إندونيسيا والصين إيجابية بصفة عامة، لكن جاكرتا أعربت عن قلقها بشأن ما تعده تعديًا صينيًا على منطقتها الاقتصادية الخالصة في بحر الصين الجنوبي.

وعلى الرغم من موقعها الرسمي كدولة غير مطالبة ببحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، فإن إندونيسيا تماطل في النزاع الإقليمي منذ عام 2010، بعد أن طالبت بكين بجزء من المنطقة الاقتصادية الخالصة لجاكرتا بالمنطقة الشمالية من جزر ناتونا، حسب ما قالت راهاكونديني بكري، وهي محللة أمنية بجامعة إندونيسيا.

تدريبات مشتركة بالذخيرة الحية.... 1

رادع دفاعي

تتداخل حافة المنطقة الاقتصادية الخالصة لإندونيسيا مع ما يعرف بخط 9 فواصل، الذي أعلنته بكين من جانب واحد لترسيم مطالبها في بحر الصين الجنوبي. لكن الأنشطة المتزايدة لسفن خفر السواحل الصينية وقوارب الصيد في المنطقة أثارت قلق جاكرتا، ما دفع البحرية الإندونيسية لإجراء تدريبات كبرى في يوليو 2020، بمحيط جزر ناتونا في جنوب بحر الصين الجنوبي.

وقالت المحللة الأمنية بجامعة إندونيسيا، راهاكونديني بكري، إن إندونيسيا تنظر إلى التدريبات التي انتهت يوم 14 أغسطس الجاري باعتبارها رادعًا للدفاع عن جزر ناتونا، وتريد أن تبعث برسالة مفادها أنها مستعدة تمامًا لأي صراع شديد الحدة في منطقة بحر الصين الجنوبي. أما واشنطن فتعد التدريبات جزءًا من جهود تشكيل جبهة موحدة ضد الحشد العسكري الصيني في المنطقة.

ربما يعجبك أيضا