“رامابوزا”.. الطريق إلى القصر مفروش بـ”التحديات”

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبد الله

مرحلة ما بعد جاكوب زوما بدأت في جنوب أفريقيا مع انتخاب سيريل رامابوزا رئيساً للبلاد، والذي تنتظره تحديات كثيرة، من أبرزها إعادة الوحدة إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم.

الرئيس الجديد.. تاريخ نضالي

“رامابوزا” الذي تم انتخابه من قبل البرلمان رئيساً للبلاد خلفاً للرئيس السابق “جاكوب زوما”، اسم معروف في الأوساط السياسية بجنوب أفريقيا، شارك في النضال ضد التمييز العنصري وانتهى المطاف به إلى السجن عدة مرات.

في منتصف الثمانينيات أسس رامابوزا اتحاداً نقابياً قوياً -النقابة الوطنية لعمال المناجم- تحذر منه الحكومة العنصرية التي كانت تحكم البلاد آنذاك، ولعب دوراً مهماً خلال إضرابات عام  1987 ضد نظام الفصل العنصري وكذلك خلال المفاوضات التي قادت جنوب أفريقيا إلى الديمقراطية.

عندما خرج الرئيس الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا من السجن كان رامابوزا يقف بجانيه بصفة الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم وكان يحلم بخلافة مانديلا،  إلا أن الحزب اختار “مبيكي” الأمر الذي أثار إحباط راباموزا الذي انسحب من المشهد السياسي لعدة سنوات.

شرع رامابوزا في الأعمال التجارية حتى أصبح واحدا من أغنى رجال الأعمال في البلاد، وبلغت ثروته بحسب مجلة “فوربس” عام 2015 “378” مليون يورو.

وعاد إلى الساحة السياسية في الآونة الأخيرة كنائباً للرئيس السابق جاكوب زوما، قبل أن يتم انتخابه رئيسا للحزب الحاكم ديسمبر الماضي.

وقبل وصوله إلى هذا المنصب سعى رامابوزا إلى تنحية زوما عن منصبه بسبب تورطه في قضايا الفساد.
تجميل صورة الحزب

تجميل صورة الحزب الوطني الأفريقي الحاكم الذي يشهد انقسامات حادة إحدى أبرز التحديات التي تواجه الرئيس الجديد قبل الانتخابات الوطنية المقرر لها العام المقبل.

فالحزب الذي يشهد انقسامات وسلسلة من الفضائح يواجه تحدياً هو الأخطر منذ سنوات، وبحسب محللون سياسيون فإن رامابوزا بحنكته السياسية والنضالية قادر على رأب الصدع وإعادة الإستقرار إلى الحزب الحاكم واستعادة ثقة الناخب قبيل الانتخابات الوطنية المقبلة.

لا سيما وأن الرئيس الجديد يحظى بثقة أغلبية الحزب سواء داخل البرلمان أو خارجه، الأمر الذي قد يسّهل مهمته في عودة ثقة الناخب بالحزب الحاكم.  

تحديات اقتصادية

خلال حملته الانتخابية وعد رامابوزا بالعمل على محارية الفساد المتغلغل في الحزب، محاربة قد تؤدي إلى تطهير كبير في الداخل لاستعادة ثقة الناخب.

التحديات الاقتصادية هي الأخرى “ضخمة” وتنتظر من البلاد الجديد إعادة ثقة المستثمرين الأجانب خاصة بعد هجرة رؤوس الأموال بسبب تراجع القوة الاقتصادية للبلاد، إذ وصلت نسبة البطالة فيها إلى 30 %،  في حين ارتفع العجز العام لمستويات قياسية.

وبالنتيجة غابت العدالة الاجتماعية عن البلاد وتضاعفت معدلات الفقر فيه في الوقت نفسه خفضت الوكالات الدولية من تصنيف جنوب أفريقيا المالي من مستقر إلى سلبي.

توترات عنصرية

يتوجب اليوم إذن على رامابوزا الذي يمتلك مؤهلات لقيادة البلاد بشكل أفضل، إعطاء نفحة وطنية للبلاد، إذ بعد 25 عاماً على نهاية التمييز العنصري عرفت جنوب أفريقيا عودة للتوترات بين المجتمعات المحلية.

حيث ارتفع عدد الحوادث ذات الطابع العنصري في جنوب أفريقيا، مؤخراً، بشكل لافت؛ الأمر الذي يهدد الاستقرار الاجتماعي بعد أكثر من عقدين على إلغاء نظام التمييز العنصري “أبرثايد” في هذا البلد.

تقول التقارير: إن الحوادث العنصرية تزايدت بشكل ملحوظ في الجامعات والمدارس، ومواقف السيارات والمطاعم، ومباني المكاتب، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك “فيس بوك” و”تويتر”، وفقاً للجنة حقوق الإنسان في جنوب إفريقيا.

 

ربما يعجبك أيضا