«رحلة الأمل».. آخر تطورات عمليات الإجلاء من أفغانستان

محمود طلعت

محمود طلعت

بعد أكثر من أسبوع من سيطرة حركة طالبان الأفغانية على البلاد، تتسارع دول الغرب، خاصة الولايات المتحدة، لإجلاء رعاياها من هناك وإجلاء أكبر عدد من الأفغان المعرضين للخطر.

ويشهد مطار كابول فوضى عارمة مع تدفق عشرات آلاف الأفغان والأجانب إليه سعيا للفرار من أفغانستان.

عمليات الإجلاء

واليوم الإثنين، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أن 25 طائرة عسكرية أمريكية أجلت نحو 16 ألف شخص من أفغانستان، مع الاستمرار في إقامة نقاط تفتيش لضمان المرور الآمن إلى مطار كابول.

وأوضح البنتاجون «7 أشخاص أصيبوا في حادث إطلاق نار خارج مطار كابول.. ينتظرنا عمل كثير خلال الأيام القادمة فيما يتعلق بعمليات الإجلاء من أفغانستان».

1 1458617

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية «لا يوجد لنا وجود عسكري بشكل ثابت في محيط مطار كابول بسبب وجود نقاط تفتيش تابعة لحركة طالبان».

وحدد الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم 31 أغسطس الجاري باعتباره موعدا نهائيا يجب أن تكتمل بحلوله جميع عمليات إجلاء المواطنين الأمريكيين من أفغانستان، وتضغط الحكومة البريطانية من أجل تمديد عمليات الإجلاء لما بعد ذلك التاريخ.

بريطانيا وبلجيكا

من جهتها أجلت بريطانيا 5725 شخصا من أفغانستان بينهم أكثر من 3100 أفغاني وعائلاتهم، حسبما أعلنت الحكومة البريطانية اليوم والتي تضاعف جهودها لتسريع هذه العملية قبل انسحاب القوات الأمريكية.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنه إضافة إلى إجلاء الأفغان الذين يعملون محليًا لحساب المملكة المتحدة، تم إجلاء موظفين دبلوماسيين ورعايا المملكة ودول أخرى.

وهبطت كذلك اليوم الإثنين طائرة تابعة لشركة الطيران «إير بلجيوم» تقل نحو 193 شخصا تم إجلاؤهم من كابول (رعايا بلجيكيين وأفغان) وبشكل خاص ممن عملوا مع المنظمات الدولية وعائلاتهم، في قاعدة ملسبروك العسكرية.

قالت وزيرة خارجية بلجيكا صوفي فيلمس أمس الأحد إن القوات البلجيكية أجلت بالفعل حوالي 400 شخص من كابول إلى باكستان في إطار عملية «الطائرة الورقية الحمراء».

أوضاع فوضوية

تسود حالة من الفوضى في مطار العاصمة الأفغانية كابول ومحيطه، أسفرت عن سقوط قتلى وعشرات الإصابات ضمن محاولات للفرار خارج البلاد ضمن عمليات الإجلاء المتواصلة.

وقُتل حارس أفغاني في تبادل لإطلاق النار في ساعة مبكرة من صباح اليوم الإثنين في مطار كابول، ما دفع القوات الألمانية والأمريكية إلى التدخل، فيما فتح جو بايدن الباب أمام احتمال بقاء الجنود الأمريكيين بعد 31 أغسطس مشيرا إلى «مناقشات جارية» في الجانب الأمريكي بهذا الشأن.

من جهته قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، في تصريحات اليوم الإثنين، إن الوضع في مطار كابول يزداد فوضوية، مضيفا «نجري محادثات للإبقاء على مطار كابول مفتوحا أمام عمليات الإجلاء بعد 31 أغسطس».

وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس الأحد أن 7 مدنيين أفغان قتلوا في أعمال فوضى وقعت في محيط مطار كابول، في وقت لا يزال فيه عشرات الآلاف من الأشخاص يحاولون الفرار من البلاد بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم.

مطار كابوول

فرصــة الرحيل

يقول مراقبون إن طوابير الأفغان لا تزال مصطفة، أمام مطار حامد كرزاي الدولي في أفغانستان، في محاولة إيجاد مكان على إحدى طائرات الإجلاء، هربا من طالبان.

وفي تطور مفاجئ، ساعدت حركة طالبان الجنود البريطانيين للسيطرة على الحشود، في الجانب المخصص للرحلات البريطانية من المطار.

المنطقة أشبه بالبرزخ، فما من فرق بين النهار والليل، هم من بين الآلاف وعليهم الانتظار، ينامون بالعراء بانتظار أخبار جيدة، آملين بإدراجهم في قائمة طوق النجاة التي ستخرجهم من أفغانستان.

جهود الإمارات

توالت الإشادات العالمية بجهود دولة الإمارات في عمليات الإجلاء، حيث استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مساء اليوم الإثنين، كلا من جان إيف لودريان وزير خارجية فرنسا وفلورنس بارلي وزيرة الدفاع الفرنسية في قصر الشاطئ بأبوظبي.

ونقل الوزيران خلال اللقاء، شكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتقديره عاليا التسهيلات التي قدمتها الإمارات في إجلاء الدبلوماسيين والرعايا الفرنسيين من كابول، بجانب مواطني العديد من الدول الصديقة وتوفير العبور الآمن لهم، إضافة لدورها الإنساني في دعم جهود الإغاثة الدولية في أفغانستان خلال السنوات الماضية.

من جهته شدد ولي عهد أبوظبي على أن التعامل مع الجانب الإنساني لتداعيات الأحداث في أفغانستان يتطلب التكاتف والتضامن وهو يقع ضمن رسالة الإمارات الإنسانية.

كما تلقى وزير الدولة لشؤون الدفاع في الإمارات محمد بن أحمد البواردي اتصالا هاتفيا اليوم الإثنين من بيني هيناري وزير الدفاع النيوزيلندي والذي أثنى على جهود الإمارات في دعم عمليات إجلاء رعايا بلاده من أفغانستان.

ربما يعجبك أيضا