ردًا على حظر الطيران الإيراني.. خبيرة تحذّر من إغلاق «هرمز»

في مواجهة عقوبات الجو.. صحيفة إيرانية تطالب بعقوبات البحر

يوسف بنده

"الشعب الإيراني وحده هو الذي سيواجه المزيد من المشاكل المعيشية مع إغلاق هذا المضيق الاستراتيجي وتعطيل عملية التصدير"


كانت العقوبات الأوروبية الأخيرة التي طالت شركات الطيران المدنية الإيرانية بمثابة صب الزيت على النار في العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وإيران.

وافق الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين 14 أكتوبر 2024، على فرض عقوبات على 7 أفراد و7 كيانات على صلة بنقل صواريخ باليستية إيرانية إلى روسيا، ومن بين من استهدفتهم العقوبات 3 شركات طيران إيرانية ونائب وزير الدفاع.

طيران ايران

طيران ايران

حظر شركات الطيران الإيرانية

في رده على وسائل إعلام إيرانية، قبل سفره إلى الأردن، اليوم الأربعاء 16 أكتوبر، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، مستهجنًا العقوبات الأوروبية: “تلك العقوبات الجديدة ضد إيران تحرم الأشخاص العاديين من السفر بالطائرة إلى أوروبا، فما هو التأثير الذي يمكن أن يحدثه ذلك في تقليل التوتر بالمنطقة؟، هذا أمر مثير للتساؤل والأسف”.

وحسب وكالة “إيلنا”، أمس الثلاثاء، 15 أكتوبر، فإن الخطوط الجوية الإيرانية بصدد إيقاف رحلاتها إلى وجهات دول الاتحاد الأوروبي، في رد فعل على فرض عقوبات جديدة على إيران.

وصرح الأمين العام لهيئة الخطوط الجوية الإيرانية، مقصود أسعدي ساماني: “لن تحلق أي طائرة إيرانية إلى أوروبا بعد الآن”.

إيران والاتحاد الاوروبي

إيران والاتحاد الاوروبي

المواجهة بدلًا من التفاعل

انتقدت صحيفة “آرمان ملي”، أمس الثلاثاء سياسة الدول الأوروبية تجاه إيران في ظل وجود حكومة إصلاحية في طهران يجب دعم سياستها الخارجية.

وقالت الصحيفة الإيرانية: “يبرز موقف أوروبا فيما يتعلق بالتهديد والعقوبات المفروضة على إيران في الوضع الذي تركز فيه حكومة الرئيس مسعود بزشكيان في سياستها الخارجية على خفض التصعيد مع أوروبا والتركيز على الحوار بشأن القضايا المتنازع عليها والتركيز على التعاون للقضاء على التهديدات المشتركة في المنطقة”.

وأشار تقرير الصحيفة الإصلاحية، إلى أن قرار الأوروبيين لا يتعلق بالادعاء باستخدام شركات الطيران الإيرانية لتسليم صواريخ باليستية لروسيا، وإنما يتعلق بالضربة الصاروخية التي وجهتها إيران لإسرائيل، وأن السلوك الأوروبي مدفوع من الجانب الأمريكي.

صحيفة كيهان الأربعاء 16 أكتوبر

صحيفة كيهان الأربعاء 16 أكتوبر

إغلاق “هرمز”؟

ردًا على عقوبات الجو، طالب مدير صحيفة “كيهان” المقربة من معسكر المرشد الأعلى، علي خامنئي، بفرض عقوبات على أوروبا بالمثل في مياه إيران الإقليمية، أي منع السفن الأوروبية من عبور مضيق هرمز.

وقال في تقرير الصحيفة المتشددة: “وفق اتفاقيتي جنيف لعام 1958 وجامايكا لعام 1982، فإن إيران لها الحق في إغلاق مضيق هرمز أمام ناقلات النفط، وحتى السفن الناقلة للسلع التجارية والأسلحة التابعة للدول المعادية، إذا رأت أن مصالحها الوطنية معرضة للخطر”.

أهم شريان نفط في العالم. 5 معلومات عن مضيق هرمز

خطوة غير محسوبة

وسط انتقادات من جانب التيار المعتدل لمقترحات المتشددين في إيران، قالت الخبيرة السياسية سارينا سيف، في صحيفة “تجارت نيوز” الإيرانية، أن هناك تيار في إيران يعتزم أخذ الاقتصاد العالمي رهينة لفترة من الوقت من خلال طرح مسألة إغلاق مضيق هرمز مباشرة على السلطات.

وقالت المحللة الإيرانية: “إذا كانت إيران تنوي إغلاق مضيق هرمز كإجراء انتقامي، فيجب أن يكون لديها طريق بديل، فكيف يمكن لإيران أن تغلق مضيق هرمز وهي لم تتمكن حتى الآن من تجاوز هرمز عبر خط أنابيب كور إلى جاسك الذي لم تنته من مشروعه؟”

وحذرت السياسية الإيرانية من دعوات المتشددين، قائلة “إن إغلاق مضيق هرمز سيضر بالشعب الإيراني قبل أي شخص أو دولة، لأنه حتى لو دخل العالم في أزمة، فإنه سيجد طريقة بديلة للتعويض، بينما داخل إيران، يستفيد المختلسون كثيرًا من معاناة الناس، فإن زيادة التوتر في المنطقة ودفع البلاد نحو ظروف الحرب ومزيد من الحصار والعقوبات مكسب لهؤلاء”.

وأضافت في تحليلها: “في مثل هذا الوضع، فإن الشعب الإيراني وحده هو الذي سيواجه المزيد من المشاكل المعيشية مع إغلاق هذا المضيق الاستراتيجي وتعطيل عملية التصدير، فإنه في الوقت الحالي، لا تكفي صادرات البلاد لجلب دخل جيد من النقد الأجنبي إلى البلاد. وإذا تم إغلاق مضيق هرمز، فسيتم أيضًا إغلاق هذه النافذة الصغيرة”.

ربما يعجبك أيضا