رد حزب الله المحدود.. تكتيك استراتيجي أم مؤشر ضعف؟

حزب الله.. هل تراجع قوته العسكرية واقع أم استراتيجية؟

أحمد عبد الحفيظ
حسن نصر الله

في الأسابيع الأخيرة، تصاعدت الأحداث على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بعد أن اغتالت إسرائيل رئيس أركان الحزب فؤاد شكر في قلب لبنان.

تلا ذلك رد من حزب الله وُصِف بأنه “ضعيف” مقارنة بالتصعيد الإسرائيلي، هذا الرد أثار تساؤلات حول مدى قوة حزب الله العسكرية ووزنه الفعلي في الصراع الدائر.

رد غير مناسب

يقول تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم الأحد 25 أغسطس 2024، إن استباق إسرائيل بضرب مواقع حزب الله قبل الهجوم أحبط من حجم الرد المتوقع من حزب الله وأظهر ضعفه أمام العالم.

لكن مع مرور الوقت، ومع تزايد التدخلات الإقليمية والتحديات الداخلية في لبنان، بدأ البعض يشكك في مدى قوة الحزب الفعلية اليوم، خاصة في ظل تغير موازين القوى في المنطقة.

الرد الضعيف.. ماذا يعني؟

الرد الأخير لحزب الله على الغارات الإسرائيلية، أثار العديد من التساؤلات حول أسباب هذا الرد المحدود، هل هو نتيجة لضغوط داخلية؟ أم ربما يعود لاعتبارات إقليمية ودولية؟ أم أن الحزب يعاني فعلاً من تراجع في قدراته العسكرية؟

من الممكن أن يكون هذا الرد جزءًا من استراتيجية الحزب لتجنب تصعيد أكبر مع إسرائيل، خاصة في ظل الوضع الداخلي المتأزم في لبنان، حيث أن البلاد تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، وحزب الله ليس بمنأى عن تداعيات هذه الأزمة، كما أن الحفاظ على توازن القوى دون إشعال فتيل حرب جديدة قد يكون جزءًا من حسابات الحزب.

الوزن العسكري بين الواقع والإعلام

حزب الله يمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة والصواريخ، وقوات مدربة تدريباً عالياً، مما يجعله قوة عسكرية قوية على الورق، لكن القدرة على استخدام هذه القوة تعتمد على عدة عوامل، من بينها الاستراتيجية العامة للحزب والضغوط الداخلية والخارجية.

إسرائيل تعتبر حزب الله تهديدًا حقيقيًا لأمنها، وهذا يظهر من خلال الغارات المستمرة على مواقع الحزب ومحاولاتها المستمرة لاضعافه، لكن في الحقيقة فأن حزب الله إذا دخل في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل لن يستطيع الصمود كثيرا.

هل حزب الله قوة ضعيفة؟

الإجابة على هذا السؤال ليست بسيطة، من الواضح أن حزب الله يواجه تحديات كبيرة، سواء من الناحية العسكرية أو السياسية، لكن القول بأن الحزب “ضعيف” قد يكون تبسيطًا مفرطًا، ربما يتبنى الحزب سياسة الرد المحدود لأسباب استراتيجية، ولا يمكن الحكم على قوته من خلال حادثة واحدة فقط.

قد تكون الظروف الحالية فرضت على حزب الله قيودًا معينة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنه فقد قدراته العسكرية أو تأثيره في المنطقة على العكس، قد يكون الحزب في مرحلة إعادة تقييم وتكييف مع الوضع الجديد، مما يفسر ردوده الأخيرة.

ربما يعجبك أيضا