رغم إذلال روسيا.. انهيار أوكرانيا في دونباس يغيّر مشهد الحرب

كيف ستواجه أوكرانيا إخفاقاتها بعد تقدمها السريع؟

بسام عباس

فشلت أوكرانيا في تحقيق أهدافها المرجوة من خلال عملية كورسك ومحاولة التوغل في المقاطعة الروسية، وهي تشتيت انتباه القوات الروسية عن تقدمها نحو مدينة بوكروفسك الاستراتيجية في جمهورية دونيتسك الشعبية بمنطقة دونباس، المركز اللوجيستي الحيوي للقوات الأوكرانية.

وأوضحت صحيفة “إيكونوميست” البريطانية، أن بوكروفسك تشكل مركزًا رئيسًا للجيش الأوكراني، بفضل موقعها الاستراتيجي الذي يتيح مرونة الوصول إلى مدينة كوستيانتينيفكا، المركز العسكري المهم للجيش الأوكراني، حيث تستخدم القوات الأوكرانية الطريق ما بين المدينتين، لإعادة إمداد الخطوط الأمامية وإجلاء الجرحى.

تغيّر مشهد الحرب

قالت الصحيفة، في تقرير نشرته الخميس 29 أغسطس 2024، إن الجيش الروسي يواصل تقدمه منذ أسابيع، في تلك الجبهة، وقد استطاع السيطرة على العديد من البلدات والمدن الاستراتيجية، ما يتيح له التقدم تجاه مدينة بوكروفسك.

ونقلت الصحيفة اعتراف القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، أوليكساندر سيرسكي، في 27 أغسطس، أن روسيا كثفت من تركيزها على المدينة، في حين يبدو أن الدفاعات الأوكرانية آخذة في الانهيار، حيث تحقق روسيا مكاسب سريعة على طول خط المواجهة في شرق أوكرانيا.

وأشارت الصحيفة، إلى تغيّر مشهد الحرب في كورسك، بعد أسابيع من بدء الجيش الأوكراني عملياته المستمرة منذ 6 أغسطس، مع تشكل “خط أمامي جديد، يمتد لمئات الكيلومترات”، وأظهرت الأقمار الصناعية التي ترصد التحصينات الروسية فيها “التأكيد الأكثر وضوحًا” على استقرار المعارك على طول خط الجبهة.

أسوأ السيناريوهات

أوضحت الصحيفة أن فرق الهندسة الروسية قامت بالحماية “من أسوأ السيناريوهات” في المرحلة الأولى، وحفرت الخنادق حول أهداف عالية القيمة، مثل محطة الطاقة النووية بالقرب من كورتشاتوف، وعلى طول الطريق الرئيس المؤدي شمالًا إلى العاصمة الإقليمية لكورسك.

وأشارت إلى أن الجيش الروسي، في المرحلة الثانية، يبني تحصينات ممتدة إلى شرق خط الجبهة وغربها، في مشهد قارنته الصحيفة مع “خط سوروفكين”، وهو خط الدفاع الذي سمي على اسم القائد العام للجيش الروسي، في جنوب أوكرانيا، في أوائل 2023، والذي كان له دور بارز في وقف الهجوم المضاد لأوكرانيا في وقت لاحق من ذلك العام.

تراجع شعبية زيلينسكي

قالت الصحيفة إن التقدم السريع الذي أحرزته روسيا في جبهة شرق أوكرانيا سلط الضوء على نقاط الضعف في خطوط الدفاع الأوكرانية، بعد فشل الجيش الأوكراني بالدفاع عنها، مبررةً ذلك، بعجز الجيش الأوكراني عن توفير ما يكفي من الجنود والتحصينات الدفاعية والعقبات، فيما حولت القوات الروسية المتقدمة الخنادق الخرسانية الأوكرانية إلى خنادق خاصة بها.

وأوضحت أن الجيش الروسي استفاد، في جبهة شرق أوكرانيا، من انشغال الجيش الأوكراني في محاولته التوغل في كورسك، حيث لديهم ما يقدر بعشرة أفواج هندسية مخصصة في مقابل فوج واحد ولواءين لأوكرانيا، مشيرة إلى أن جزءًا من مشكلة أوكرانيا “ثقافي”، وأن هيئة الأركان العامة لا تدير العملية، ولا تمتلك خطة مواجهة.

وأظهرت استطلاعات للرأي أجراها معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع، تراجعًا كبيراً في شعبية الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي مع استمرار الحرب، والتي بلغت نحو 55% من الأصوات المستطلعة في إقليم دونباس، وفقد العديد من السكان ثقتهم بزيلينسكي، ويرون أنه “لا يفهم واقع الحياة اليومية للأوكرانيين الذين يعيشون بالقرب من الجبهة”.

ربما يعجبك أيضا