رغم الضغط المُتزايد.. نتنياهو يمضي في خطته بقطاع غزة

إسراء عبدالمطلب

توقيت تصريحات نتنياهو، التي جاءت في صباح اليوم التالي، بدت كأنها تقلل من آمال بايدن في التوصل إلى حل سريع للحرب.


يبدو أن توقيت التصريحات الإسرائيلية بشأن استمرار خطتهم في قطاع غزة، يبطل آمال الرئيس الأمريكي جو بايدن في وضع نهاية سريعة للحرب.

وبعد يوم من دعوة الرئيس بايدن لإسرائيل وحماس للتوصل إلى هدنة، وإعلانه أن “الوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب”، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، السبت 1 يونيو 2024، أن إسرائيل لن توافق على وقف دائم لإطلاق النار في غزة طالما أن حماس تحتفظ بالحكم والقوة العسكرية.

مجموعات من سكان جباليا الفلسطينيين يسيرون في شارع يحمل كميات كبيرة من الحطام وأنقاض المباني المنهارة.

وقف إطلاق النار

حسب صحيفة “نيويورك تايمز”، لم يعلن نتنياهو في بيانه، تأييده أو رفضه لخطة وقف إطلاق النار التي اقترحها بايدن في خطابه التفصيلي يوم الجمعة، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين إن اقتراح بايدن يتطابق مع اقتراح وقف إطلاق النار الإسرائيلي الذي وافقت عليه حكومة الحرب الإسرائيلية. وتحدث المسؤولون بشرط عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية المفاوضات.

ولكن توقيت تصريحات نتنياهو، التي جاءت في صباح اليوم التالي، بدت كأنها تقلل من آمال بايدن في التوصل إلى حل سريع للحرب، التي أودت بحياة أكثر من 36 ألف فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

إنهاء الحرب

قال مكتب نتنياهو في بيان صدر صباح السبت إن “شروط إسرائيل لإنهاء الحرب لم تتغير، وتدمير قدرات حماس العسكرية والإدارية، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وضمان ألا تشكل غزة تهديدًا لإسرائيل بعد الآن”.

وأشار مسؤولو إدارة بايدن وبعض المحللين الإسرائيليين إلى أن إسرائيل لا تزال تدعم الاقتراح الذي عرضه بايدن يوم الجمعة، وأن بيان نتنياهو كان موجهاً بشكل أكبر لجمهوره المحلي ولإدارة أعضاء حكومته اليمينيين المتطرفين، بدلًا من الرد على البيت الأبيض، ويريد بايدن إنهاء الحرب قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة بعد 5 أشهر فقط.

تهديد بالاستقالة

القضايا السياسية الداخلية التي يواجهها نتنياهو قد تكون لها أهمية قصوى، وفي ليلة السبت، هدد اثنان من شركائه اليمينيين المتطرفين في الائتلاف، بتسلئيل سموتريش وإيتامار بن جفير، بالاستقالة من حكومته إذا مضى قدماً في الاقتراح، ووصف بن جفير شروط الاتفاقية بأنها “هزيمة كاملة” و”انتصار للإرهاب”. وإذا انسحب الحزبان من الائتلاف، فقد يؤدي ذلك إلى انهيار حكومة نتنياهو.

ورحبت حماس بخطاب بايدن يوم الجمعة وأعلنت استعدادها للتعامل “بشكل إيجابي وبناء”، مع أي اتفاق يلبي مطالبها، بما في ذلك الانسحاب الإسرائيلي الكامل، ووقف دائم لإطلاق النار، وإعادة إعمار غزة، وعودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم و”تبادل جدي للأسرى”.

نصر استراتيجي

قال بايدن إن الخطة لم تحدد من سيحكم قطاع غزة بعد الحرب، وإذا لم يتم التوصل إلى ترتيبات أخرى، فقد تظل حماس مسؤولة عن المنطقة، مما قد يعتبره البعض نصرًا استراتيجيًا كبيرًا للجماعة بعد حوالي 8 أشهر من الهجوم العسكري الإسرائيلي.

منذ الهجوم المدمر الذي شنته الجماعة المسلحة في 7 أكتوبر، والذي قالت السلطات الإسرائيلية إنه أودى بحياة 1200 شخص في إسرائيل وأدى إلى احتجاز 250 آخرين كرهائن، تعهد القادة الإسرائيليون بإسقاط حكم حماس في غزة. وأكدوا أيضًا أنهم سيحافظون على “السيطرة الأمنية” في غزة بعد الحرب، مما يجعل الانسحاب الكامل أكثر تعقيدًا.

ربما يعجبك أيضا