رغم الغارات المستمرة.. أمريكا عاجزة أمام الحوثيين

لماذا عجزت الولايات المتحدة عن ردع الحوثيين؟

إسراء عبدالمطلب

أبرزت الهجمات الأخيرة التي شنها المقاتلون الحوثيون على السفن التجارية في البحر الأحمر قدرة الجماعة على تشكيل تهديد مستدام.


رغم الغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن، تواصل الجماعة تهديد بعض طرق الشحن الأكثر حيوية في العالم.

ويستخدم الحوثيون ترسانة مُتزايدة من الأسلحة المُتقدمة لمُهاجمة السفن في البحر الأحمر والمناطق المحيطة، وخلال هذا الشهر فقط، أغرقوا سفينة وأشعلوا النار في أخرى.

أميركا وبريطانيا تنفذان غارات جوية على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن

تهديد مُستدام

حسب صحيفة “واشنطن بوست”، السبت 22 يونيو 2024، أطلق المقاتلون، الذين يعملون على البر وفي البحر، أسرابًا من الطائرات بدون طيار على السفن الحربية الأمريكية، ونشروا قاربًا يتم التحكم فيه عن بعد محملًا بالمتفجرات، وهي تكتيكات وأسلحة يُقال إنها مرتبطة بإيران، راعية الجماعة.

وأظهر الارتفاع الأخير في نشاط الحوثيين، قدرتهم على تشكيل تهديد مستدام، معتمدين جزئيًا على تدفق مستمر من الأسلحة والخبرة الإيرانية لمقاومة الضربات الأمريكية والبقاء على الهجوم. كما اجتذبت الجهود الأمريكية المتعثرة لوقف عمليات الحوثيين وحماية الشحن العالمي التدقيق من قبل الكونجرس، حيث يقول المشرعون إن الجهود المبذولة لإرساء الردع غير كافية.

تطور قدراتهم

قال السفير الأمريكي السابق في اليمن، والذي يعمل الآن في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، جيرالد فييرشتاين: “قدرتهم على استبدال أي شيء ندمره لا حدود لها، وقدرتنا على اعتراض المواد القادمة إلى البلاد ضئيلة”.

وتحايلت إيران لسنوات على حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على اليمن، فأرسلت أسلحة ومعدات سرًا من الموانئ الإيرانية إلى بحر العرب، أو برًا من عُمان المجاورة، كما تعلم الحوثيون كيفية تعديل الأسلحة القديمة وتصنيع أسلحة جديدة، ليصبحوا أول مجموعة تستخدم الصواريخ الباليستية المضادة للسفن لضرب أهداف بحرية، وفقًا لكبار القادة العسكريين الأمريكيين.

190 هجومًا

أوضح فايرشتاين: “لقد زادت قدراتهم بالتأكيد منذ أن بدأوا حملتهم، لذا، طالما لديهم الحافز لمواصلة هذه الهجمات، فقد أثبتوا قدرتهم على القيام بذلك”.

ويقدر الخبراء أن الجماعة لديها قوة قتالية تبلغ نحو 20 ألف مقاتل على الأقل، بما في ذلك مزيج من القوات القبلية والقوات الموالية للحكومة سابقًا. وفي نوفمبر 2023، وبعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، وأعلن الحوثيون أنهم سيبدأون في مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل تضامنًا مع الفلسطينيين في غزة. وشملت أولى هجماتهم الكبرى اختطاف سفينة شحن في جنوب البحر الأحمر واحتجاز طاقمها.

ومنذ ذلك الحين، سجل البنتاجون أكثر من 190 هجومًا على السفن العسكرية الأمريكية أو الشحن التجاري قبالة سواحل اليمن، بما في ذلك ما يقرب من 100 هجوم منذ بدء موجات الغارات الجوية الأمريكية في يناير.

سفينة متفجرات

أغرق الحوثيون سفينتين، بما في ذلك السفينة “روبيمار” في مارس، وناقلة الفحم “توتور” المملوكة لليونان والتي أصيبت في مؤخرتها الأسبوع الماضي بواسطة سفينة سطحية محملة بالمتفجرات. وفي مارس أيضًا، أدى صاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون إلى إشعال النار في السفينة “ترو كونفيدنس” التي ترفع علم باربادوس، مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص.

وسرعان ما اتسع نطاق العمليات ليشمل خليج عدن ومضيق باب المندب الذي يربط المحيط الهندي بالبحر الأحمر. ومن هناك، تمر السفن عبر قناة السويس إلى البحر الأبيض المتوسط، وهو أقصر طريق بحري بين أوروبا وآسيا.

التهديد الحوثي

أدت التهديدات الأمنية إلى تقليص حركة الملاحة في البحر الأحمر، وبحلول نهاية مارس انخفض حجم حركة المرور عبر قناة السويس ومضيق باب المندب إلى النصف، وفقًا للبنك الدولي.

وقال المتحدث باسم البنتاجون، اللواء باتريك رايدر، يوم الثلاثاء 18 يونيو 2024: “الحوثيون سيستمرون في فهم أن هناك ثمنًا يجب دفعه لإلحاق الضرر بالتجارة البحرية في المنطقة”، ووصف الهجمات بأنها “غير مقبولة”.

ونشرت وزارة الدفاع الأمريكية مجموعة متناوبة من السفن الحربية في المنطقة في محاولة لإحباط التهديد الحوثي، وإسقاط طائرات بدون طيار فوق البحر الأحمر والممرات المائية الأخرى وضرب الصواريخ ومواقع الرادار في اليمن.

ارتفاع الهجمات

قالت القيادة المركزية الأمريكية يوم السبت إن مجموعة حاملة الطائرات أيزنهاور عادت إلى الوطن بعد أن “حمت حرية الملاحة في جميع أنحاء البحر الأحمر وخليج عدن”، وقال البيان إن حاملة الطائرات يو إس إس ثيودور، بعد إكمال تدريب مقرر في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، تنتشر في المنطقة.

وقال السيناتور مايك راوندز، الذي يجلس في لجنتي الاستخبارات والخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، في مقابلة يوم الثلاثاء: “ببساطة، ليس لدينا الإرادة السياسية لملاحقتهم”، وعزا ارتفاع هجمات الحوثيين إلى “الموارد التي يتم توجيهها لهم من قبل إيران”، فضلًا عن “التكنولوجيا المُحسنة التي جعلت أنظمتهم أكثر دقة”.

ربما يعجبك أيضا