رغم صمت نيران الحرب.. الكوابيس تطارد أطفال غزة

أسماء حمدي
أطفال غزة

بمجرد أن تسمع بيسان المنسي، ذات الأعوام العشرة، صوت إغلاق أي باب تظن خطأ أنها سمعت صوت سقوط قنبلة.

بعد مرور أكثر من أسبوع على انتهاء أحدث موجة من القتال بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة، لكن بيسان تقول إن الكوابيس لا تزال تطاردها، وفق ما ذكرت وكالة أنباء رويترز، اليوم الأربعاء 24 مايو 2023.

التعافي من تبعات الحرب شبه مستحيل

قال أطباء نفسيون في غزة إن الأعراض التي تعاني منها بيسان شائعة بين العديد من الأطفال الذين يعيشون في القطاع إذ يعانون من قلة النوم والقلق والتبول اللاإرادي فضلًا عن الميل إلى ملازمة أولياء أمورهم وتحاشي الخروج في الأماكن المفتوحة.

ويقول خبراء محليون ودوليون، إن الفلسطينيين عاشوا عدة حروب مع إسرائيل منذ عام 2008 مما جعل التعافي من التبعات شبه مستحيل لأن الأسباب لم تتبدل.

أطفال غزة بحاجة لمساعدة نفسية

تشير تقديرات الخبراء إلى أن عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى مساعدة تتعلق بالصحة النفسية يمثل نحو ربع سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة والذين يعيشون تحت حصار إسرائيلي وقيود صعبة.

وخلصت دراسات سابقة في إسرائيل إلى أن الأطفال الإسرائيليين المعرضين باستمرار لخطر إطلاق صواريخ لأنهم يعيشون في مناطق قريبة من قطاع غزة يعانون من مستويات عالية من التوتر والنزعة العدوانية والقلق.

قصف متبادل

بدأت الجولة الأخيرة من تبادل إطلاق النيران عبر الحدود بضربات جوية إسرائيلية لاستهداف قيادات في حركة الجهاد الإسلامي في القطاع، واستمرت المواجهات 5 أيام.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الفلسطينيين أطلقوا أكثر من ألف صاروخ على إسرائيل. وإجمالا، قُتل 33 فلسطينيًّا في قطاع غزة ومن بينهم أطفال و6 من قادة حركة الجهاد، وقُتل إسرائيلي واحد وعامل فلسطيني في إسرائيل.

لا ملاجئ آمنة

لا توجد ملاجئ آمنة للاحتماء من القنابل في قطاع غزة، فيعيش أكثر من 50 بالمئة من الفلسطينيين في فقر وليس لديهم مكان آخر يلجؤون إليه غير منازلهم.

وحذر مسؤولون فلسطينيون ومنظمات إنسانية دولية من أن نظام الرعاية الصحية في القطاع على وشك الانهيار، وقالت جماعات إغاثة إن الوصول إلى الخدمات الصحية محدود والحركة مقيدة بشدة كما أن الندوب النفسية عميقة.

الأحلام تتحول إلى كوابيس

تقول بيسان التي زارت طبيبًا نفسيًّا بعد انتهاء القتال: “تغيرت أحلامي مش زي قبل، قبل كانت أحلامي أفضل، صرت كل ما أحلم حلم أخاف وأرتعب وأصحى وبطلت أعرف أنام بالليل”.

وكان منزل الفتاة الكائن في دير البلح بوسط قطاع غزة من بين عدة منازل تضررت أو تدمرت عندما قصفت إسرائيل الحي الذي يعيشون فيه بعد أن منحت السكان 30 دقيقة للإخلاء.

وقالت بيسان وهي واحدة من 5 أشقاء إنها ترتعب من الخروج من المنزل حتى ولو للهو مع الأصدقاء. وقبل القتال، كانت تستيقظ مبكرا متلهفة للذهاب إلى المدرسة للاستماع إلى دورس اللغة العربية والتاريخ، المادتان المفضلتان لديها، لكنها لم ترجع إلى المدرسة بعد انتهاء المواجهات، مضيفة: “أي باب بيسكروه هيك طبق بخاف.. بفكر أنه اليهود قصفوا”.

اقرأ أيضًا| ضابط إسرائيلي: «الشبح» كلمة سر تقليص الهجوم على غزة

اقرأ أيضًا| محلل سياسي: العدوان على غزة قربان نتنياهو «الأقل تكلفة»

ربما يعجبك أيضا