رغم كورونا.. إيران تواصل التمدد في سوريا

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

واصل الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الأجنبية الشيعية متعددة الجنسيات التمدد في سوريا، رغم تفشي فيروس كورونا، بشكل واسع في الأراضي السورية.

توسع إيران على الأرض سببه الرئيسي خشية النظام الإيراني من انقلاب روسيا على النظام في دمشق، حيث وجه أخيرًا مركز الأبحاث الروسي “RIAC” المختص بالشؤون الدولية والمعروف بقربه من وزارة الخارجية الروسية وتقديمه الاستشارات لها انتقادات لاذعة لنظام الأسد بسبب الفساد المستشري في أركانه وتمسكه بالحلول العسكرية.

ونشر المركز قبل أيام دراسة أعدها السفير الروسي السابق في سوريا “ألكسندر أكسينينوك”، تحدث خلالها عن الوضع المتهالك للنظام السوري من النواحي العسكرية والاقتصادية والسياسية، وهشاشة سيطرته على المدن والبلدات وسهولة زعزعة الاستقرار فيها.

الميليشيات تتوسع

وعمدت القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها إلى إخلاء عدة مقرات تابعة لها في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، ونقلها إلى أطراف المدينة، والمقرات التي تم إخلاؤها، هي: مبنى المالية وعدة أبنية محيطة به والتي تتخذه ميليشيا “حزب الله” العراقي مقراً لها، بالإضافة لمسجد ذي النورين وعدة منازل محيطة به والتي تتخذه ميليشيا “حيدريون” مقراً لها.

عملية نقل المقرات جرت إلى أبنية تم بناؤها من قبل الميليشيات الإيرانية في منطقة المزارع التي تبعد نحو 8 كلم عن مدينة الميادين، كما قامت المليشيات الإيرانية بنشر عدد كبير من الأسلحة الثقيلة كالمدافع وراجمات الصواريخ ضمن منطقة المزارع، التي باتت تجمعًا ضخمًا وكبيرًا جداً للقوات الإيرانية والمليشيات الموالية لها.

كما وسعت الميليشيات الموالية لإيران من انتشارها في حلب ومحيط إدلب وحمص وحماة وحتى الجنوب السوري، فضلا عن مناطق غرب الفرات.

زيارة ظريف

وتزامن ذلك مع وصول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس الإثنين، إلى دمشق حيث استقبله رئيس النظام بشار الأسد في أول لقاء بينهما منذ عام، وأكدت مصادر دبلوماسية، أن الزيارة تهدف لإيصال رسالة للنظام السوري بأن طهران لن تتخلى عنه.

وتأتي زيارة ظريف بحسب “العربية” وسط مؤشرات على تغيير روسيا لاستراتيجيتها في سوريا مع تذبذب سيطرة النظام على بعض المناطق التي استعادها، مثل درعا، بالإضافة إلى إدراك موسكو أن دعمها للأسد في المرحلة المقبلة سيصطدم بتوجهات المجتمع الدولي، وبالتالي تسعى طهران لاستغلال الفرصة من خلال زيارة ظريف لدمشق رغم ما تعانيه إيران من تفشٍّ واسع لفيروس كورونا.

اشتباكات بين الحلفاء

في سياق متصل، أفادت شبكات محلية بأن اشتباكات بالأسلحة الرشاشة نشبت بين عناصر من ميليشيا حزب الله اللبنانية وقوات النظام في ريف حلب الجنوبي، ما أدى إلى وقع قتيل وعدة جرحى، ونقلت شبكة “فرات بوست” عن مصادر محلية، أن ميليشيا حزب الله استقدمت، تعزيزات عسكرية إلى بلدة زيتان جنوب حلب بهدف طرد قوان الأسد والميليشيات المساندة له منها.

وأضافت المصادر، أن اشتباكات بالأسلحة الرشاشة اندلعت بين الطرفين وانتهت بانسحاب قوات النظام  بعد مقتل عنصر في صفوفها بالإضافة إلى جرح 7 آخرين، وأكدت أن الميليشيات الإيرانية تعمل على السيطرة على المناطق التي تشرف على الطريق الدولي دمشق – حلب M5 في ريفي حلب الجنوبي وإدلب الشرقي.

مثال على حرب الاستقطاب

فيما أفادت شبكة “عين على الحسكة” بأن شيخ عشيرة “حرب” محمود العاكوب استضاف في مضافته بريف القامشلي الجنوبي ضباطًا من الجيش الروسي، وذكرت بأن شيخ عشيرة “حرب” وجه دعوة خاصة للضباط الروس، حيث أقام لهم مأدبة غداء.

وأظهرت صورة تم تداولها على وسائل التواصل محمود العاكوب يقف إلى جانب ضابط روسي وأشخاص آخرين.

ولاحقاً وفي بيان لهم؛ أعرب أبناء من عشيرة حرب في الجزيرة السورية عن استنكارهم لزيارة وفد روسي مضافة العشيرة في القامشلي واستقباله من قبل أحد الشيوخ فيها، يشار إلى أنّ محمود العاكوب هو أحد شيوخ عشائر الحسكة الذين زاروا إيران العام الماضي لتلقي التوجيهات والدعم اللوجستي بغية مساندة التواجد الإيراني في المنطقة.

يذكر أنّ القوات الروسية عززت من تواجدها في منطقة القامشلي وتجري دوريات في ريف القامشلي منذ عام 2019 وتتركز قيادتهم التي تضمّ ضباطا وخبراء عسكريين وأمنيين في مطار القامشلي والنادي الزراعي قرب المطار .

اقتتال في حلب

فيما قالت وكالة “سمارت” إن خمسة عناصر قتلوا وجرح 12 آخرون، من ميليشيا “لواء المدافعين” الموالية لإيران نتيجة اشتباكات بين عناصر الميليشيا نفسها في مدينة حلب، والاشتباكات اندلعت في حي الراشدين، نتيجة خلاف على السرقات والاستيلاء على المنازل في منطقة “ضاحية الأسد” بمدينة حلب، ما تسبب بمقتل خمسة عناصر من ميليشيا “لواء المدافعين” وجرح 12 آخرين، حيث نقل الجرحى إلى مشفى الطب العربي.

وأضاف المصدر أن تعزيزات من “الفيلق الخامس” المدعوم من روسيا، وصلت إلى الحي لفض النزاع، ليتحول الاشتباك بينها وبين عناصر الميليشيا الموالية لإيران، وتتكرر الاشتباكات في مدينة حلب بين ميليشيات موالية لإيران وقوات الأسد أو آخرين من “الفيلق الخامس” والشرطة العسكرية الروسية ما أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم.

الميليشيات تمنع عزل حي السيدة زينب

وسبق لنظام الأسد أن عزل بناء سكنيًا في منطقة السيدة زينب جنوبي العاصمة دمشق، بعد التأكد من إصابة شخص من قاطني شارع الحرامات بفيروس كورونا، ليصدر النظام قرارا بعزل السيدة زينب بشكل نهائي، إلا أن الميليشيات الإيرانية التي تُسيطر عليها أفشلت تنفيذ العملية، وعمد عناصرها إلى الدخول والخروج من وإلى المنطقة على طريق مطار دمشق الدولي.

وبعد أيام على عزل السيدة زينب، أصدرت سلطات النظام قرارات تقضي بعزل بلدتي البويضة وحجيرة المجاورتين، دون أي إعلان رسمي، وسارعت لإغلاق مداخل المنطقتين بالسواتر الترابية، ولا سيما طريق حجيرة من جهة السبينة، والطريق المؤدية إلى بلدة يلدا، والطريق الزراعية المؤدية إلى مخيم اليرموك، فيما منعت الحواجز العسكرية المتمركزة في محيط المنطقة، جميع السكان من الخروج بشكل نهائي، بما فيهم الموظفون الحكوميون، وموظفو البلديات والعسكريون، وذلك منعاً لتسرب المصابين بفيروس كورونا من قاطني السيدة زينب إلى هاتين المنطقتين.

ورغم كل هذه الأحداث، فإن وزارة الصحة لم تعلن حتى الآن سوى عن 38 إصابة، تعافى منهم 5 حالات وتوفي 3 فقط، في حين تشير معلومات من مصادر طبية ونشطاء، بأن الإصابات المكتشفة تقترب من المئتين في صفوف السوريين، وأكثر من 600 في صفوف الميليشيات الشيعية المتعددة الجنسيات التي تقاتل إلى جانب النظام.

 

ربما يعجبك أيضا