رفقًا بالنساء.. كيف يمكن إنقاذ المرأة من آثار التغيرات المناخية؟

أول من يدفعن فاتورة التغيرات المناخية في العالم النساء، وبالتزامن مع cop 28 يجب النظر إلى مشكلاتهن قبل فوات الأوان.


تقديرات برنامج الأمم المتحدة للبيئة، تشير إلى أن 80% من المشرّدين بسبب تغير المناخ هم من النساء.

والدراسة التي نشرتها الأمم المتحدة على موقعها الرسمي في 12 يوليو 2022، كانت بمثابة رسالة تحذيرية قبل قمة المناخ المتعقدة حاليًا في مدينة شرم الشيخ، لينتبه قادة العالم إلى تأثيرات المناخ في البشر.

النساء يدفعن فاتورة التغير المناخي

في أكتوبر الماضي، قدّمت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات، ريم السالم، تقريرًا إلى الجمعية العامة، توضح أن تغير المناخ يضاعف التهديدات التي يتعرض لها النساء، ويزيد خطر انتشار العنف ضدهن.

ويلفت التقرير إلى أن التمييز ضد المرأة يتعاظم في حالة وجود كارثة مناخية بمنطقة يضطر السكان إلى هجرها، لذا فإن ريم السالم، توصي بحتمية فهم العلاقة بين تغير المناخ وزيادة العنف ضد المرأة بمختلف أعمارها، تتلخص وجهة نظر ريم بأن التغير المناخي ليس مجرد «أزمة بيئية»، ولكنه يتعلق بالعدالة والمساواة بين الجنسين.

عنف مضاعف ضد اللاجئات المناخيات

في حالة اللجوء المناخي تزداد فرص العنف ضد النساء، بما يرجع إلى الأزمات الاقتصادية والسياسية، ولعل أبرزها: النزاع  المسلح والنزوح، وأوضحت المسؤولة الأممية ريم السالم، أن الدراسة التي جاءت في التقرير هي عبارة عن رصد لمعلومات من تقارير عدة، تلقتها من الحكومات، ومنظمات المجتمع المدني معنية بالنساء ولاجئي المناخ.

وبالإضافة إلى هذا، عقدت ريم اجتماعات مع خبراء في هذا الملف، لاطلاعها على تقارير ودراسات أخرى، ترصد تأثير تغير المناخ في العنف ضد النساء.

download 9

 

والآثار السلبية لتغير المناخ، تشمل تفاقم العنف الجسدي، والنفسي، والاقتصادي ضد النساء بالتوازي مع نقص الإمكانات اللازمة لحمايتهن من العنف، إضافة إلى أن الكوارث المناخية تجعل المجتمعات تحاول التكيف، عبر ممارسات عنيفة ضد المرأة.

الاستغلال الجنسي للسيدات يزداد بتغير المناخ

توضح السالم أن من الآثار التي تحذر من زيادتها، تفاقم العنف الجسدي، والنفسي، والاقتصادي مع عدم توفر الإمكانات اللازمة لحماية الضحايا، وتوجد ممارسات عنيفة تظهر في أثناء الكوارث المناخية كالفيضانات والسيول وارتفاع درجة الحرارة المفرطة.

وأسوأ تلك الممارسات هي: الاستغلال الجنسي للنساء والفتيات، والزواج المبكر للقصَّر، وزواج الأطفال، والتسرب من المدارس، والحرمان التعليم.

نساء مهجرات

نساء مهجرات

وبما أن ريم من المنطقة العربية، وعلى دراية بما تواجهه النساء من عنف في الأساس، بعيدًا عن المناخ، لذا فإنها ترى ضرورة مناقشة التأثير المناخي في ما تواجهه المرأة، ولا يقف الأمر عند المناقشة، ولكن يلزم الخروج بحلول ملموسة والتعامل معها في إطار جهد محلي مع توفير المخصصات المالية اللازمة لتحقيق ذلك.

حلول لإنقاذ النساء من آثار التغيرات المناخية

تطالب في نهاية دراستها، المجتمع الدولي بمضاعفة التزامه بالمساواة بين الجنسين، بسرعة الاستجابة لآثار تغير المناخ ومخاطر الكوارث عن طريق معالجة نقاط الضعف التي تواجهها النساء والفتيات، والاعتراف بدورهن في فضاء السياسة، وبأن حقوقهن يجب أن تكون جزءًا أساسيًّا من السياسات.

وتضيف: “لو استجاب العالم والمنظمات المعنية بتغير المناخ والتدهور البيئي من منظور إنساني قوي، فإن ذلك سوف يُحدث تغيرًا كبيرًا”. وتمثل النساء نحو 80% من المشرّدين بسبب تغير المناخ، وفق إحصائيات تقرير للأمم المتحدة، ما يجعلهن أكثر عرضة للعنف، وبخاصة الجنسي.

نسبة مفزعة

في ضوء تلك الإحصائيات وهذه الأرقام عن تشرد النساء من جراء المناخ وتغيراته، يطالب التقرير بأهمية تمكين السيدات تحسبًا للكوارث، وتوفير وسائل بديلة لكسب العيش لمواجهة الأزمات المناخية، وسنّ عقوبات رادعة لفرض احترام النساء والفتيات وحمايتهن.

download 8 1

وبحسب التقرير الأممي لصندوق “ملالا” لتعليم الفتيات، صدر في إبريل 2022، فإن نحو 4 ملايين فتاة عجزن عن إكمال تعليمهن بسبب التغيرات المناخية عام 2021، وهذا الرقم نتاج عام واحد، لذا يجب اتخاذ إجراءات سريعة، فتغير المناخ سيؤدي إلى حرمان ما لا يقل عن 12.5 مليون فتاة، سنويًّا، من إكمال تعليمهن.

ربما يعجبك أيضا