رقم قياسي.. كوريا الشمالية تطلق أكبر عدد من الصواريخ خلال عام 2022

بسام عباس

رغم أن التجارب الصاروخية ليست جديدة، إلا أن تواترها الهائل يمثل تصعيدًا كبيرًا ما يجعل المنطقة على شفا الحرب.


أطلقت كوريا الشمالية أكثر من 90 صاروخ كروز وصواريخ باليستية، خلال عام 2022، ويحذر الخبراء من تجربة نووية محتملة في الأفق.

وأجرت كوريا الشمالية 4 تجارب صاروخية في عام 2020، وتضاعف هذا الرقم عام 2021، وأطلقت نحو 23 صاروخًا في يوم واحد خلال عام 2022، وفقًا لشبكة “سي إن إن” الأمريكية.

سباق تسلح

قالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، يوم أمس الاثنين 26 ديسمبر 2022، إن تجارب كوريا الشمالية الصاروخية تهدد بإطلاق سباق تسلح في آسيا، في ظل تعزيز دول الجوار لجيوشها، والتزام الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام مجموعة كاملة من القدرات العسكرية، والخيارات النووية للدفاع عن كوريا الجنوبية واليابان.

وقال خبير السياسة النووية في مؤسسة “كارنيجي” للسلام الدولي، أنكيت باندا، إن “كلمة تجربة لم تعد مناسبة، في العام 2022، للحديث عن عمليات إطلاق الصواريخ، فكل شيء رأيناه هذا العام يشير إلى جدية كيم جونج أون في استخدام القدرات النووية في وقت مبكر من الصراع إذا لزم الأمر”.

تكثيف التجارب الصاروخية

من بين أكثر من 270 عملية إطلاق صاروخ وتجربة نووية أجرتها كوريا الشمالية منذ عام 1984، جاء أكثر من ربعها هذا العام، وفقًا لمشروع الدفاع الصاروخي التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

وأكثر من ثلاثة أرباع هذه التجارب بعد وصول كيم جونج أون إلى السلطة في عام 2011، ما يعكس طموحاته التي لم يخفها. وفي إبريل، تعهد بتطوير القدرات النووية للبلاد. ووفقًا لإحصاءات “سي إن إن”، تخطت الصواريخ الكورية الشمالية أرقامًا قياسية يومية وشهرية وسنوية.

رد فعل كوريا الشمالية على التدريبات العسكرية

ذكرت شبكة “سي إن إن” أن غالبية هذه التجارب عبارة عن صواريخ كروز وصواريخ باليستية، مشيرةً إلى أن وحدات التحكم الأرضية يمكنها تدمير صواريخ كروز، وتعبر الصواريخ الباليستية الفضاء قبل أن تدخل الغلاف الجوي مرة أخرى، ما يزيد من مخاطرها.

وأشار خبير السياسة النووية إلى رسالة كوريا الشمالية، التي مفادها أن أي شيء تفعله الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية، يمكن لكوريا الشمالية أن تتصدى له بحسم، مشيرًا إلى تجارب كوريا الشمالية الأخيرة، ردًا على التدريبات العسكرية أو المحادثات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين.

هواسونج يثير القلق

ذكرت الشبكة الأمريكية أن صاروخ هواسونج 17 الباليستي، هو أقوى صاروخ عابر للقارات في كوريا الشمالية حتى الآن، فيمكن أن يصل نظريًّا إلى البر الرئيس للولايات المتحدة، ولكن قدرة الصاروخ على حمل رأس نووي إلى الهدف غير معروفة.

وأضافت أن كوريا الشمالية أجرت تجربة على هواسونج 17، نوفمبر الماضي، وفقًا لوسائل إعلام حكومية، مصحوبة بتحذير كيم من أنه سيتخذ إجراءات “أكثر هجومية”، ردًّا على “الأعداء الذين يسعون لتدمير السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة”.

مخاوف نووية

حذر مراقبون أمريكيون ودوليون من استعداد كوريا الشمالية لتجربة نووية تحت الأرض، ستكون الأولى منذ عام 2017، مشيرة إلى أن صور الأقمار الصناعية أظهرت نشاطًا جديدًا في موقع التجارب النووية بكوريا الشمالية، وأجرت الدولة سابقًا 6 تجارب نووية تحت الأرض.

وأضافت شبكة “سي إن إن” أن عدد الأسلحة النووية التي تمتلكها كوريا الشمالية غير معروف على وجه الدقة، إلا أن خبراء في اتحاد العلماء الأمريكيين يقدرون أنها يمكن أن تكون ما بين 20 إلى 30 رأسًا نوويًّا، ولكن قدرتها على التفجير في ساحة المعركة غير مثبتة.

تصاعد التوترات

على الرغم من وجود آمال في تحقيق انفراجة دبلوماسية في عام 2019، بعد اجتماعات تاريخية بين الرئيس الكوري الشمالي، كيم جونج أون ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب، فأنها تحطمت بعد انسحاب الزعيمين دون التوصل إلى أي اتفاقيات رسمية لنزع السلاح النووي.

105245648 fed32d0d 1d0d 4fe4 b3cc 66ad113be366

دونالد ترامب وكيم جونج أون يلتقيان في سنغافورة

وأضافت شبكة “سي إن إن” أن العلاقات بين البلدين تراجعت منذ ذلك الحين، وأعلن كيم، عام 2021، خطة شاملة مدتها 5 سنوات، لتحديث جيش كوريا الشمالية، بما في ذلك تطوير أسلحة تفوق سرعة الصوت وغواصة تعمل بالطاقة النووية.

عام نشط عسكريًّا

يوجد أسباب محتملة تجعل هذا العام أكثر نشاطًا، منها أن كيم استثمر انشغال الغرب بالحرب الروسية الأوكرانية في إجراء مزيد من التجارب، وأشار الخبير النووي، أنكيت باندا، إلى أن التوترات تتصاعد عندما تتولى حكومة محافظة حكم كوريا الجنوبية.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن إسراع كوريا الشمالية في تجربة الأسلحة أثار حالة من القلق في المنطقة، ما دفع جيرانها، اليابان وكوريا الجنوبية، إلى التقرب من الشركاء الغربيين، مشيرة إلى إن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تخططان لمزيد من التدريبات المشتركة في الربيع، ما يدفع كوريا الشمالية لمواصلة تجاربها “لإظهار استيائها”.

إجراءات مضادة

أجرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان عددًا من التدريبات المشتركة وأطلقت صواريخها، ردًّا على تجارب بيونج يانج. في حين عززت الولايات المتحدة وجودها في المنطقة، وأعادت نشر حاملة طائرات في المياه بالقرب من شبه الجزيرة الكورية، وعمدت دول الرباعي، الولايات المتحدة والهند واليابان وأستراليا، إلى تعزيز تعاونها العسكري.

221216032847 02 japanese defense force 110622

مقاتلة يابانية، كاواساكي بي 1، تطلق قنابل مضيئة

وأضافت “سي إن إن” أن حكومات دول الجوار اتخذت إجراءات مضادة فردية، فاليابان ضاعفت إنفاقها الدفاعي، ما يمثل أكبر حشد عسكري للدولة السلمية منذ الحرب العالمية الثانية، إلا أن الخبراء حذروا من أن هذه العسكرة السريعة قد تغذي عدم الاستقرار في أنحاء المنطقة، وأنه لا يوجد حلًا واضحًا يلوح في الأفق.

ربما يعجبك أيضا