رمضان حول العالم.. نكهة «جازان» بأجواء زمان

سهام عيد

تحرص كل منطقة من مناطق المملكة العربية السعودية على إحياء عاداتها وتقاليدها الاجتماعية التي تتوارثها عبر الأجيال، لا سيما في شهر رمضان.


يتسم الشهر الفضيل بالعادات والروحانيات الخاصة ذات العمق الاجتماعي التي ينتظرها الجميع من العام للعام.

ففي منطقة جازان بالمملكة العربية السعودية، تلعب العادات دورًا هامًا في إضافة الكثير من النكهة للمناسبات قديماً باختلاف المجتمعات، وتبقى ذكراها خالدة في عقول الكثير ممن عاشوها خاصة إذا كان الحديث عن عادت وأهازيج شهر رمضان المبارك والتي لم يبق منها إلا القليل بفعل التطور وتعاقب الأجيال، وفقا لوكالة واس.

اكلات جيزانية

عادات وتقاليد اجتماعية

يظهر ذلك جلياً في التقاليد والعادات الاجتماعية الخاصة في الاحتفال بشهر رمضان، حيث تبرز في المنطقة المأكولات الشعبية التي تتصدر موائد الإفطار الرمضانية كعادة سنوية عرفت بها المنطقة، وتجاوزت اختزال الذاكرة لماضيها، لتكون حاضرة مع الأجيال، بل ومتفوقة على الأطباق والوجبات العصرية.

فمع إطلالة شهر رمضان المبارك يتغير نمط الحياة في جازان، وتزداد قيم التآزر والترابط وتتنوع الفعاليات الاجتماعية والروحانية، التي تنبض بها الحياة في هذا الشهر الكريم، وتنشط الخارطة الغذائية ومائدة الطعام، وتشهد الأجواء الرمضانية تنوعًا كبيرًا واختلافًا بين محافظات منطقة جازان الساحلية والمرتفعات الجبلية.

ربات البيوت والاستعداد لرمضان

عزّزت ربات البيوت في منطقة جازان خلال شهر رمضان دور المؤثر في هوية العادات والتقاليد الرمضانية وهي تدير المنزل من خلال تزويد مطبخها بالأواني الفخارية والحجرية مثل “المغش والبرمة والفناجين”، التي تستخدم لطهي وإعداد المأكولات الشعبية التي تتميز بها المنطقة خلال شهر رمضان.

9b5c1386 5de3 4c16 82c2 e8ef01e582ce

حيث تزخر المائدة الرمضانية الجيزانية بالعديد من الأصناف الغذائية، يفوق عددها أكثر من عشرة أصناف، حيث يمكن تقسيم المائدة الرمضانية، إلى مائدة الإفطار ومائدة السحور ، لكن اهتمام أهالي جازان ينصب نحو مائدة الإفطار.

maxresdefault 3

مأكولات شعبية

من أهم المأكولات الشعبية التي يحرص عليها أهالي جازان، في مائدة الإفطار هو السمك أو ما يسمى (بمكشن السمك)، حيث يتم تحضير وجبة السمك من سمك الهامور ويوضع في وعاء فخاري بعد أن تضاف عليه البهارات والطماطم والكوسة والبطاطس ثم يُترك على الجمر لساعات حتى ينضج ومن ثم يقدم على السفرة، والمغش: وهو عبارة عن لحم وبطاطس وطماطم وكوسة توضع في المغش ثم في التنور وبعد ذلك يقدم على المائدة الرمضانية ونادراً ما تجد بيتاً يخلو من هذه الأكلة الشهيرة، و الخبز الجيزاني أو ما يعرف باسم العيش أو الخمير، و يعد من حبة الذرة الحمراء أو البيضاء أو الدخن تطحن ثم تعجن وتخمر لمدة يوم وتخبز في الميفا وتحضر على سفرة الإفطار مع السمك المكشن والمغش، وأكلة السمبوسة، وأنوع مختلفة من الشوربات، إلى جانب أنواع من أصناف الأطعمة، مثل الزلابية، والحلبة و اللحوح، وأنواع العصائر والتمور .

EzhDIr2WYAIYhNY

مائدة السحور

أما مائدة السحور، فيعد ” المفالت” وجبة السحور الرئيسة بجازان، لقيمته الغذائية العالية، إذ يتكون من الحليب المغلي وتُضاف إليه قطع الدقيق الصغيرة المعجونة سواء من الدقيق الأبيض أو البر أو الدخن، وعقب النضج يقدم للأكل مضافاً إليه السكر أو ربما العسل أو حتى بدونهما وفقاً لما يفضله كل شخص، في حين ظلّ أهالي جازان محافظين على أكلاتهم الشعبية في موائد رمضان وخاصة في مناسبات الإفطار الجماعي , فقد كان قبل سنوات عادة يومية حيث أعتاد الأهالي الإفطار بالساحات بجوار الجوامع, بينما اليوم يقوم بعض الأحياء باختيار يوم واحد في الشهر للإفطار الجماعي بالحي والإلتقاء ببعض الجيران, حيث يحمل الصائمون قبيل أذان المغرب وجبات الإفطار المختلفة من السفرة الجيزانية والأكلات الشعبية الخاصة بشهر رمضان إلى الساحات أو في مسجد الحي ويتبادلون خلالها العديد من الذكريات القديمة والذكريات ما بين الكبار والصغار ويتسابق الرجال والشباب والأطفال لتقديم أطباقهم وخدماتهم للتجهيز للإفطار في صورة جميلة تعكس روح التعاون والتكافل والأخوة فيما بينهم.

وتعد الزيارات وجلسات السمر وتبادل الأطعمة أبرز العادات المرتبطة برمضان عند أهالي منطقة جازان.

ربما يعجبك أيضا