روابط هادئة وزيارة نادرة.. هل تُطبّع باكستان مع إسرائيل؟

رنا أسامة

العلاقات بين الباكستانيين والإسرائيليين جذورها تاريخية ليست بحاجة لدعم رسمي أو تطبيع.


زار وفد صحفي باكستاني من 15 عضوًا تل أبيب مؤخرًا، ما أثار تكهنات حول تطبيع وشيك بين البلدين، في خطوة قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إنها تعكس بوضوح تغيّرًا في المواقف تجاه إسرائيل واليهود داخل باكستان، لا سيّما أن كل جواز سفر باكستاني يتضمن تحذيرًا بأحرف كُبرى، أنه صالح لجميع البلدان باستثناء الدولة العبرية.

وبحسب مقال رأي نشرته هآرتس في 25 مايو الماضي، ضمّ الوفد باكستانيين أمريكيين، وباكستاني بريطاني، وصحفي باكستاني بارز يُدعى أحمد قريشي، ويهودي باكستاني آخر اسمه فيشل بن خالد، في زيارة نظّمها مجلس تمكين المرأة الأمريكية المسلمة ومتعددة الأديان، وهي منظمة غير حكومية تدعو لترسيخ التطبيع بين إسرائيل والدول ذات الأغلبية المسلمة.

روابط هادئة

تُعد هذه الزيارة نادرة للغاية لكنها ليست الأولى. في عام 2015، زار المحاضر الإسرائيلي رمزي سليمان، الذي درس علم نفس بجامعة حيفا، باكستان في مؤتمر برعاية جامعة البنجاب، ما يعكس روابط هادئة أكاديميًا بين تل أبيب وإسلام آباد، وفق هآرتس.

وأفادت أنيلا علي، مؤسسة مجلس تمكين المرأة الأمريكية المسلمة ومتعددة الأديان، التي قادت الوفد الباكستاني، بأنهم التقوا مسؤولين إسرائيليين من بينهم الرئيس إسحق هرتسوج، مُشددًا خلال اللقاء على أن “تل أبيب منفتحة على العلاقات الدبلوماسية مع جميع الدول الإسلامية”.

جذور تاريخية

قالت هآرتس إن العلاقات بين الباكستانيين والإسرائيليين جذورها تاريخية، ليست بحاجة لدعم رسمي أو تطبيع، في وقت يتذكر فيه قليلون بباكستان أنه كان ذات يوم مجتمع يهودي مزدهر، يتمركز حول كراتشي ولاهور وبيشاور وكويتا، فيما اليهود الذين غادروا باكستان لا يزالون يشعرون بحنين لوطنهم السابق.

وأشارت في الوقت نفسه إلى أن المؤسسة العسكرية الباكستانية، اللاعب المهيمن في العلاقات الخارجية لباكستان، منفتحة على العلاقات مع إسرائيل، لكن يخشى كبار المسؤولين الحكوميين الحاليين والسابقين في إسلام آباد، الحديث علنًا حول مزاعم تُفيد بأن الجيش الباكستاني هو الذي يدفع باتجاه التطبيع مع إسرائيل، وفق الصحيفة.

تطبيع موائم لرؤية باكستان

عدّت هآرتس التطبيع مع إسرائيل موائمًا لرؤية باكستان الجيو-اقتصادية، القائمة على أنها ترى نفسها دولة ساعية لبناء علاقات تجارية واقتصادية قوية مع دول أخرى، من أجل رفاهية مواطنيها، بغض النظر عن أي تعقيدات سياسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن ثمة تحول بالسياسة الخارجية لباكستان، بدا واضحًا حينما ألمح قائد الجيش الباكستاني، الجنرال قمر جاويد باجوا، لإمكانية التضحية باختلافات جيوسياسية بين إسلام آباد وتل أبيب، نظير الفوائد الاقتصادية المُمكن تحقيقها من تطبيع العلاقات، في قطاعات مثل الزراعة والتكنولوجيا والأمن السيبراني وسوق العمل الحر.

لماذا قد تُطبّع إسلام آباد مع تل أبيب؟

ثمة أسباب قد تدفع إسلام آباد للتطبيع مع تل أبيب، مرتبطة بالتغير الجيوسياسي في المنطقة، بما في ذلك ضغوط أمريكية في وقت تنظر فيه الولايات المتحدة لباكستان على أنها أخطر دولة في العالم، بسبب تطرف مجتمعها وامتلاكها أسلحة نووية، بحسب تقرير نشرته صحيفة آسيا تايمز في ديسمبر 2020.

فضلًا عن ذلك، فإن باكستان بحاجة لحليف بالمنطقة لموازنة علاقات الهند المتنامية مع دول الشرق الأوسط، في وقت قد يحول تطبيعها مع إسرائيل دون الهند من استخدام خطاب الإسلاموفوبيا تجاهها، كما أن التطبيع قد يُمكّنها من إبرام صفقات تجارية أو الدخول في شراكات استثمارية تلبي احتياجاتها، وستستفيد في نفس الوقت من فرصة شراء أنظمة أسلحة متطورة إسرائيلية الصنع.

ربما يعجبك أيضا