روسيا تستهدف شبكات الطاقة الأوكرانية.. كيف تتصرف كييف؟

أحمد ليثي
شبكات الطاقة

أوكرانيا ستضطر على الأرجح للتعايش مع انقطاع الكهرباء حتى نهاية شهر مارس المقبل على الأقل.


تواصل أوكرانيا إصلاح شبكة الكهرباء، التي دمرتها القوات الروسية، لكن موسكو قد تستهدفها مرة أخرى مع بداية الشتاء.

وحسب تقرير لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، نشرته أمس السبت 10 ديسمبر 2022، لا تستطيع روسيا الانتصار على أوكرانيا في ساحة المعركة، فتسعى إلى الانتصار بطرق أخرى، عن طريق تخريب محطات الكهرباء الأوكرانية ليعم الظلام والبرد.

روسيا تستنزف محطات الكهرباء

خلقت موسكو حرب استنزاف طاحنة مع كييف، عبر تصويب الصواريخ الروسية محطات الكهرباء الأوكرانية دوريًا، في حين يعمل مهندسو الطاقة الأوكران لأيام في درجات حرارة شديدة البرودة لاستعادة التيار المفقود.

وقال تقرير “سي إن إن” إن يوم الاثنين الماضي 6 ديسمبر، شهد أكبر موجة من الهجمات الصاروخية الروسية على محطات الكهرباء، ونقل عن أحد مهندسي الكهرباء الأوكران أن قرابة 40% من إمداد المحطات بالكهرباء كان متوقفًا عن العمل هذا الشهر.

انقطاع شبكات الطاقة عن العمل

انقطاع شبكات الطاقة عن العمل

أين المشكلة؟

قال نائب رئيس موظفي الرئاسة الأوكرانية، كيلريلو تيموشينكو، إن “ما يشهده نظام الطاقة الأوكراني منذ شهر أكتوبر الماضي، لم يشهده أي نظام طاقة بالعالم، لأن روسيا تضرب أهم المنشآت والعناصر الرئيسة لمحطات توزع الطاقة الفرعية”. وأضاف: “المشكلة لا تكمن في توليد الطاقة، بل توصيلها إلى المنازل”.

وأشار تقرير الشبكة البريطانية إلى أن شبكات الكهرباء الأوكرانية تماثل نظيرتها الروسية، لذلك، عرف المهندسون الروس خباياها ومحطاتها الفرعية ونقاط التوزيع على المنازل، بحيث صار سهلًا على القوات تدميرها.

هجرات جماعية

حسب “سي إن إن”، تبحث أوكرانيا عن قطع غيار للأجزاء المتوقفة من محطات الكهرباء لإجراء الإصلاحات، لأن انقطاع التيار الكهربائي يتواصل لأكثر من 12 ساعة في اليوم الواحد، ما يهدد بنزوح عدد كبير من الأوكرانيين غربًا إلى بولندا ودول أخرى مجاورة.

وتتحسن الدفاعات الجوية الأوكرانية في استخدام صواريخ الدفاع الجوي ،التي وصلت مع معدات غربية حديثة، وقالت كييف إنها أسقطت نحو 60 صاروخًا من أصل 70  أُطلقت يوم الاثنين الماضي، وأظهر مقطع فيديو اعتراض الدفاع الجوي الأوكراني للصواريخ الروسية.

الكهرباء تنخفض

تسببت الصواريخ الروسية في انخفاض الكميات التي تنتجها محطات الطاقة من الكهرباء بمقدار 15 جيجاوات من نحو 56 جيجاوات قبل الحرب، وانخفض العجز في الكهرباء 19% بحلول هذا الأسبوع، رغم محاولات مهندسي الكهرباء الأوكرانيين إصلاح محطات الكهرباء.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة “ياسنو” لتزويد الطاقة، سيرجي كوفالينكو: “إن الأوكران سيضطرون على الأرجح للتعايش مع انقطاع الكهرباء حتى نهاية شهر مارس المقبل على الأقل.” في حين قال عدد من الأوكرانيين أنهم مستعدون للعودة مرة أخرى للحياة الريفية.

مساعدات غربية

كثفت الحكومات الغربية مساعداتها لأوكرانيا من المحولات وآلاف المولدات والمعدات الأخرى، ودعت الولايات المتحدة حلفاءها في مجموعة الدول الصناعية الـ7 الكبرى للتركيز على توفير الكهرباء لأوكرانيا، راصدةً 100 مليون دولار للأدوات التي تصل إلى أوكرانيا في غضون أسابيع.

لكن وفقًا لمدير برنامج أمن الطاقة وتغير المناخ في CSIS، جوزيف ماجكوت، تتطلب شبكة كهرباء أوكرانيا بعض المعدات التي تُصنع حسب الطلب، وأحد الأمثلة على ذلك نظام الجهد العالي 750 كيلو فولت، الذي ينقل الكهرباء من المحطات النووية إلى أجزاء أخرى من الشبكة.

جهد كهربائي منخفض

تعمل معظم دول أوروبا بجهد كهربائي منخفض، وسيتعين عليها تصنيع العديد من الأجزاء المهمة خصيصًا، لتلبية احتياجات أوكرانيا، لدرجة أن بعض هذه الأجزاء قد يستغرق تصنيعها بين 6 إلى 9 أشهر.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة “ياسنو” لتزويد الطاقة: “لا توجد معدات كافية لتمكين أوكرانيا من إصلاحات كاملة ودائمة لشبكات الطاقة، فكل الأجزاء ذات الجهد العالي، التي تتطلبها المحطات هناك، تستغرق فترات زمنية طويلة للتصنيع.”

خيارات قصيرة المدى

نوه التقرير بوجود بعض الخيارات قصيرة المدى، التي يمكن أن تقدم عليها أوكرانيا، مشيرًا إلى تقديم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية 2200 مولد كهربائي للمجتمعات في جميع أنحاء البلاد، واستوردت أوكرانيا مئات المولدات من أوروبا، التي يمكن أن توفر التدفئة لـ7 ملايين مدني.

وتساعد المولدات في استمرار تشغيل الخدمات الحيوية، مثل المستشفيات ومحطات الصرف الصحي، لكن نائب رئيس موظفي الرئاسة الأوكرانية يقول إنها بديل مؤقت، ولا يمكنها تعويض توليد الطاقة من المحطات، وكذلك فإنها تتطلب الكثير من الوقود.

ربما يعجبك أيضا