روسيا مصرة على ضم مناطق أوكرانية.. ولافروف: سنحميها بالنووي

رنا أسامة

بوتين أطلق الحرب الروسية الأوكرانية بعد أن شكا من أن توسع حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي تقوده أمريكا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، يمثل تهديدًا لموسكو.. هل يصل الأمر إلى حرب نووية؟


قبل يومين، ألمح وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إلى احتمالية استخدام بلاده أسلحة نووية ضد الغرب، تزامنًا مع استفتاء 4 مناطق أوكرانية للانضمام إلى الاتحاد الروسي.

وخلال كلمته يوم السبت الماضي 24 سبتمبر 2022، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ووسائل إعلام عالمية في نيويورك، حاول لافروف تبرير الحرب الروسية الأوكرانية، بأن الحكومة المنتخبة في كييف “غير شرعية، وتزخر بنازيين جدد، وتضطهد الناطقين بالروسية شرقي البلاد”.

لافروف

تصويت صوري

بدأت روسيا يوم الحمعة الماضي، استفتاءات في 4 مناطق تسيطر عليها بشرق أوكرانيا، بهدف ضمها. وقالت كييف إن القوات الروسية تمنع سكان تلك المناطق من المغادرة وتجبرهم على التصويت، الذي يستمر لـ4 أيام، وتصفه دول غربية بأنه “صوري يهدف إلى تبرير التصعيد الروسي المحتمل خلال الحرب المستمرة منذ 8 أشهر”، بحسب وكالة أنباء “رويترز“.

وفي مؤتمر صحفي، بعد كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال لافروف إن روسيا بعد تلك الاستفتاءات، ستحترم التعبير عن إرادة أولئك الأشخاص الذين عانوا انتهاكات نظام النازيين الجدد لسنوات عديدة، على حد قوله.

حماية روسية كاملة

ردًّا على سؤال عما إذا كانت لدى روسيا مبررات لاستخدام أسلحة نووية دفاعًا عن المناطق التي ضمتها، قال لافروف إن الأراضي الروسية، بما في ذلك الواردة إضافيًا في الدستور الروسي مستقبلًا، تخضع لحماية روسية كاملة.

وقال وزير الخارجية الروسي إن قوانين ومبادئ ومفاهيم واستراتيجيات روسيا الاتحادية تسري على كل أراضيها، مشيرًا على وجه التحديد إلى مبدأ روسيا بشأن استخدام الأسلحة النووية، ليسير بذلك على خطى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي لوح باستخدام السلاح النووي ضد الغرب.

لافروف في الجمعية العامة للأمم المتحدة

تصريحات غير مقبولة

تصريحات لافروف أعقبت تحذيرًا صريحًا أطلقه الرئيس الروسي السابق، دميتري ميدفيديف، حليف بوتين، يوم الخميس الماضي، من أن أي أسلحة في ترسانة موسكو، بما في ذلك الأسلحة النووية الاستراتيجية، يمكن استخدامها للدفاع عن الأراضي التي يجري ضمها إلى روسيا.

وقال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، في ساعة مبكرة من صباح الأحد 25 سبتمبر، إن تصريحات الكرملين بشأن الاستخدام المحتمل لأسلحة نووية، غير مقبولة على الإطلاق، مشددًا على أن كييف لن ترضخ لمثل هذه التصريحات.

تحذير أوكراني: بوتين لا يخادع

في مقابلة مع قناة “سي بي إس نيوز” الأمريكية، يوم الأحد، قال الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، إنه يأخذ التهديدات النووية الروسية على محمل الجد، ولا يظن أن بوتين يخادع، داعيًا حلفاء أوكرانيا لمواصلة الضغط على الدب الروسي لردعه.

وأضاف زيلينسكي أن “بوتين يريد تخويف العالم بأسره، وهذه التهديدات هي خطواته الأولى لابتزازه النووي”، مشيرًا في هذا الصدد إلى القصف الروسي لمحطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا.

زيلنسكي

اتهام روسي وطلب أوكراني

توجه روسيا إلى الولايات المتحدة ودولًا أخرى اتهامًا بأنها أطراف في الصراع، لدعمها أوكرانيا بأسلحة للدفاع عن نفسها، وفي نفس الوقت يثير الضم المحتمل لأراضٍ أوكرانية تساؤلات حول كيفية رد روسيا على استخدام أسلحة غربية في تلك المناطق.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، أوليج نيكولينكو، عبر “تويتر”، يوم السبت، إن كييف طلبت عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي بشأن الاستفتاءات، وحثت على محاسبة روسيا على محاولاتها الإضافية لتغيير حدود أوكرانيا المعترف بها دوليًّا، في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة.

محادثات مستبعدة

أعلن بوتين، الأربعاء الماضي، أول تعبئة في روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، ما دفع بعض الروس للتحرك سريعًا مع ارتفاع حركة المرور على المعابر الحدودية مع فنلندا وجورجيا، وارتفاع أسعار تذاكر الطيران من موسكو. وعندما سئل لافروف عن سبب مغادرة هذا العدد الكبير من الروس، أشار إلى حقهم في حرية التنقل.

كان بوتين أطلق الحرب الروسية الأوكرانية بعد أن شكا من أن توسع حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي تقوده أمريكا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، يمثل تهديدًا لموسكو. واستبعد لافروف إمكانية إجراء محادثات مستقبلية مع واشنطن لتشعر موسكو بمزيد من الأمان بشأن ما تسميه “زحف الناتو”، مضيفًا: “إذا أراد شركاؤنا الاجتماع بهدوء فلا بأس، لكن حاليًّا، لم تتخذ روسيا الخطوة الأولى”، وفق “رويترز”.

ربما يعجبك أيضا