«روسيا وأوكرانيا وإسرائيل وفصائل فلسطينية».. مجلة أمريكية تقارن بين الحربين

رؤية

إن من يواجهون تهديداً وجودياً حقيقياً من النوع الذي يواجهه الأوكرانيون هم الفلسطينيون، لكن على عكس الأوكرانيين، فليس لدى سكان غزة منطقة آمنة يفرون إليها أو يحتمون بها، وفق كاتب العمود آدم تروز


وصفت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، الحرب بين الفصائل الفلسطينية بـ”المأساة والأزمة الإنسانية المتواصلة”، بعد هجوم الـ 7 من أكتوبر 2023.
وقُتل ما لا يقل عن 1500 إسرائيلي خلال الهجوم واستشهد أكثر من 2200 فلسطيني، وفرضت الحكومة الإسرائيلية حصارًا كاملا على غزة ودعت أكثر من مليون مدني إلى إخلاء النصف الشمالي من القطاع، ويبدو أن الاجتياح البري بات وشيكًا.

مقارنة بين حربين

قارن كاتب عمود في مجلة فورين بوليسي، آدم توز، بين حرب روسيا وأوكرانيا، والحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، مشيرًا إلى أن إسرائيل لديها تفوق عسكري هائل على حماس، أكبر من تفوق روسيا على أوكرانيا.

وأوضح أن الأمر يختلف في غزة عن ذلك الذي يحدث في أوكرانيا، وأضاف أن إسرائيل أصيبت بعد هجوم الـ 7 من أكتوبر بجروح عميقة” مشبها الأمر بموقف 11 سبتمبر 2001، أكثر من حرب روسيا وأوكرانيا.

بين الفصائل الفلسطينية وروسيا

أوضح تروز أن الفصائل الفلسطينية هي قوة مكونة من بضع عشرات الآلاف من المقاتلين، مسلحين بأسلحة خفيفة، وإذا تمكنوا من إطلاق وابل من الصواريخ يصل عددهم إلى 5000 صاروخ يوميًا، فستكون مفاجأة كبيرة للجميع، لأنه في الهجمات السابقة على إسرائيل، كانوا قادرين على إطلاق بضع مئات فحسب.
وتابع: “يمكن لروسيا أن تطلق عشرات الآلاف من قذائف المدفعية الثقيلة ذات الأغراض العسكرية على المواقع الأوكرانية على مدار أسابيع متواصلة، لذلك نحن نتحدث عن مواقف مختلفة تمامًا هنا”.

لا مكان للاحتماء

إن من يواجهون تهديداً وجودياً حقيقياً من النوع الذي يواجه الشعب الأوكراني هم الشعب الفلسطيني، لكن على عكس الأوكرانيين، فليس لدى سكان غزة منطقة آمنة يفرون إليها أو يحتمون بها.

شبه تروز الصراع بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية بحالة أشبه بعمليات مكافحة التمرد في حرب مدن، مشيرًا إلى المخاطر التي تكتنف العزم الإسرائيلي في منطقة مكتظة مثل قطاع غزة.

حسب تروز، ليس هناك شك في أن إيران تدعم حماس، وتزعم مصادر أمريكية أن الدعم الذي تقدمه إيران لجميع الجماعات الإسلامية المسلحة في الأراضي الفلسطينية يصل إلى نحو 100 مليون دولار سنوياً. وحماس نفسها أكدت أنها تتلقى نحو 70 مليون دولار من إيران، حسب كاتب العمود آدم تروز.

دعم إيراني للحركة

يردف تروز أنه ومن ناحية أخرى، “إذا كنت تدير منطقة حضرية يبلغ عدد سكانها 2.25 مليون نسمة وتحاول إدارة منظمة مسلحة تضم عشرات الآلاف، فإن مبلغ 70 مليون دولار ليس كافيًّا، فهو يتيح الوصول إلى ترسانة الأسلحة الإيرانية المتوسطة والمنخفضة التكنولوجيا”، مشيرًا إلى أن مهما يكن من أمر فليس بالكافي أمام المتطلبات الضخمة للحركة التي تدير القطاع.

وأضاف كاتب العمود في المجلة الأمريكية آدم تروز أن هناك مصادر تمويل دولية أخرى مثل العملات المشفرة والتي تعد إحدى القنوات التي يتدفق من خلالها بعض من هذه الأموال.

مصادر أخرى

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن حماس تلقت حوالي 41 مليون دولار من خلال أنواع مختلفة من محافظ العملات المشفرة، وهذا نموذجي تمامًا لبعض الجماعات الإسلامية المتطرفة في المنطقة، مع ذلك يشير تروز إلى أن ذلك ليس كافيًّا أيضًا.

وقدرت فوربس الميزانية السنوية لحماس بنحو 942 مليون دولار، إذ تمتلك الحركة بعض المؤسسات التجارية التي تديرها في الأردن وتركيا والجزائر، بالإضافة إلى فرض الضرائب داخل القطاع، في المقابل تتمتع روسيا بمصادر تمويل ضخمة ليخلص إلى أن التهديد الذي تشكله الفصائل الفلسطينية لا يشبه التهديد الذي تمثله روسيا لأوكرانيا.

ربما يعجبك أيضا