روسيا والهند.. شراكة طويلة في طريقها إلى الانهيار

شروق صبري
فلاديمير بوتين و ناريندرا مودي

روسيا غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها بتسليم الأسلحة إلى الهند بسبب الحرب في أوكرانيا.


قال سلاح الجو الهندي إن روسيا تراجعت عن التزاماتها بتسليم أنظمة دفاعية، بسبب انخراطها في الحرب مع أوكرانيا.

وأشارت صحيفة الإندبندنت البريطانية، في تقرير نشرته أمس الجمعة يوم 24 مارس 2023، إلى أن هذه أول علامة على أن الهند يمكن أن تعيد النظر في اعتمادها على روسيا، وسط استمرار التحديات الحدودية التي تواجهها من جارتيها النوويتين باكستان والصين.

أبلغ سلاح الجو الهندي لجنة من مجلس النواب الهندي، أن روسيا حددت موعدًا “لتسليم الانظمة الدفاعية” هذا العام، لكنها لم تفِ بالتزماتها.

قصور في القدرات الروسية

وفقًا لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، يعد الاعتراف المنشور في تقرير لمجلس النواب الهندي، أول تأكيد رسمي من السلطات الهندية على وجود أوجه قصور في القدرات الروسية.

اقرأ أيضًا: اتهامات للأوكرانيين والروس بتنفيذ «إعدامات خارج نطاق القضاء» لأسرى حرب

اقرأ أيضًا: روسيا: استخدام قذائف اليورانيوم المستنفد في أوكرانيا سيضر بالسكان

أكبر مشترٍ للأسلحة الروسية في العالم

أفادت الصحيفة البريطانية إلى أن الهند هي أكبر مشترٍ للأسلحة الروسية في العالم، بـ20% من صادرات موسكو الحالية. ومنذ عام 2018، وقعت حكومة ناريندرا مودي في الهند مجموعة من الصفقات مع روسيا، لاستيراد أنظمة صواريخ الدفاع الجوي والسفن الحربية والبنادق الهجومية.

وفي نفس العام، وقعت الهند اتفاقية بقيمة 4.4 مليار جنيه استرليني لشراء 5 وحدات من نظام الدفاع الجوي (S-400 Triumf). وقد تسلمت 3 من هذه الأنظمة الخاصة بالطلب الجاري، ويوجد نظامان آخران في انتظار التسليم، حسب ما أوردت الإندبندنت.

أنظمة دفاع روسية

أنظمة دفاع روسية

تحديث الجيش الهندي

لفتت الصحيفة البريطانية إلى أن الهند نشرت أول نظام دفاع صاروخي جوي من طراز (S-400) بالقرب من الحدود الباكستانية، ونشرت نظامًا ثانيًا على حدودها مع الصين. وأوقفت روسيا عمليات تسليم الأنظمة المتبقية بسبب حربها الدائرة في أوكرانيا.

وزعمت الإندبندنت أن نقص الإمدادات أجبر الجيش الهندي على خفض إنفاقه الرأسمالي المتوقع على التحديث، للسنة المالية المنتهية في مارس 2023، بما يقرب من الثلث، مقارنة بالسنة المالية الماضية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

العلاقات بين الهند وروسيا

قال ممثل سلاح الجو الهندي للجنة الدائمة للدفاع: “لقد أعطانا الروس إقرارًا بأنهم غير قادرين على تسليم الأنظمة الدفاعية”.

وقال محللون إن هذا الاعتراف يطرح أسئلة جادة عن العلاقات بين الهند وروسيا في المستقبل، وقد يجبر أحد أقرب شركاء موسكو على إعادة التفكير في الاعتماد عليها.

فلاديمير بوتين و ناريندرا مودي

فلاديمير بوتين و ناريندرا مودي

علاقات تاريخية

أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن تاريخ علاقات نيودلهي القوية مع موسكو، يعود إلى حقبة الحرب الباردة. وتعد العلاقات التاريخية بين الجانبين أحد العوامل وراء موقف الهند المحايد من حرب فلاديمير بوتين في أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم السفارة الروسية في نيودلهي لوكالة أنباء رويترز: “ليست لدينا معلومات قد تؤكد ما ذكر”. ولا تزال الهند تعتمد بقدر كبير على الكرملين في الحصول على معداتها العسكرية، بسبب التوترات الحدودية المستمرة بين الهند والصين.

أول اعتراف علني

قال البرفيسور في “كينجز كوليدج لندن” هارش بانت، لصحيفة الإندبندنت، إن  هذا هو “أول اعتراف علني بالمسألة” من الهند، مضيفًا أنه كانت توجد مخاوف لبعض الوقت في نيودلهي بشأن تسليم الأسلحة.

وأضاف: “بالنسبة إلى الهند، يعد هذا تحديًا كبيرًا بسبب الاعتماد الكبير على روسيا، ويطرح أسئلة جادة عن الاستعداد التشغيلي للجيش الهندي، لأنه توجد حدود نشطة مع الصين، في ظل تنامي العلاقات الروسية الصينية”.

ولفت بانت إلى مخاوف بشأن تصرفات روسيا وسط الحرب وتقاربها مع الصين، مضيفًا أنه “إذا لم تكن روسيا قادرة على الارتقاء إلى مستوى صورة الشريك الدفاعي الأكبر والأكثر موثوقية للهند، سيثير الكثيرون في الهند تساؤلات عن ماهية هذه الشراكة”.

إعادة تفكير

توقع بانت أن العديد من شركاء الدفاع لروسيا سيضطرون إلى إعادة التفكير في علاقتهم مع موسكو. وكانت الهند تفعل ذلك من حيث تنويع المعدات العسكرية في العقود الماضية، ولكن العملية سوف تتسارع، على حد قوله.

وقال تقرير جديد صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، وهو مركز أبحاث يدرس الصراع ومبيعات الأسلحة ونزع السلاح، إن الهند كانت أكبر مستورد للأسلحة في العالم منذ عام 1993، وإن “التوترات مع باكستان والصين تدفع إلى حد كبير طلبها على واردات الأسلحة”.

وذكر أحدث تقرير لمركز الأبحاث، أن روسيا كانت أكبر مورد للأسلحة إلى الهند في كل من 2013/2017 و2022/2018، لكن حصتها من إجمالي واردات الأسلحة الهندية تراجعت من 64% إلى 45%.

ربما يعجبك أيضا