زحام قاتل.. استئناف نظام “الملالي” النشاط الاقتصادي ينذر بكارثة في إيران

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

يزداد التزاحم في المدن الإيرانية مع إعادة استئناف بعض الأنشطة الاقتصادية قليلة ومتوسطة الخطورة تدريجيًا منذ نحو أسبوع في جميع المحافظات، بالتزامن مع ارتفاع الإصابات والوفيات بوباء كورونا، الأمر الذي ينذر بكارثة وموجة تفش جديدة بحسب تقارير صحفية إيرانية.

وفي العاصمة طهران فُتحت، أمس، المحال وبازار طهران والمراكز التجارية المسقفة أبوابها حتى الساعة الـ6 مساء، بحسب قرار اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا، برئاسة الرئيس الإيراني، حسن روحاني.

زحام كبير

وكشفت صحيفة شهروند، عن تزاحم كبير شهدته طهران، وقالت: “يسير الناس جنبًا إلى جنب في الشوارع والمتاجر والأسواق وسيارات الأجرة ومترو الأنفاق يتحرك، وبدأ الناس أعمالهم بعد ما يقرب من إغلاق دام 46 يومًا، وفي الشوارع لا حدود بين الأعمال المنخفضة وعالية المخاطر، كما يتوافد الناس على المتاجر، حتى في الجزء الرئيسي من المدينة رغم التحذيرات وارتفاع الوفيات جراء الفيروس لم يغطِ كثير من المارة وسائقي سيارات الأجرة والمحلات التجارية بالكمامات.

وقالت الصحيفة إنه في بازار إيران الكبير، لا وجود لتحذيرات “البقاء في المنزل” التي تطلقها وزارة الصحة، وفي شوارع طهران الرئيسية تقول الصحيفة “لا يوجد مكان لخرم إبرة” من شدة الازدحام، تحولت الشوارع إلى ساحة انتظار كبيرة والجميع يركب سياراته الشخصية على الطرق السريعة رغم التحذيرات.

أما القطاع الصحي في إيران، فيعاني ويعاني، كما كشفت صحيفة آرمان ملي الإيرانية أن الكوادر الطبية التي تقف في الصف الأمامي لمواجهة كورونا أصبحت تعاني الاكتئاب، وازداد إجهاد طواقم التمريض التي أصبحت تترك العمل.

ضرورة

قال الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الإيراني، أسامة الهتيمي: في ظني أنه وإزاء قرار السلطات في إيران بإعادة فتح المراكز التجارية والأسواق واستئناف الأنشطة التجارية التي توصف بأنها قليلة أو متوسطة المخاطر يجب أن نفرق بين أمرين، الأول هو محاولة تفسير ما تقوم به إيران والثاني تقييم ذلك.

وأضاف أسامة الهتيمي في تصريحات خاصة لـ”رؤية”: أما من ناحية التفسير، فإنا نرى أن ما أقدمت عليه إيران هو من باب الضرورة الحتمية حيث لا خيار أمامها سوى فعل ذلك خاصة وأن الاقتصاد الإيراني يتهاوى بشكل سريع بعد أن تعرض لضربات قوية ومتتالية.

شلل اقتصادي

وأكد الهتيمي أن الأزمات في إيران تفاقمت بداية من العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي تم استئنافها في أغسطس 2018 وانتهت بأزمة وباء كورونا التي تسببت في شلل العديد من الأنشطة الاقتصادية، وهو ما ألمح إليه الرئيس الإيراني نفسه حيث قال إنه “إذا مات مليونا شخص بسبب فيروس كورونا فلن نعطل البلاد بسبب وضعنا الاقتصادي” الأمر الذي ينذر بكارثة يعكس مدى خطورتها مثل هذه القرارات التي وبلا شك سيكون لها تداعيات صحية وطبية خطيرة.

وتابع قائلا: أما من ناحية التقييم فلا شك أن مثل هذه الخطورة فضلا عن كونها تجسد أن هذا النظام الإيراني لا يهتم على الإطلاق بالشعب الإيراني وما يمكن أن يحل به، خاصة وأن تحذيرات عديدة صدرت عن خبراء إيرانيين ومتخصصين عن حجم الكارثة التي يمكن أن تقع فإن هذا النظام أيضًا لا يلتفت لما يمكن أن تسببه قراراته في بقاء المنطقة برمتها في حالة أزمة إذ تعني هذه القرارات احتمال استمرار تفشي الوباء في دول المنطقة إما عبر انتقال الإيرانيين إلى بقية دول الجوار أو عبر تزايد احتمال إصابة الزائرين من رعايا هذه الدول لإيران.

تهديدات كبيرة

وأشار الكاتب الصحفي المتخصص إلى أن إيران تشهد تهديدات كبيرة وتتزايد مع مرور الوقت لأنها تمثل قبلة الكثيرين من أتباع المذهب الشيعي حيث المزارات الدينية ما يُضعف بطبيعة الحال من جهود كل دول العالم في مواجهة الفيروس والحد من انتشاره لتكون إيران بذلك فضلا عن أنها المسؤول الأول عن انتشاره في المنطقة السبب الأول لبقائه لمدة أكبر.

كانت وزارة الصحة الإيرانية، أعلنت ارتفاع الوفيات جراء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، إلى 5297 بعد أن سجلت البلاد 88 حالة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، وهو اليوم الثامن الذي تنخفض فيه الوفيات إلى ما دون المئة، وبلع أعداد المصابين 84 ألف 802 حالة بزيادة 1.297 حالة عن يوم أمس.

ربما يعجبك أيضا