زد نتوورك: «الناتو» في حالة حرب دائمة تحت تأثير الهيمنة الأمريكية

موقع بريطاني: الناتو في «حالة حرب» لا تنتهي.. الحلف البالغ من العمر 75 عامًا يتعثر

بسام عباس
الناتو

أوضح موقع “زد نتوورك” البريطاني أن القدرة على بدء الصراعات أو مفاقمتها، وربما عدم الرغبة في إنهائها بشكل دائم، لا تشكّل الأزمة الحقيقية التي تواجه حلف الناتو بعد مرور 75 عامًا على تأسيسه

وأضاف أن الأزمة الحقيقية هي حالة الحلف الحالية، في ظل الخلافات التي تعصف بين أعضائه، ومدى الجهود التي تبذلها الدول الأعضاء لتجديد سياساتها الحالية من أجل مستقبل أفضل للقارة الأوروبية.

هيمنة أمريكية

قال موقع “زد نتوورك”، في تقرير نشره الاثنين 22 أبريل 2024، أن الخطاب الغربي عن أسباب إنشاء منظمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” قبل 75 عامًا لم يعد مقنعًا، داعيًا إلى ضرورة دراسة هذا الخطاب المفرط في التبسيط حتى يتسنى تقدير الانحدار الحالي للحلف، بما يتجاوز السياسات الأنانية التي تنتهجها الدول الأعضاء.

وأضاف أن هذا الخطاب يخفي حقائق دامغة لا يمكن نكرانها، فالولايات المتحدة كانت أكثر قوة عسكريًّا واقتصاديًّا بعد الحرب العالمية الثانية، وانعكس ذلك سريعًا في “خطط مارشال” الخمسية للإنعاش الاقتصادي، وهو توجّه استراتيجي وليس عملًا خيريًّا لواشنطن.

وذكر أن حلف الناتو بات تحت هيمنة أمريكية تتمدد نحو بقية العالم، ما يسمح للأعضاء الأقوياء في المنظمة بأن يحددوا، نيابة عن بقية الدول، وغالبًا خارج مظلة الأمم المتحدة، مفاهيم مثل السلام والأمن، والمخاطر، وفي نهاية المطاف الإرهاب.

هشاشة حجج التدخل

أوضح الموقع أن الصراع الرئيس الأول الذي حرّض عليه حلف الناتو لم يكن بشأن التهديدات الخارجية لأوروبا أو الأراضي الأمريكية، بل وقع في شبه الجزيرة الكورية، حيث تمحور الخطاب السياسي لأعضاء الحلف حول إظهار الحرب الأهلية في شبه الجزيرة، كمثال على العدوان الشيوعي، ما أجبر الناتو على التدخّل والانخراط في الحرب الكورية.

وأضاف أن نحو 75 عامًا من عمر الحلف أثبتت هشاشة تلك الحجج التي سيقت لتبرير التدخّل، مشيرًا إلى أن نهجًا مماثلًا اتُبع في معظم تدخلات حلف الناتو بمناطق أخرى في العالم، العراق، ويوغوسلافيا، وأفغانستان، وليبيا، وغيرها من المناطق والجهات والدول.

السلام الحقيقي

قال الموقع إن أزمة الناتو يمكن تلخيصها في أن التشكيلات الجيوسياسية التي كانت قائمة في أعقاب تفكك الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو لم تعد موجودة، ولا يمكن اختزال المنافسة العالمية الجديدة في النواحي العسكرية فقط لأنها اقتصادية أيضًا، لافتًا إلى اعتماد أوروبا في العقدين الأخيرين على مصادر الطاقة والتبادل التجاري، مع دول تعتبرها واشنطن أعداءً مثل، الصين وروسيا.

وأضاف أنه إذا سمحت أوروبا لنفسها بالاشتراك في لغة أمريكا المستقطبة بشأن الأعداء والحلفاء، فسوف تدفع القارة ثمنًا باهظًا، خاصة وأن اقتصادات الاتحاد الأوروبي تكافح بالفعل تحت وطأة الحروب المستمرة والانقطاع المستمر لإمدادات الطاقة.

ورغم أن العالم قد تغيّر كثيرًا، فإن حلف الناتو لا يزال ملتزمًا بعقيدة سياسية تعود إلى حقبة ماضية، وأنه حان الوقت لإعادة النظر في تراثه المستمر منذ 75 عامًا، وأن يتحلى بالشجاعة الكافية لتغيير الاتجاهات بالكامل، ويتوجب عليه السعي لتحقيق السلام الحقيقي، بدلًا من اختيار حالة الحرب دائمًا.

ربما يعجبك أيضا